وكالة انباء العمال العرب: كشف منتدى الموارد البشرية الثالث الذي تنظمه شركة BAE Systems السعودية تحت عنوان " القيمة التداولية للموظف " أن الشباب يمثلون ٥٠٪ من سكان المملكة وأغلبهم دون ال ١٥ عاماً، مما يعني أن التحدي الأكبر الذي سيواجه المملكة بعد أربعة أعوام من الآن هو تأهيل وتدريب وتطوير وتوظيف هؤلاء الشباب، فالمرحلة المقبلة تختلف عن سابقتها من حيث المعرفة والشباب، حيث إن القطاع الحكومي لن يعمل كل شيء، فالقطاع الخاص يجب أن يتدخل للقيام بحلول فورية.
وحسب تقرير شامل نشرته "الرياض" أوضح المنتدى الحاجة إلى تعاون أكبر بين الحكومة والقطاع الخاص لدعم مبادرات التوطين وتحديد ساعات العمل وضغوطه، وربط الأفراد بأعمالهم وهذا يتعلق بالأرقام والأهداف والتدريب والتعليم.
وأضاف المشاركون في المنتدى أن التدريب والتعليم من أهم ركائز توظيف الشباب ولكن تبرز مشكلة عدم توافق المؤهلات والمهارات المكتسبة مع متطلبات العمل لدى القطاع الخاص، حيث تبرز أهمية إشراك الوافدين في العملية واعتبارهم جزءاً من الحل بدلا من اعتبارهم أساس المشكلة والاستفادة منهم في تدريب وتعليم السعوديين، والاستفادة منهم ومن خبراتهم لبناء تنمية مستدامة، خاصة وأن هناك ١٥٠ مؤسسة تستقطب الأجانب.
المنتدى الذي رعاه الأستاذ أحمد الحميدين وكيل وزارة العمل للشئون العمالية حرصت من خلاله الشركة على نقل المعارف إلى المجتمع المحلي الذي تعمل به من خلال المساهمة برفع درجة الوعي بالقيمة التداولية للموظف والتي تمثل عنصرا مهما من عناصر الموارد البشرية، وافتتح المؤتمر بكلمة من محمد الأزوري نائب شركة BAE Systems السعودية للموارد البشرية أكد فيها على أهمية عقد مثل هذه المنتديات التي من شأنها العمل على إثراء حقل الموارد البشرية بكل ماهو جديد بالاستفادة من خبرات وتجارب المتخصصين من قطاعات مختلفة محلية وعالمية الذين يشاركون في عرض أفكارهم وتبادلهم مع نظرائهم وإتاحة المجال للمهتمين في تلمس حاجة منظماتهم وتطبيق ما هو مناسب لهم، من جانبه اشاد وكيل وزارة العمل بمبادرة الشركة لتنظيم منتدى متخصص للموارد البشرية للعام الثالث مثمنا الجهود التي تبذل للتعريف بالعديد من مفاهيم الموارد البشرية،موضحا أن في المملكة عدد ضخم من العمالة الوافدة والطلب عليهم لازال ضخماً.
وتناوب على تقديم أوراق العمل كل من الدكتور عبدالله الحميدان نائب الرئيس للموارد البشرية في شركة الإتصالات السعودية الذي أكد أن الشركة تتبع نظام المكافآت نظير الأداء بهدف خلق ولاء وظيفي، موضحا أن التنوع في الجنسيات مصدر من مصادر القوة وأن القيمة التداولية للموظف لديهم هي السعودة، كما أنهم يتميزون بالتغيير السريع مواكبة للتقنية، موضحا أن ما يجذب الأشخاص للعمل في القطاعات الخاصة هي الفرص الدولية والأعمال الدولية وتطوير خطة العمل في الشركات باستمرار، موضحا أن من أبرز التحديات اليوم هو تقنيات المعرفة وأن عوامل التحفيز تختلف من جيل إلى جيل.
وألقى كل من اندرو شوبل المستشار في مجموعة هي، وماجد المزيرعي مدير عام مراكز التمييز بشركة bae سستمز، وريم البكري مديرة الموارد البشرية في زيروكس السعودية، وإدوارد ماتي شريك الإدارة في سي سي أم للاستشارات أوراق عمل ثرية حول الموارد البشرية.
