لقد حظيت إدارة الأفراد في المنظمات المعاصرة بأهمية كبيرة نظراً للدور الذي يضطلع به في توجيه وقيادة الأفراد العاملين باعتبارهم عناصر أساسية في العملية الإنتاجية وكونهم ثروة لا يمكن التفريط بها من النواحي المادية والمعنوية, إن التطورات العلمية والتكنولوجية ساهمت وتساهم في تطوير إدارة الأفراد وذلك بتضمينها وظائف ومفاهيم جديدة تضاف إلى الوظائف والمفاهيم التقليدية التي تضطلع بها هذه الإدارة.
فالتخطيط للموارد البشرية لا بد أن يرتبط به التخطيط المهني للأفراد العاملين، ومن الضروري أن تعتمد إدارة الأفراد على برامج للتطبيع أو التكييف الاجتماعي للأفراد العاملين الجدد جزء في عملية التدريب يضاف إلى ذلك أن الدور الجديد لإدارة الأفراد يتمثل في ضرورة ربط الوظائف التي تؤديها هذه الإدارة بالنظام التنظيمي لعموم المنظمة. ولذلك فإن هدف هذا الكتاب يتمثل في وضع الأسس والمفاهيم والسياسات المتعلقة بإدارة الأفراد وفقاً للمفاهيم المعاصرة ولا سيما المفاهيم السلوكية مع الأخذ بالمتغيرات والتحديات المختلفة التي تواجه الأفراد العاملين.
لقد أعد هذا الكتاب ليكون مرجعاً علمياً وكتاباً منهجياً لطلبة المرحلة الثانية في أقسام الإدارة في كليات الإدارة والاقتصاد وقد تضمن جميع المفردات المنهجية لهذا الموضوع مع إضافة أربعة فصول أساسية أخرى هي: الفصل السادس: تكييف الأفراد العاملين الجدد للمنظمة، الفصل الثامن: التطوير الإداري والتنظيمي، الفصل التاسع: التخطيط والتطوير المهني للأفراد العاملين، الفصل العشرون: قضايا ومشاكل معاصرة في إدارة الأفراد.
لقد جاءت إضافة الفصول المذكورة متماشية مع الهدف الأساسي في الكتاب والتطورات الحالية في إدارة الأفراد، مع العلم أن الفصول الستة عشر المتبقية احتوت على معلومات نوعية وكمية بشكل متوازن اعتماداً على درجة أهمية الموضوعات ومدى تحقيقها للهدف الأساسي المذكور آنفاً.
ولذلك جاءت بعض الموضوعات في هذه الفصول بأسلوب غير تقليدي ولا سيما محتوى الموضوعات التالية: تطبيقات نظريات الدوافع في واقع العمل، حيث تطرق هذا الفصل إلى الأساليب الحديثة في تنمية وتطوير الدوافع الإيجابية التي منها أسلوب توسيع وإثراء العمل، كذلك ساعات العمل المفتوحة وأساليب أخرى، انضباط الأفراد والعاملين، حيث تم التركيز على الجوانب السلوكية والأساليب والسياسات الإيجابية في ضبط سلوك الأفراد العاملين، حركة الأفراد العاملين حيث تمت مناقشة الأسس والجوانب السلوكية للترقية والتنقلات وانفصال الأفراد العاملين عن المنظمة.
ونظراً إلى أن هذا الكتاب يركز على الجوانب السلوكية لوظائف إدارة الأفراد، فإن التصور والفكرة الأساسية التي ستتولد لدى القارئ وتؤثر على سلوكه المستقبلي في الإدارة هي أن الفرد هو المورد الأساسي والنهائي لأية منظمة، فالسياسات التي تسير عليها المنظمة في الحصول على الأفراد العاملين وإرباحهم في العمل والمنظمة والحفاظ عليهم هي الأساس في نجاح أو فشل المنظمة ومن جزاء ذلك نجد أن النجاح أو الفشل سوف يؤثران على مشاعر الأفراد العاملين ويشكلان حجر الأساس في تطوير المنظمة. مما سبق ذكره يتضح أن أهمية الكتاب وفائدته تمتد لتشمل طلبة الدراسات العليا الراغبين في التخصص في هذا المجال وكذلك مديري الإدارات العليا، ومديري الأفراد فضلاً عن الإدارات الأخرى.
الناشر:
باتت إدارة الموارد البشرية من القضايا التي تهم مختلف المؤسسات التي تديرها الكوادر البشرية المتنوعة ،فإدارة الأفراد تعمد إلى توجيه وقيادة الأفراد العامين باعتبارهم عناصر أساسية في العملية الانتاجية. ولأجل ذلك ساهمت التطورات العلمية مساهمة فاعلة في تطوير هذا النوع من الإدارة وتحديد وظائفها ومفاهيمها،إذ إن التخطيط للموارد البشرية لا بد أن يرتبط به لاتخطيط المهني للأفراد العاملين ،وهذا الكتاب يأخذ على كاهله مناقشة جلّ هذه الأمور ومن أبرزها :إدارة الأفراد ،وتحليل الأعمال،وتخطيط الموارد البشرية،وتحديد مصادر الحصول على الموارد البشرية ،وموضوع الاختيار والتعيين ،وتكييف الأفراد العاملين للمنظمة،وتدريب هؤلاء الأفراد،وتطوير الجانب الاداري والتنظيمي في المؤسسة ،إضافة إلى التخطيط والتطوير المهني للأفراد،والدوافع والرضا عن العمل،ولا ينسى المؤلفان إفراد صفحات لمناقشة مواضيع أخرى كالدوافع والرضا عن العمل ،وتطبيقات نظريات الدوافع،والروح المعنوية للأفراد العاملين وتقييم أداءهم ،كيفية إدارة المكافآت والعوائد،وتقويم الأعمال وبناء هيكل الأجور ،وانضباط الأفراد العاملين،والفوائد والخدمات المقدمة لهم،إضافة إلى ما يصاحب ذلك من برامج صحية وأمن صناعي وحركة . ويختتم هذا الكتاب حديثه بمجموعة من القضايا والمشاكل المعاصرة في إدارة الأفراد وإقتراح حلول لهذه القضايا.