من خلال ما تقدم من تفصيل حول كل من الولاء التنظيمي والأمن والسلامة المهنية، لابد وأن تكون العلاقة قوية مما تم استعراضه واستقراؤه بينهما، فلأداء الإنساني الجيد يعتمد بالدرجة الأولى على رغبة الفرد واستعداده وقدرته على العمل، ومدى قدرة المنظمة على خلق روابط بينها و بين أفرادها تصل في بعض الأحيان إلى حد الروابط المصيرية، التي يـُعبـّر عنها إداريا ً بالولاء التنظيمي، في أعلى درجاته من خلال العمل على تحقيق أهداف المنظمة وأهداف أفرادها معا ً، ولن يتحقق هذا الجو من الانسجام والتفاعل البنـّاء لكلا الطرفين إلا من خلال تأمين المنظمة لبيئة العمل المناسبة التي تتوافر فيها كل مسببات الأمن والسلامة المهنية والنظام والمحافظة على الموظفين نفسيا ً وجسديا ً فهم المورد الأهم لأي منظمة، وحمايتهم والحفاظ عليهم وتطويرهم هدف أسمى للمنظمات التي تنشد الاستمرارية في العمل والإنتاج، وتهدف إلى النمو والتطور، لذا لابد لهذه المنظمات من الالتزام بقواعد الأمن والسلامة المهنية وتجنيب العمال الأخطار والأمراض المهنية وإصابات العمل، من خلال توعيتهم وتأمين متطلبات العمل اللازمة للوقاية والضمان، وهذا من جهته يؤدي إلى رضا العاملين عن عملهم وأدائه بالشكل الأنسب الذي يحقق الكفاءة والفعالية ويزيد من الإنتاجية و يقوي رابطة الفرد بمنظمته ويصله بها نفسيا ً وجسديا ً ويزيد من ولائه وانتمائه لها وارتباطه بها، وهنا يبرز دور الأبحاث والدراسات في هذا المجال والتي من دورها أن توضح العلاقة بين هذين المتغيرين ( محل الدراسة ) وعناصرهما المختلفة، وتبرز دور كل منهما في حياة المنظمات، وبالتطبيق على المنشآت الصناعية والخدمية السورية، والتوصل إلى أهم الممارسات والإجراءات التي من هدفها زيادة ولاء ورضا العاملين في المنظمات السورية بشكل خاص والعالمية بشكل عام .