وتطرقت أوراق العمل التي قدمها المتحدثون إلى استراتيجية تحقيق القيمة المضافة للموظف وعوامل جذب الموظف بالتوافق مع تدرج وتنوع مجالات العمل، بالإضافة إلى إبراز العوامل التي تساعد على إيجاد تعاون أمثل بين القطاعات الحكومية والخاصة لدعم مادرات التوطين.
من جانبه أكد محمد الأزوري نائب رئيس شركة بي أيه إي سيستمز عقب المنتدى أن هذا المؤتمر يأتي بعد مؤتمرين سابقين عقدتهما الشركة في العامين 2010 و 2011 الأول حمل عنوان" الأداء الكامل"والثاني كان موضوعه الرئيسي" القيادة في عالم الموارد البشرية "مشيرا أن المؤتمرين حققا صدى طيباً في الأوساط المتخصصة ماشجعنا على المضي قدما في عقده للمرة الثالثة
منوها بأن الشركة ومن خلال وجودها الطويل في المملكة تدرك أن هناك أدواراً رئيسية عليها القيام بها بالإضافة إلى تعاملتها التجارية مع زبائنها المحليين ويتمثل ذلك في الاهتمام بمسئوليتها الاجتماعية والعمل على الارتقاء بخدمتها الموجهة بالكامل لرعاية وتنمية المجتمعات المحلية التي تعمل بها، من خلال نقل المعارف وتحفيز المبادرات البناءة ورعاية النشاطات المجتمعية، مشيرا بأن مؤتمر هذا اليوم يأتي كتجسيد فعلي لهذا التوجه،رغبة في رفع درجة الوعي محليا بجزئية هامة تقوم عليها بناءات الموارد البشرية.
شارك في المنتدى عدد كبير من الشباب والفتيات والمهتمين في مجال الإدارة، وقد حرصت العديد من الجامعات والكليات المتخصصة حضور هذا المنتدى بهدف إشراك طلابها وطالباتها في الاستفادة من خبرات المتميزين في هذا المجال، حيث كان لكليات الشرق العربي للدراسات العليا حضورا مميزا من طلاب وطالبات متخصصين في الإدارة على كافة أنواعها من موارد بشرية وإدارة عامة وإدارة مالية ونظم معلومات بقيادة الدكتور فائق النجار، ناقشوا من خلالها المختصين في الشركة في كل ما يخص عوامل الجذب والقيمة التداولية للموظف، وكيفية المحافظة على الموظف وخلق قيمة سوقية له. وعلى هامش المنتدى ربط الدكتور النجار أهم الدروس المستفادة من المنتدى بالمنهج الإداري بهدف خلق جيل جديد قادر على ممارسة الأدوار القيادية وربط الجزء النظري بتجارب القيادات المتميزة عمليا. أوضح من خلاله طلاب الدراسات العليا فيصل القزلان ومحمد العنزي أن الإدارة فن قبل أن يكون جزء نظري، فمن خلال هذا المنتدى استطاعا أن يحددا أهم عوامل استقطاب الموظف والمحافظة عليه، وأن شفافية الإدارة وعدلها أهم من العائد المالي بخلاف ما كانا يعتقدا.
أبان منتدى الموارد البشرية أن عناصر الجذب في الشركات اختلفت من جيل لجيل خلال الاستفتاء الذي قامت به الشركة للحضور، حيث اتضح أن التدريب والتطوير الوظيفي من أهم ركائز الجذب لدى الجيل الجديد، بينما كانت الحوافز المالية والمرتب أهم ركيزة جذب لدى الكبار في السن، كما أوضح مشكلة عدم وجود المرأة في الإدارة العليا والمتوسطة وهي قادرة على هذا العمل.
وأوضح المنتدى أن الجيل الجديد بحاجة إلى خلق روح المغامرة والجرأة لدى الموظف، وأن قمية الشركة واستدامة الأعمال وعوامل الجذب والتحديات، القيم التي يجب أن تلتزم بها، والحلول الابتكارية التي تخلقها هي أهم ماتهم الشباب.
وأوضح المنتدى أهم التحديات التي تواجه القطاع الخاص في استقطاب الموظفين والمحافظة على بقائهم، حيث تركزت في القيادة ومدى شفافيتها، الاستقرار المالي، سمعة الشركة، الرواتب والحوافز والتقدير، التدريب والتطوير داخليا وخارجيا، التواصل داخل المنشأة، المشاركة والتداخل بين الموظف والبيئة الداخلية والخارجية، العلامة التجارية و القيمة السوقية للموظف، مع التركيز على استثمار القطاعات في تطوير موظفيها للوصول إلى أهدافها.