1) رسملة نظم المعلومات:
تشير نظم المعلومات إلى التجمع المنظم للبيانات من مصادر داخل المنظمة و خارجها و تحليلها و تفسيرها و استنتاج مؤشرات و دلالات تستخدم في توجيه و إثراء العمليات في المنظمة و تحقيق تحسين في الإدارة و الارتفاع إلى مستويات أعلى من الإنجاز سواء بالنسبة لإنجازات المنظمة أو قياسا إلى إنجازات المنافسين، من خلال حلول تنظيمية تظهر من خلال معرفة المنظمة الناتجة عن التراكم (الإيجابي) لنظم المعلومات الأفقية و العمودية و المعبر عنها بالتمثيل المادي الصريح.
إن المعرفة المقصودة وفق نموذج ديبونز "Debons" هي المعرفة الصريحة التي تمتلكها المؤسسة و تعمل على إدارتها بدعم نظم المعلومات .
إن عمليات إدارة المعرفة تهدف إلى تشكيل المعرفة التنظيمية و المكونة من مجمل التقارير و الدراسات و القرارات و السياسات و الإستراتيجيات المنتجة من نظم معلومات المنظمة و التي توجه و تنظم بشكل مباشر و غير مباشر
أنشطة و تصرفات الأفراد في المنشأة.
إن الإشكالية الرئيسية في إدارة المعرفة هو في كيفية تمليك استثماراتها، أي امتلاك هذه المعرفة من خلال تخريج المعارف الكامنة و تحويلها إلى معارف ظاهرة و السبيل في ذلك هو نظم المعلومات التي من شأنها ترجمة ما هو ضمني إلى معرفة ظاهرة من خلال عمليات:
التنشئة Socialization التذويت Internalisation
الترابط Combination التخريج Enternelization
إن نظم المعلومات تحقق حلزونية المعرفة حيث تسمح بالمحافظة على المعرفة المكتسبة، و توليد معارف جديدة عن طريق إدارة المعرفة في إطار نظم معلومات وظيفية و نظم معلومات عمودية تعمل على التعامل مع مشكلات غير مهيكلة و المعلومات المحدودة و الغامضة... و يمكن تحديد أبعاد الدور الجوهري لأنظمة المعلومات في خلق المعارف التنظيمية كالآتي:
- المساهمة في إنشاء بيئة التعلم: من خلال تسهيل وصول الأفراد إلى المعلومات و جعلها متاحة مع إمكانيات تحديثها.
- المحافظة على معلومات و معرفة المنظمة: من خلال تطوير قواعد البيانات كرصيد أساسي للمعلومات.
- تقاسم المعرفة: من خلال استخدام برمجيات التشارك الجماعي، الفردية و الفرقية.
- فاعلية الاتصالات: من خلال خلق التقارب بين تكنولوجيا المعلومات و تكنولوجيا الاتصالات و قد استعانت نظم المعلومات الحديثة في أدوارها ببعض المداخل المعاصرة كالأنظمة الخبيرة و الشبكات العصبية و المنطق الضبابي.
فالأنظمة الخبيرة: هي التطبيق الأوسع للذكاء الصناعي، و هي عبارة عن برامج ذكية تحتوي على وفرة من المعلومات التي قد يملكها خبير في حقل من حقول المعرفة و تعرف على أنها نظم معلومات تقدم حلولا للمشاكل عن طريق الحصول على المعرفة في ميدان معين و محدد من خبرة الإنسان، لذلك فهي تسمى كذلك النظم ذات القاعدة المعرفية، تمكن من تحويل المعرفة الضمنية التي هي في رؤوس و عقول الأفراد، إلى قاعدة معرفية مبرمجة و قابلة للاستخدام، و الأنظمة الخبيرة يمكن أن تكون قائمة على الحالة و يمكن أن تكون قائمة على القاعدة و يمكن أن تكون قائمة على النماذج.
- أما الشبكات العصبية: هي أنظمة محوسبة ذكية تعتمد مدخلا خاصا يقوم على محاكاة آلية معالجة المعلومات في الأنظمة العصبية البيولوجية (كالدماغ)، و هي تتميز بما يلي: التعلم التكيفي، التنظيم الذاتي، عمليات الوقت الحقيقي، نطاق واسع من التطبيقات (تحليل الاستثمار، مجال السيطرة و التحكم).
- و أما المنطق الضبابي: إذا كانت أنظمة الحاسوب الذكية تعتمد على البيانات المحددة و المؤكدة، فإذا أنظمة المنطق الضبابي تتعامل مع البيانات الغامضة غير المحددة و الاحتمالية عن طريق التبرير الذي يسمح بالقيم التقريبية و البيانات غير الكاملة و الاستدلال على أساسها، مع تقديم خيارات متعددة و ليس الخيار الثنائي فقط مع قدرات كبيرة على التعديل الذكي.
إن الجانب الأكثر أهمية في رسملة نظم المعلومات هي أن مصدر الميزة التنافسية يكمن في تطبيق المعرفة و ليس المعرفة نفسها، و قد حدد ثلاث آليات لتكامل المعرفة.
1- خلق قدرة مؤسسية توجيهية من خلال تحويل المعرفة الضمنية بواسطة الفنيين إلى معرفة صريحة.
2- رسملة المعلومات لرفع كفاءة الاتصال بالنسبة لغير الفنيين من تنسيق النماذج و تفاعل العمليات التي تمكن الأفراد من رسملة معرفتهم الخاصة دون الحاجة إلى اللجوء إلى إجراء الاتصالات.
3- خلق فرق عمل تعتمد على نفسها في الحالات التي يكون فيها العمل معقد و غير مؤكد النتائج.