الموضوع: تمهّل قبل أن تحكم على الآخرين
تمهّل قبل أن تحكم على الآخرين
حمد عبدالرحمن المانع
يبذل الإنسان ما في وسعه لتجنب الوقوع في الأخطاء في اتساق مع الضمير الحي والتزاماً بالمعايير الأخلاقية ومحافظةً على العقيدة المؤسسة لهذه المعايير. ويبرز في الخطأ عدة محاور من شأنها الفصل بين الإدانة والبراءة، من أهمها بلا ريب القصد من عدمه. من هذا المنطلق كانت النية بموجب الإصرار والترصد من عدمه هي المحك والمرجع الموضوعي لإثبات الإدانة أو البراءة بعد تحري الدقة ودراسة الوقائع والدوافع وما إلى ذلك؛ أي أن هذه الأساليب المتبعة تأخذ مجراها بعد حدوث الأسباب الموجبة لها، ألا وهي وقوع الخطأ أياً كان نوعه. غير أن ما يُؤسف له هو محاكمة النوايا وفقاً للتسرع في الاستنتاج المفضي إلى تكوين رؤية لا تتكئ على معايير منطقية بقدر ما تفرز الاضطراب المؤدي بطبيعة الحال إلى شحن النفوس وإثارة البغضاء. وعندما يحب الانسان امراً ما فانه يحيطه بالعناية والرعايه وابراز كل جميل يمت اليه بصلة ويغض الطرف عن أي شيء قد يخدش هذا التصور الجميل بمعنى انه لا يذكر مساوئه حتى وان كانت قليلة، وفي مقابل ذلك فانه حينما يكره امراً ما فانه بطبيعة الحال يبرز كل المساوىء التي ترتبط به ويغض الطرف عن الاشياء الجميلة وان كانت قليلة، ويسهم اختلال التوازن في التصور على هذا المنوال في تحييد الموضوعية وتحجيم دورها لان التصور بطبيعة الحال سيؤثر على الحكم وبالتالي فان الانصاف سيغيب مثلما غابت الاشياء السيئة في التصور الجميل والاشياء الجميلة في التصور السيىء وإذا كان الحكم على الشيء فرعاً عن تصوره فإن التصور يسبق الحكم في حال توافر المعطيات المساندة للتصور وعلى ضوء ذلك يكون الحكم، ومن المؤكد أن لا أحد معصوم من الخط بدءاً بالصغيرة ومروراً بالمتوسطة إلى الكبيرة؛ أي أن الخطأ في أي مجال كان وارد لأنها طبيعة البشر. وعلى سبيل المثال لا يمكن أن يُقال لك إن المبنى الواقع في المكان الفلاني جميل وتجيب يا سلام كم هذا المكان رائع وجميل وأنت لم تره. معضلة الخلط بين الخيال والتصور من جهة والوساوس والشكوك المؤذية من جهة اخرى تقع في كثير من الأمور، وتكمن المعضلة في تهيئة الخيال المضطرب المهزوز بدوافعه الاستباقية السيئة المبنية على سوء الظن لأرضية تسهم في صياغة التصور على نحو هشٍّ، وبالتالي فإن التصور ليس مكتمل النمو أو بالأحرى خديج لعدم خضوعه للقياسات الموضوعية فضلاً عن عدم تحري الدقة بهذا الخصوص؛ أي أن العملية احكام مسبقة ولكن في الخيال فقط بمعزل عن نشوء أي مؤشرات توحي بهذا الشأن أو ذاك. فحينما وصفت المكان بالجميل فإن خيالك أصدر الحكم بأنه جميل لمجرد سماعك الوصف، غير أنك لو زرت المبنى ولم يكن بالصورة التي بناها خيالك طبقاً لما سمعت فإنك ستتراجع وسيكون الحكم أقرب إلى الدقة كما تراه أنت بنفسك ويقره عقلك وليس كما صوَّره لك الآخرون في حين ان محاكمة النوايا وإطلاق الأحكام جزافاً لا تبتعد كثيراً عن مسألة المبنى؛ بمعنى أن الخيال حينما تحوم حوله الظنون السيئة والشكوك المريبة ويصدر حكماً فإنه حتماً يسقط في بؤرة غياب الإنصاف ومن ثَمَّ فإنه سيظلم نفس صاحبه عندما نأى بها عن التثبت وتحرِّي الدقة، وغالبا ماتحدث هذه المسائل من خلال وسائل الاتصال والجوال تحديدا فمجرد عدم الرد تسبق الظنون السيئة الحسنة بكل أسف وينشغل العقل في التحليل وفق الافتراضات السيئة وقد يكون اكثر من سبب لعدم الرد ربما يكون الجهاز على الصامت أو نائما أو الجوال ليس قريبا منه فأنت كمن يحاكم شخصاً بقولك له أنت تنوي عمل كذا وكذا؟ فهل تتسق عقيدة المسلم مع السلوك والتصرف على هذا النحو وهو يحاكم السرائر ولا يعلم ما بالسرائر إلا علام الغيوب؟ واتقاء الشبهات كما أمر ديننا الحنيف إنما كان لحماية النفس الأمارة بالسوء من الانزلاق والوقوع في الظلم وتأصيلاً لحسن الظن الذي ما أحوجنا لمساهمته الفاعلة في تقويم السلوك وتحرِّي الخير وإتيانه؛ الانعكاس الإيجابي الجميل يصوغ التوجُّه لا سيما إذا صُقل بأسلوب لبق يغلِّفه الأدب الرفيع المطرز بالود ومحاكاة النفس مع الإيحاءات الجميلة وتطويع التفاعلات النفسية للهدف الأسمى. ونفترض جدلاً أن شخصاً ما يبيِّت النية لأمر ينافي أو يتقاطع بشكل أو بآخر مع الهدف، فهل الأجدر تكريس الخلل من خلال صبِّ الزيت على النار أم التذكير بالمناصحة الجميلة الراقية ما يتيح له مراجعة النفس، وقد يعدل عما ينوي عمله بفعل التأثير الإيجابي للكلمة الطيبة (والكلمة الطيبة صدقة) لا شك فيه أن حسن النية يسهم في تصحيح كثير من السلوكيات المضطربة، فيما يكون العكس مصدراً مؤدياً للشتات والفرقة ووأد الاتصال الحسي المؤثر المعوَّل عليه في مسار التصحيح والإصلاح لتقف المكابرة على أهبة الاستعداد بضرباتها الموجعة وتهوي بالقيم النبيلة في معاقل المهالك لمجرد الظن والاشتباه فإذا كان الاتهام سيسبق النصيحة فإنها بلا ريب لن تؤتي أكلها بقدر ما تفرز نتيجة عكسية، وإذا كان الأسلوب حاداً جافاً فإن الاستجابة حتماً ستتضاءل لا سيما وأن النفس تنقاد تلقائياً للتأثير ومدى قوته، وتكمن قوة التأثير من خلال المحاكاة المرنة والمتزنة في الوقت ذاته، في حين ان حسن الظن سيؤسس للنية السليمة واستباق التماس الاعذار عوضاً عن إلقاء اللوم كما قال الشاعر:
تأنَّ ولا تعجَل بلَومِكَ صاحِبا
لعلَّ له عُذراً وأنتَ تلومُ
جريدة الرياض
رد: تمهّل قبل أن تحكم على الآخرين
حقاً
تأنَّ ولا تعجَل بلَومِكَ صاحِبا .. لعلَّ له عُذراً وأنتَ تلومُ
بارك الله فيك على الموضوع الرائع المفيد
الاعتبارات القانونية التي تحكم صياغة العقود والاتفاقيات الدولية
نتشرف نحن المركز الدولى للتدريب والأستشارات بتنفيذ دورات في مختلف المجالات في العديد من دول العالم
كما يسعدنا أن نحيط سيادتكم... (مشاركات: 0)
تحية طيبة
مؤسسة تعمل في مجال أنظمة تحكم تحتاج لمسوقين ذوي خبرة حاملين لشهادة البكالوريس في مجال الإلكترونيات ويجيدون اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة لديهم سيارة وإقامة قابلة للتحويل
نرجو ارسال... (مشاركات: 0)
ســألت الــمعلمة طــالب الــصف الأول:
لــو أعــطيتك تــفاحة وتـــفاحة وتـــفاحة...، كـــم يــصبح عــدد الـــتفاحات لـــديك؟
أجــاب الــطالب بـــثقة:
أربـــع تـــفاحات!
