الفروق الفردية في مقاومة الضغوط:

كما سبق القول ، فإن الجميع يتعرض للضغوط أثناء العمل. إلا أن الناس تختلف من حيث درجة تأثرها بالضغوط. ومن ثم الآثار الضارة الناتجة عن ذلك. وبوجه عام فهناك بعض الخصائص أو الصفات التي تجعل الفرد أقل تضرراً من آثار الضغوط.

الشخصية المتفائلة والشخصية الجريئة أو الشجاعة .فتملك هذه الصفات يحمي الفرد إلى حد كبير من أضرار الضغوط.

إدارة الضغوط:

هناك بعض الأساليب التي يمكن أن تستفيد بها الإدارة والأفراد في محاولة تقليل الأضرار الناتجة عن التعرض للضغوط، ومن ذلك:

(#أ) المدخل الشخصي:

تنمية القدرة على التكيف مع الضغوط يتعلم الأساليب التي يمكن من خلالها تقليل أثر الضغوط علينا. وهي أساليب تساعد على تعود المرونة في مواجهة المواقف الصعبة بدلاً من الصدام ومن بين تلك الأساليب:
1. الأساليب الفسيولوجية ومن بينها:

- السماح بأخذ فترة قصيرة من النوم أثناء اليوم، لأنها تساعد على استعادة النشاط وتقليل الاستجابة للضغوط.

- التأمل: حيث يتعلم الفرد كيف يصفي ذهنه من التفكير في أي شيء، ويقوم بتكرار عبارة معينة لفترة طويلة. ويحتاج بالطبع أن يكون الفرد في وضع الاسترخاء ومغمض العينين، ومرتخي العضلات وتكرار هذه العملية مرة أو مرتين في اليوم ولمدة 10-20 دقيقة تعتبر طريقة فعالة في تخفيف الضغوط وتنشيط الطاقة على العمل.

- التدريب على الاسترخاء وفي هذه الطريقة يتعلم الفرد كيف يكون متوتراً ثم يرخي عضلاته. وبمعرفة الفرق بين الحالتين يستطيع الفرد أن يستفيد بهذه الطريقة إذا شعر بالتوتر.

2. الأساليب الفكرية:

يعاني الكثير منا من حالة القلق بسبب أمور غير هامة أو تخرج عن نطاق سيطرته أو كلاهما، وهذا من شأنه أن يبدد جهد الفرد ويزيد من الضغط الواقع عليه. ويحاول البعض التخفيف من حدة هذا القلق من خلال محاولات التكيف النفسي. وإلى جانب القلق الزائد فإن هناك مصدراً آخر من مصادر الضغوط وهو: المبالغة في آثار الفشل، أو عدم الكمال، أو عدم القبول من جانب الآخرين، والمبدأ الأساسي في الأساليب الفكرية في إدارة الضغوط هو أننا قد لا نستطيع دائما تغيير العالم من حولنا ولكننا نستطيع أن نغير من ردود أفعالنا تجاهه. فليس المطلوب هو النضال من أجل الكمال، أو السماح لأنفسنا بالغضب، وإنما تكون استجابات للمواقف بالقدر الذي يعرضنا لأدنى حد من الضغوط.

3. إدارة نمط الحياة:

من بين الوسائل التي تساعد على التكيف مع الضغوط هو جعل نمط الحياة يساعد على ذلك. ومن ذلك إتباع نظام غذائي سليم. ومحاولة تحقيق التوازن بين الأنشطة المختلفة في حياة الفرد فلا يعطي كل حياته للعمل بل لابد أن يخصص جزءاً للنشاط الأسري، والأنشطة الثقافية، والأنشطة الاجتماعية، لأن هذا من شأنه أن يجدد نشاط الفرد، ويجعله يقبل على عمله في هدوء، كما يجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تواجهه في العمل.

4. الإدارة الفعالة للوقت:

إن عدم تنظيم وقت العمل قد يؤدي إلى تراكم الأعمال والانشغال بأمور تافهة على حساب أمور أكثر أهمية، وتأخر بعض الأعمال مما قد يزيد من مقدار الضغوط الواقعة على الفرد. ولضمان الإدارة الفعالة للوقت يجب مراعاة ما يلي:

- حدد أولويات للعمل، ونفذ هذه الأولويات. فلابد أن يتم تحديد ما هي الأمور الأكثر أهمية ثم إعطاؤها الأولوية، وما الأمور التي يمكن تأجيلها؟ وعلى فرض أن استجدت بعض الأمور بعض الأمور الاستثنائية فهل يمكن تأجيلها أم يجب التفاعل الفوري معها؟ فالإنسان إذا لم يحدد أولويات العمل يجد أنه من الأيسر بالنسبة له أن يتعامل مع الأمور السهلة والأكثر متعة، أو الأمور التي يطلبها الآخرون، وبالطبع فإن وضع أولويات العمل سيقضي على ذلك. ويمكن التركيز على الأغراض الأكثر أهمية.

- لا تسمح للآخرين بمقاطعتك، فالمقاطعات الكثيرة أثناء وقت العمل تؤدي إلى ضياع الوقت ولا تساعد على التركيز في الأمور التي يتم دراستها. ويمكن التغلب على ذلك بتحديد ميعاد معين لكل موظف لعرض كل الأمور المتعلقة بعمله دفعة واحدة بدلاً من تكرار المقاطعات.

- تفويض السلطة للآخرين إن أحد الأساليب الفعالة في الإدارة الفعالة للوقت هي تفويض المساعدين في اتخاذ القرارات في الأمور التي تتعلق بأعمالهم، فذلك يمكنك التركيز على الأمور الهامة ويقلل من تردد المرؤوسين عليك، وبالطبع فإن عملية تفويض السلطة يجب أن تكون بطريقة حكيمة بحيث لا تفوض إلا لمن لديه الاستعداد والرغبة والقدرة على تحمل مسئوليات اتخاذ القرار.