القائد الناجح
بقلم : عماد الحاج

يقول نابليون : " إنني أفضل جيشًا من الأرانب يقوده أسد عن جيش من الأسود يقوده أرنب " .. وهذا يدلل على أهمية القائد حتى في ظل وجود أتباع ضعاف كالأرانب !! ولكن هناك من يقول أن الأفضل من ذلك هو أن يكون جيشًا من الأسود يقوده أسد .. حيث أن من مهمات القائد .. أنه يحول التابعين إلى قادة .. ليس هذا فحسب بل يعمل على زيادة ثقة التابعين بأنفسهم .. يعمل من خلال الفريق .. لا يهمه أين يكون .. وفي أي موقع .. بابه مفتوح .. مشارك .. متعاون .. لغته المفضلة .. نحن .. قمنا .. فعلنا .. أنجزنا .. والقائد الفعال لا يكتفي بالوعظ والتعليم فقط .. وإنما يبدأ بنفسه في تنفيذ ما يدعو إليه .
القائد الناجح نشيط نحو الأهداف .. مبدع في قراراته .. مبتكر في تجنب المخاطر .. يفكر ويقوي الآخرين .. يعمل على التغيير والتحسين باستمرار .. لديه مهارات نوعية في الاتصال والتواصل .. ويعمل بكل الطرق على تنمية مهارات فريقه .. عادل في التفويض .. يقضي وقته وجهده الأكبر في التخطيط والتطوير ..
القائد الناجح حيثما وضعته أجاد .. لأنه يعمل بنظرة شمولية .. ويسعى لتحقيق الأهداف الشمولية للمؤسسة .. ومن أهم مهماته أنه صاحب رسالة .. وكيل للتغيير .. وهنا يجب أن نؤكد أن أفضل قائد على الكرة الأرضية هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. وذلك بشهادة الجميع .. فقد كان قائدًا صاحب رسالة .. ألهم الأتباع وساعدهم .. أعطاهم الثقة بأنفسهم .. شاركهم .. وصنع منهم قادة ..
لكن هناك الكثير ممن هم في مركز القيادة .. ليسوا بقادة .. لأنهم لم يعطوها حقها .. عملوا من خلف الأبواب .. نراهم دائمًا في الصدارة .. ويتحدثوا عن أنفسهم كثيرًا .. ولغتهم المفضلة .. أنا .. قمت .. فعلت .. أنجزت !!
هؤلاء الذين يتعاملون مع مرؤوسيهم على أنهم آلات أو مستخدمين .. مهتمون بتحقيق أهدافهم الشخصية .. لا يوجد لديهم أهداف أو خطط .. لا يجيدون الاتصال ويفوضون حسب المزاج !!
لا يمكن للقائد أن ينجح بدون الأتباع .. لأن المسئول عن تحقيق النجاح هم أفراد المجموعة وليس القائد .. وأن النسبة لصالح الأفراد 80% بالمقارنة مقابل 20 % للقائد !!