كـــررت الــمعلمة... (مشاركات: 0)
ســألت الــمعلمة طــالب الــصف الأول:
لــو أعــطيتك تــفاحة وتـــفاحة وتـــفاحة...، كـــم يــصبح عــدد الـــتفاحات لـــديك؟
أجــاب الــطالب بـــثقة:
أربـــع تـــفاحات!
كـــررت الــمعلمة... (مشاركات: 0)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
https://www.hrdiscussion.com/imgcache/10239.imgcache
يسر أكاديمية التدريب الشامل للتدريب والاستشارات والمسجلة بميثاق هيئة ... (مشاركات: 0)
دورة الاوشا هي برنامج تدريبي متخصص يهدف الى تعريف المشاركين على تشريعات السلامة والصحة المهنية، والتعرف على مهمات السلامة للوقاية الشخصية، ويتم تسليط الضوء على الحرائق وكيفية اطفائها، وكيفية التعامل مع السوائل الملتهبة والسوائل القابلة للاشتعال، وكذلك بنود سلامة الاوناش، ووسائل الحماية من السقوط، وغيرها من بنود السلامة والصحة المهنية في المؤسسات، وتشمل محاور هذا البرنامج التدريبي عرض قوانين الاوشا - OSHA في الصناعات العامة، وقوانين الاوشا في الصناعات الانشائية بشكل خاص.
أول برنامج تدريبي عربي يهدف لتدريبك على تحسين عملية انتقاء واختيار الموظفين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عن طريق تحليل البيانات وتقييم المرشحين بشكل اكثر دقة وفاعلية، كذلك سيتم تدريبك على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين وتطوير أداء الموظفين وتحليل الاحتياجات التدريبية لهم وكيف يمكن تحسين إدارة الأداء وزيادة فاعلية إدارة الوقت والحضور والانصراف وغيرها من المهام الموكلة لمسئولي إدارة الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات، باختصار سيقدم لك هذا البرنامج التدريبي كل ما تحتاجه لتعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في إدارة الموارد البشرية وتحسين أداء الموظفين والعاملين داخل المنظمة.
دبلوم تدريبي اون لاين بنظام الدراسة عن بعد يهدف الى تعريف المشاركين بمفهوم سلامة الغذاء، وانواع المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء، والفرق بين الغذاء الآمن والصحي وذو الجودة، وتعريف المشاركين بمصادر تلوث الغذاء، والمبادئ الستة وقواعد الصحة العامة، ومن ثم التركيز على تاريخ ونشأة نظام الهاسب HACCP، والمبادئ السبعة للهاسب، والتوغل في دراسة نظام الهاسب وفوائده وشجرة القرارات تحت مظلة هذا النظام واهم المصطلحات والاختصارات الخاصة به، والدورة المستندية لتطبيقات نظام الهاسب، بما يعني ان المتدرب في نهاية هذا البرنامج التدريبي سيكون اخصائي سلامة غذاء.
كورس يهدف الى دعوة الشركات والمصانع لتعلم اساسيات وآليات تصدير المنتجات بطرق وأساليب حديثه باستخدام الانترنت، حيث يهدف هذا الكورس المكثف الى تدريبك على اساسيات التجارة الالكترونية مع جميع دول العالم من خلال الانترنت.
تغطي هذه الدورة التدريبية المهارات الأساسية لتمكينك من جمع وعرض وتحليل البيانات. وتأهيلك لإحداث تأثير شخصي كبير داخل شركتك، ستجعلك هذه الدورة التدريبية قادراً على فهم البيانات المقدمة أو استخدام البيانات لاتخاذ قرارات تجارية واستثمارية جادة و ذات معنى.