لأنك في حاجة إلى فريق عمل بجوارك فاحرص على ألا تكون هذا الفريق من شخصيات مستنسخة منك ، إنما لابد من الاختلاف . فإذا كان توظيف من يتشابهون معنا في طريقة العمل والتفكير أمر مريح لنا ، فإن الوضع يختلف مع ادارة المعرفة لأنها في حاجة إلى الابداع الذي لا يتولد إلا مع التنوع ، ولا تضطلع بمعالجة نوع معين من المشاكل المراد حلها ولأنها ليست موجهه لنوع معتاد وقياسي من المشكلات بالضبط كمن يحيك ثوبا لشخص بعينه ، يجب أن يكون مطابقا لمواصفاته الجسدية ، ولذلك يجب على الفريق الذي يعمل بادارة المعرفة أن يوفر الحلول المتعددة الخيارات لمختلف المشكلات ولذلك فإن التطابق الشديد في الشخصيات لن يؤدي المهمة ، احدى طرق الحصول على العناصر المتنوعة في استحضار الموظفين من أقسام مختلفة من الشركة أو المؤسسة ، ثم تخير العناصر المناسبة للمشروع وللهدف المرجو مع الأخذ في الحسبان إمكان التوسع فيما بعد .
حاول الاستعانة بفريق متعدد من الخلفيات الثقافية خاصة إذا كانت المؤسسة تتمتع بصفة تعددية . لأن كل ثقافة أو خلفية ثقافية تعبر عن وجهة نظر معينة للأمور ، فكلما تعددت وجهات النظر أعطى ذلك قيمة لفريقك ، كما يمكن أن يرشدك هذا الفريق إلى الثقافات واللغات المختلفة المهمة لنجاح مشروعة .
كما عليك التأكد من المهارات المطلوبة في هذا الفريق فلابد ـ مثلاً ـ من وجود شخص واحد على الأقل يملك تكنولوجيا المعلومات لأنها من أهم أسباب النجاح ، أما سائر المهارات فتحدد طبقا لطبيعة المشروع .
ومن أهم ما يميز به الفريق طريقة اندماج كل أعضاؤه معاً ، ومن أجل تنمية روح العمل كفريق يجب اتقان هذين الأسلوبين: ـ
أولاً ديناميكية المهمة : وهي المهمة الفعلية التي يجب على الفريق انجازها.
ثانياً ديناميكية المجموعة : الطريقة التي يعملون بها بروح الفريق.
استغرق وقت في بداية المشرع من أجل نشر روح التآلف والثقة بين أعضاء الفريق ، كما انك في حاجة إلى تنظيم بعض الأنشطة الترفيهية لمسثعدة أعضاء الفريق من خلالها على التعرف على بعضهم عن قرب . فتنظيم الألعاب مثلاً بين أعضاء الفريق ، قد يبدو لك شيئاً سخيفاً غير أن نتيجته مثمرة وجادة ، ولكنك في حاجة إلى دراسة المهام وتنظيم خطة المشروع وتحديد الأهداف النهائية وتطوير خطة الاتصال.
فإذا لم يشارك كل أعضاء الفريق منذ البداية في تطوير الرؤية وتحديد الأهداف وكذلك في المناقشات فإنك مضطر إلى اعادة كل ذلك لتحقيق رضا الأعضاء كلهم عن تلك الأمور فلاتفرض وجهة نظرك عليهم ، والأفضل أن تبدا بالمناقشات لأنها تعمل على تحريك ( ديناميكية ) المجموعة وتفعيل المهمة في نفس الوقت ، كما أنها طريقة فعالة لدمج أعضاء الفريق معاً .


