الاختلاف بين المخ الأنثوى ونظيره الذكورى، يؤثر على تفكير كلا الجنسين، وطريقة التفكير وإدارة الأمور، هذا ما يؤكده الدكتور نبيل كامل، الخبير فى التنمية البشرية، حيث يشير إلى أن العقل الذكورى ينظر إلى العالم من خلال القوانين والقواعد والأشياء، لذلك فإن الرجال عادة هم الذين يسعون لاكتشاف قوانين الطبيعة المادية وأسرار الوجود، كذلك فإنهم يسعون إلى الدراسة ثم العمل الذى يتعلق بعالم الأشياء.

أما المرأة عادة فهى الأكثر اهتماما بالأبعاد الإنسانية فى جميع مجالات الحياة وما يتصل بها من علوم، ومن ثم فإن النساء عند بحث أى موضوع يهتممن بانعكاساته على المجتمع وأفراده وعلى العلاقات الاجتماعية، وليس على نتائجه المجردة فقط، لذلك نجد أن النساء ينظرن أكثر من الرجال إلى قضايا مثل الحروب والأسلحة النووية وقضايا البيئة باعتبارها شرا يهدد البشرية.

وينبغى ألا نغفل أن هناك عوامل يختص بها كل من الجنسين تؤثر فى نوع العمل الذى يقبل عليه أى منهما، ومن هذه العوامل العلاقة بين مفهوم الرجولة وطبيعة العمل، فالرجل عادة ما يسعى للقيام بعمل يحقق له الهيبة والمنزلة الاجتماعية، حتى أن عملا من أعمال الرجال إذا امتهنته الكثير من النساء فقد بريقه ومنزلته عند الرجال.

فعلى سبيل المثال فإن وظيفة التيلر "الصراف فى البنك" كانت إلى سنوات قريبة من أعمال الرجال فقط وتعتبر عملا ذكوريا ذات منزلية عالية، أما الآن وقد امتهنته النساء بكثرة فقد صار الرجال ينظرون إليه كعمل من الأعمال المكتبية التى لا يتنافسون عليها.