1. حافز البقاء الأساسي:
(أن أهم حافز يحرك البشر هو حافز البقاء)
أبراهام ماسلو
هذا النوع من التحفيز يغطي كل حاجات الإنسان الأولية، مثل: الغذاء، الماء، الهواء، وإذا فقد الإنسان أي من هذه الاحتياجات؛ فسيكون لديه دافعًا أساسيًا حيث يتشكل داخله، ويحرك مراكز عصبية متعددة في مخه، وبينما يتزايد إنفعال الخلايا العصبية؛ يتحفز الإنسان بدنيًا ليفعل كل ما يتطلبه الأمر لإشباع هذه الحاجة، ويعود جسمك إلى حالته الطبيعية، عندما يتم إشباع هذه الحاجة فقط، ومنعًا للتعقيد سوف أعطيك مثالًا: إذا عدت يومًا إلى المنزل بعد يوم عمل شاق وطويل، وأنت منهك القوى، ولا تستطيع أن تقوم بأي شيء. وفجأة تسمع صوت صراخ: نار ... نار ... وأصوات إنذار الحريق، وأناس تجري هنا وهناك، فماذا تفعل آنذاك؟ بالطبع سوف تجري مثل الآخرين، فمن أين جاءت لك هذه القوة والطاقة؟ الإجابة: أنك كنت مدفوعًا بحافز وبدافع البقاء لتنقذ حياتك، وهذا هو الذي أطلق داخلك الطاقة لتجري. ومثال آخر للتوضيح، في إحدى الندوات سُئل د. إبراهيم الفقي: هل تعتقد أن حافز البقاء يمكن أن يحرك شخصًا كان مريضًا، وخرج لتوه من المستشفى؟ فأجابه: بالطبع إذا وضعت كلبًا جائعًا خلفه؛ فإنه سوف يجري ليتفوق على أبطال الجري، وبشكل عام عندما يتعلق الأمر بالبقاء فإنك تكون مبدعًا، يقظًا، وأيضًا محفزًا، تخيل أن يصبح لك هذا النوع من التحفيز كل الوقت لإبداعك ستكون قويًا، وستكون النتائج التي تحققها ممتازة. 2. التحفيز الخارجي: هذا النوع من التحفيز يأتي من المحيط الخارجي، فمثلًا في العبارات أو الأحاديث التي تثير الحماسة، وقد يكون مصدر التحفيز من أصدقاءك، وقد يكون مقالة في مجلة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وقد يكون مصدر هذا التحفيز رئيسك في العمل، ومشكلة المحفزات الخارجية، أنها عادة لا يستمر أثرها فترة طويلة؛ فتخبو قوة دفعها بعد فترة قصيرة. فمثلًا: هل حدث، وحضرت ندوة للتحفيز؟ إذا كانت إجابتك هي (نعم)، فسوف أسألك عن مدى فاعلية هذه الندوة لتحفيزك؟ وكيف كان أثرها عليك بعد أسبوع، بعد شهر، بعد ستة أشهر؟ والآن ... بالتأكيد فإن مستوى تحفيزك قد أخذ يخبو، ويضعف مع مرور الوقت. دعني أطرح عليك سؤالًا آخرًا: إذا حيّاك رئيسك في العمل بإبتسامة عريضة، فكيف سيؤثر ذلك على يومك؟ وإذا حدث العكس، فهل سيؤثر ذلك على يومك أيضًا؟ سوف تؤكد أن ذلك قد يؤثر على مشاعرك، وقد يستمر هذا التأثير لفترة طويلة، لعله من سوء الحظ أن البشر يعتمدون بدرجة كبيرة على التحفيزات الخارجية، للشعور بأنهم محل تقدير الرئيس، أو الصديق، أو شريك الحياة، أو أي شخص ذي أهمية. 3. التحفيز الداخلي: يُعد هذا النوع من التحفيز، أكثر الأنواع الثلاثة قوة،واستمرارًا في التأثير والفاعلية؛ ويرجع السبب في هذا إلى طبيعة هذا النوع، فإنك تكون مدفوعًا بقوتك الذاتية لتحقق أهدافك السامية. (كل شيء يحدث نتيجة سبب ما، ولكل سبب تأثير، ولكل تأثير سواء علمته أم لا أسبابًا معينة، فليس هناك مصادفات).
بريان تراسي
منذ 2000 عامًا مضت، كان الفيلسوف سقراط، أول من أشار إلى وجود قانون عقلي للسببية، وهو ما يشير إليه اليوم علماء النفس على أنه (السبب والنتيجة)، فلكل سبب نتيجة، إذا تكرر السبب تكررت نفس النتيجة، بعبارة أخرى إذا استطعت أن تستعيد نفس الأشياء التي كانت تحفزك في الماضي، فإنك سوف تستطيع أن تحفز نفسك دائمًا وأبدًا. في البرمجة اللغوية التصورية، يوجد إفتراض ينص على أن (لدى كل إنسان في تاريخه كل الثروات التي يحتاجها؛ لكي يحدث أي تغير إيجابي)؛ لذلك حاول معي أن تقوم بهذه التجربة العملية: اغلق عينيك، تنفس بعمق، وتذكر وقتًا كنت فيه في قمة التحفيز، تذكر خبرة معينة مرت بك، تحاول أن تعيشها ثانية كما لو كانت حقيقة واقعة لك الآن. تنفس بنفس الطريقة، اجلس أو قف بنفس الشكل، حاول أن تشعر بنفس الأحاسيس التي مرت بك في هذه الخبرة الماضية، إذا ما استطعت أن تؤدي هذا التمرين؛ فسوف تكون محفزًا الآن. إن التحفيز الداخلي بمثابة وظيفة داخلية، فنحن نحتاج إلى أن نكون قادرين على تحفيز أنفسنا، حتى يصير تحفيزنا من أعماق ذاتنا، ولا نحتاج إلى أي عوامل خارجية، فيشير مارك توين: (إذا لم تستطع أن تحصل على المديح، قم أنت بامتداح نفسك بشكل أو بآخر، إذا لم يمتدحك الآخرون، فقم أنت بمدح نفسك). حاول أن تدخل في أعماق نفسك، استرجع خبرات التحفيز الماضية، اشعر بها، واستمتع بها، حاول أن تعايشها قدر استطاعتك، فيذكر الكسندر جراهام بل: (أنا لا أستطيع أن أجزم بماذا تكون هذه القوة، فكل ما أعرفه هو أنها موجودة، وأنها تصبح متاحة فقط عندما يكون المرء في تلك الحالة الذهنية، التي يعرف أثناءها ماذا يريد بالضبط؟ ويصر على ألّا يتوقف حتى يجد ما يريد). تذكر دائمًا أن هناك قوة ذاتية هائلة، تكمن في داخلك لتحفيزك، وكل ما عليك هو أن تتذكر وقتًا محددًا كنت فيه في قمة التحفيز، وحاول أن تعيش هذه التجربة مرة أخرى بكل حواسك ومشاعرك.