ــــ المكان الانسب لادارة المعرفة فى الهيكل التنظيمى للمؤسسة
ـــ البنية الاساسية لادارة المعرفة
ـــ الفرق بين البحوث والدراسات والمعرفة




ـــ نموذج لمشروع المعرفة لاحد المؤسسات يجيب على سؤال ماهى المعلومات اللازمة للشركة وكيفية تحديها واستثمارها ؟


تصميم الخريطة المعرفية للمؤسسة
ــ وتحديد ماذا سيقدم للمؤسسة وفى اى مجال وترجمته رقميا قدر الامكان






هل نتحول إلى "إدارة المعرفة؟"
أما الآن فقد أصبحت إدارة المعرفة مدمجة في العديد من الفعاليات المجتمعية. و بمعنى آخر، أصبحت إدارة المعرفة قوة مؤثرة تستفيد منها مختلف المجتمعات في تحقيق تقدمها على المجتمعات الأخرى أو على الأقل تصبح مساوية لها تكنولوجياً و علمياً و ثقافياً.
و السؤال الذي يمكن طرحه في هذا السياق هو: "ما الذي يمكن لإدارة المعرفة أن تحققه لمجتمعنا العربي لإرساء أسسه كمجتمع معلوماتي قادر على منافسة المجتمعات الأخرى؟" الجواب على هذا التساؤل يتطلب منا إلقاء نظرة متفحصة على الذي استطاعت المجتمعات المتقدمة أن تحصل عليه نتيجة للإدارة الفعالة للمعرفة.
لقد وفرت إدارة المعرفة الكثير من الفرص للمنظمات في المجتمعات المتقدمة لتحقيق تقدم تنافسي من خلال ابتكارها لتكنولوجيات جديدة، و وسائل إنتاج جديدة، و أساليب عمل جديدة ساهمت في تخفيض التكاليف و بالتالي زيادة الأرباح. و كل ذلك دفع إلى خلق ما يسمى بصناعة المعرفة (knowledge industry)، التي أصبحت اليوم موضوع الساعة لقطاع الأعمال في المجتمعات الأكثر تقدماً صناعياً.
و يبدو أن هذا التوجه قد صار أساسياً و ليس وقتياً أو ظرفياً، و خاصة بالنسبة للمنظمات المهنية الخدمية (مثل مؤسسات الاستشارات المالية و العلمية و التكنولوجية)، و يتضح ذلك من خلال (16):
" إن جزءاً متعاظماً من الصناعات الخالقة للثروة هي صناعات معرفية. فالصناعة الإعلامية، و الصيدلانية، و التكنولوجيا المتقدمة "Hi Tech" (بضمنها الإنترنت) و الخدمات المهنية كلها استطاعت أن تنمو بسرعة تزيد عدة أضعاف عن الصناعات الأخرى.
" يقدر أن أكثر من 70 بالمائة من العمل هو في مجالات تتعلق بالمعلومات أو المعرفة. و حتى الصناعات التقليدية أصبح عدد عمال المعرفة فيها (العاملين الذين يستخدمون أدمغتهم) أكبر من العمال الذين يستخدمون أياديهم.
" هناك قيمة متزايدة لغير الملموس. فقيمة العديد من المنظمات كما تظهر من أسعار أسهمها هي عادة عشرة مرات بقدر قيمة ممتلكاتها الدفترية. و الفروق تعود في الأساس إلى الممتلكات غير الملموسة، مثل الاسم التجاري، و براءات الاختراع، و حقوق النشر، و المعرفة الفنية.
و يمكن لمجتمعاتنا العربية أن تستفيد من إدارة المعرفة من خلال الأسلوبين الذين ذكرناهما سابقاً، و هما: التقاسم الأفضل للمعرفة، و خلق معرفة جديدة و تحويلها إلى منتجات، و خدمات، و أساليب ذات قيمة. و الأسلوبان، كما هو واضح، يعتمدان بشكل يكاد يكون تاماً على تكنولوجيات المعلومات التي ستتم الاستفادة منها بشكل مكثف في المجتمع، و هذا ما سيسهم بالتالي في إرساء أسس المجتمع المعلوماتي القادر على النمو و التقدم.والآن نقدم نموذج على استخدام المعرفة في كبرى الموؤسسات.