المصادر المحتملة للضغط:

يمكن تقسيم مصادر الضغوط في إلى مجموعتين : مجموعة العوامل المتعلقة بالتنظيم أو العمل، ثم مجموعة العوامل المتعلقة بأمور أخرى في حياة الفرد الشخصية.

1. أسباب الضغوط التي ترجع إلى العمل:

فبعض الأعمال يمكن أن تعرض أصحابها لضغوط عالية في حين أن البعض الآخر تعرض من يعملون فيها لضغوط منخفضة ويمكن إرجاع ذلك لما يأتي:

(#أ) أن بعض الوظائف بطبيعتها تتضمن ضغوطات عالية:
مثل رجال الإطفاء وكبار المديرين، والجراحين في حين أن وظائف أخرى مثل وظائف المحاسبين وخبراء التأمين أقل ضغوطاً. وقد أجرى مسح تضمن مئات من الوظائف. وتم المقارنة فيما بينها من حيث الضغوط الواقعة على العاملين فيها على ضوء عدة معايير تشمل: (الوقت الإضافي، حصص العمل، ضغط العمل ، المتطلبات البدنية، الأحوال البيئية، المخاطر، مقدار المبادأة المطلوبة ، ومواقف الكسب والخسارة، والعمل في أعين الناس.

وتتضمن تلك الوظائف ضغوطاً أكثر من غيرها لعدة أسباب هي:

- أنها في معظم الأحوال تتضمن اتخاذ قرارات خطيرة فالقائد العسكري يتضمن عمله ضغوطاً عالية، لأنه يتخذ قرارات تؤثر في حياة الآلاف من البشر.

- أنها تحتاج إلى تركيز مستمر لمراقبة أدوات أو مواد معينة فمراقب الحركة الجوية يتضمن عمله ضغوطاً عالية، لأنه يركز على الرادار طوال فترة عمله.

- تحتاج إلى تبادل المعلومات مع الآخرين مثل سمسار بورصة الأوراق المالية.

- العمل في ظروف مادية صعبة مثل: العمل في الظلام أو بيئة غير نظيفة أو غير آمنة.

- القيام بواجبات غير نمطية تحتاج إلى معاناة فكرية ، فكاتب القصة أو الرؤية أو الأغنية يعاني الكثير حتى ينتهي من مسودة العمل.

- إنها تتضمن التفاعل مع الجمهور ،وما يتطلبه ذلك من مشقة لإرضاء الرغبات.


(#ب) صراع الدور:

ويحدث هذا الصراع بين متطلبات دور الفرد في العمل ودوره في غير العمل مثل واجباته الأسرية مثلاً. فدخول كلا الزوجين للعمل طوال الوقت -أو حتى بعض الوقت - يخلق نوعاً من التعارض بين متطلبات العمل، ومتطلبات الحياة الأسرية فتوقعات الزوج (أو الزوجة) والأطفال ستتعارض بالطبع مع متطلبات الرؤساء والزملاء في العمل. وهذا النوع من صراع الدور يؤدي إلى تزايد الضغوط الواقعة على الفرد بسبب العمل.

(#ج) غموض الدور:

حتى لو أستطاع الفرد أن يتجنب صراع الدور فإنه يمكن أن يواجه غموض الدور. ويحدث ذلك حينما لا يعلم الفرد حقيقة ماهو المطلوب منه على الوجه الدقة للقيام بعمله. وغموض الدور أمر شائع ،ولا يمكن تجنبه كلية في كثير من الحالات.

ويختلف مقدار غموض الدور الذي يعاني منه الفرد من ثقافة لأخرى، فقد أظهرت نتائج إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت في 21 دولة مختلفة أن غموض الدور منخفض نسبياً في الدول التي توجد فيها فروق كبيرة في المكانة والقوة بين الرؤساء والمرؤوسين. وكذلك في الدول التي يفضل أن يعمل فيها الأفراد في جماعات وأظهرت الدراسة أن غموض الدور منخفض نسبياً في الدول الآسيوية والإفريقية ( حيث تزداد المسافة والقوة بين الرؤساء والمرؤوسين ويزداد الميل للعمل الجماعي) بينما يرتفع غموض الدور في الدول الأوربية ( حيث تقل المسافة والقوة بين الرؤساء والمرؤوسين ويزداد الميل للعمل الفردي).


(#د) تحميل الفرد بأعباء أكثر مما يجب أو أقل مما يجب:

تحميل الفرد بأعباء فوق طاقته يعتبر مصدراً من مصادر الضغوط، وقد تكون زيادة الأعباء من الناحية الكمية حيث يطلب من الفرد القيام بأعمال أكثر مما يستطيع إنجازه في الوقت المحدد. كما قد يكون زيادة العبء في شكل نوعي كان يطلب من الفرد القيام بأعمال لا تلائم استعداداته وقدراته الخاصة.

ومن مصادر الضغوط أيضاً تحميل الفرد بأقل مما يجب سواء من الناحية الكمية أو من الناحية النوعية، لأن ذلك يعنى استهانة بقدراته وإمكانياته.

(#ه) نقص الدعم الإجتماعي:

فالفرد يشعر بالأمان حينما يجد بجواره صديق أو قريب يستطيع اللجوء إليه حينما يواجه صعوبة أو مشكلة أو يحتاج إلى مشورة، ومن هنا تأتي أهمية العلاقة الإنسانية بين المدير ومرؤوسيه ، وجو الصداقة بين الزملاء في العمل، لأن ذلك من شأنه أن يخفف من مقدار الضغوط التي يواجه الفرد.

(#و) المسئولية عن الآخرين:

بوجه عام فإن الأفراد المسئولين عن آخرين (في تحفيزهم ،ومكافأتهم وعقابهم، والاتصال بهم) يواجهون ضغوطاً أكثر من غيرهم لذلك فإن وظائف المديرين في المنظمة هي التي تتحمل التكاليف الإنسانية لسياسات المنظمة وقراراتها.

2. أسباب الضغوط من خارج العمل:

فبالرغم من أن العمل يمكن أعتباره مصدراً هاماً من مصادر الضغوط، إلا أن هناك أموراً من خارج العمل يمكن اعتبارها مصدراً أساسياً للضغوط التي يمكن أن تنعكس آثارها على العمل ويمكن إرجاع بعض الضغوط الخارجية إلى أحداث الحياة ، والبعض الآخر إلى المشاحنات التي تحث خلال اليوم.

1. أحداث الحياة الضاغطة:

فوفاة الزوج (أو الزوجة)، أو الطلاق، أو مرض أحد الأبناء أو حدوث تدهور في بورصة الأوراق المالية وغيرها من الأحداث المؤلمة، يمكن أن تساعد على زيادة إحساس الفرد بالضغوط الواقعة عليه.

2. المشاحنات التي قد تحدث خلال اليوم:

بالنسبة للأحداث السابق الإشارة إليها فإنها لحسن الحظ لا تتكرر كثيراً وحدوثها في الغالب يكون على فترات متباعدة. لكن هناك مصدر آخر من مصادر الضغوط الخارجية وهو المشاحنات التي قد تحدث يومياً مثل: المشاحنات في المنزل بسبب إعداد الطعام مثلاً، أو بسبب ضغوط الوقت (مطلوب عمل أشياء كثيرة في فترة محدودة) أو بسبب الأحوال المالية للأسرة. ويدل العديد من الدراسات على أنه كلما زاد تعرض الفرد لمثل تلك الأحداث ، فإن ذلك يزيد من مقدار الضغوط الواقعة عليه والتي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صحته البدنية والنفسية.