على الجانب الأخر من مجال التنظيم يوجد تنظيم المشروع المنفرد . ويتم فصل المشروع من النظام الأم . ويصبح وحدة مستقلة له طاقمه الفنى , و نواحيه الإدارية , ويرتبط بالمنشأة الأم فقط من خلال مجموعة تقارير الإنجاز الدورية الدقيقة . وبعض المنظمات الأم تقوم بالتوصيف الإدارى , والمالى , والأفراد , وخطوات الرقابة بالتفصيل والبعض الآخر يسمح للمشروع بحرية التصرف فى حدود الميزانية النهائية . وهناك أمثلة عديدة للأوضاع ما بين هذين الحدين . ويوضح الشكل التالى تنظيم المشروع المنفرد .

تنظيم المشروع المنفرد


و كما هو الحال فى التنظيمات الوظيفية ، فإن المشروع المنفرد له مميزاته وعيوبه


المميزات

1 – مدير المشروع له سلطة كاملة على المشروع . ويلزم أن يقدم مدير المشروع تقاريره إلى المدير التنفيذى فى المنشأة الأم ، كما أن المشروع قوة عمل كاملة موجهة لأنشطته فقط .

2 – كل فريق العمل فى المشروع مسئول مباشرة من مدير المشروع . فليس هناك رؤساء أقسام وظيفية يجب أن تؤخذ موافقتهم أو إرشاداتهم قبل إتخاذ القرارات الفنية فمدير المشروع هو فى الواقع المدير العام له.

3 – إبعاد المشروع عن الأقسام الوظيفية يقلل من خطوط الإتصال . فالتنظـيم الوظيفي كله يتم إستبعاده ، ويقوم مدير المشروع بالإتصال المباشر مع إدارة المنشأة . وتقليل خطوط الإتصال يؤدى إلى إتصالات أسرع بإحتمالات فشل أقل .

4 – عندما يكون هناك مشروعات عديدة متتابعة ومن أنواع متشابهة ، فإن تنظيم المشروع المنفرد يستطيع الإحتفاظ بكوادر دائمة من الخبراء الذين ينمون المهارات فى مجالات تكنولوجية معينة . وبالتأكيد فإن وجود مثل هذا الرصيد من المهارات التكنولوجية يجذب العملاء إلى المنشأة الأم .

5 – فريق المشروع الذى تكون له شخصيته القوية المستقلة يميل إلى خلق مستوى عالى من الإلتزام بين أفراده . ويكون التحفـيز جيداً ومؤثراً ودافـعاً لأداء المهام .

6 – حيث أن السلطة مركزية ، فالقدرة على إتخاذ قرارات سريعة تكون قوية ويستطيع تنظيم المشروع كله التفاعل بسرعة أكبر مع متطلبات العميل وإحتياجات الإدارة العليا .

7 – وجود وحدة الأوامر ، فمن المؤكد أن سهولة العمل للمشرفين تزيد عندما
يكون لكل منهم رئيس واحد فقط .

8 – تنظيم المشروع المستقل يكون بسيطاً ومرناً ، مما يسهل نسبياً الفهم و
التنفيذ.

9 – الهيكل التنظيمي يعزز من المدخل الكلى أو الإجمالى إلى المشروع . فمن الخطورة التركيز على النظم الفرعية للمشروع دون التركيز على المشروع ككل حيث ينجم عن هذا فشل المشروعات.

العيوب

1 – عندما تتولى المنشأة الأم عدد كبير من المشروعات ، فمن المعتاد أن يكون كل منها له طاقمه الكامل 0 وهذا من الممكن أن يؤدى إلى إزدواج المجهود فى كل المجالات بـدءأً من الأعمال الكتابية إلى الأعمـال ذات الطابع الفنى العالــى والمكلفة .

2 – فى الحقيقة ، الحاجة إلى تأكيد تكامل المعرفة التكنولوجية والمهارات ينتج عنه أن يحاول مدير المشروع تجميع المعدات والمعاونة الفنية ليتأكد من توافرها عند إحتياجها . ومن ثم ، يمكن أن يقوم المشروع بالتعاقد مع الأفراد ذوى المهارات الفنية النادرة عند توافرهم وليس عند الإحتياج لهم 0 وبالمثل ، تكون هناك رغبة فى الإبقاء عليهم أطول مدة ممكنة فى المشروع حتى ولو لم تكون لهم حاجة تحسباً للمفاجآت .

3 – أبعاد المشروع عن الرقابة الفنية للأقسام الوظيفية له مميزاته ، ولكن كذلك له عيوب خطيرة إذا ما كان المشروع من النوع " التكنولوجيا العالية " . ولكن على حساب نقص خبرتهم الفنية فى مجالات أخرى . فالقسم الوظيفي عبارة
عن مستودع للخبرات الفنية ، ولكنها ليست دائماً سهلة المنال لأفراد فريق العمل فى المشروع ذو التنظيم المنفرد.

4 – يبدو أن مجموعات المشروعات المنفردة تقوى ظاهرة عدم التماسك فى مجال السياسات والإجراءات التى يقومون بها. ففى المشروعات الصغيرة نسبياً تكون عملية التقريب شائعة وسهلة وممكن تبريرها سواء للعميل أو للرقابة الفنية. و يكون التبرير عن تجاهل تعليمات الإدارة العليا من منطلق أنهم لا يفهمون
مشاكل التنفيذ .

5 – فى تنظيم المشروع المنفرد ، يكون للمشروع عمره المحدد . وبالتالى يكون
أفراد الفريق مرتبطين بالمشروع وببعضهم البعض . وبالتالى ينشأ مرض يمكن تسميته " التبعية للمشروع " .وتنمو الشعور بالتوحد بين أفراد فريق المشروع مما يؤدى إساءة العلاقة بينهم وبين نظرائهم فى المنشأة الأم .

فالمنافسة الودية يمكن أن تصبح تطاحن مرير ، والتصارع على السياسات شئ شائع فى المشروعات .

6 – و مظهر آخر لمرض " التبعية للمشروع " هو القلق على " حياتهم بعد إنتهاء
المشروع " . فعادة ليس هناك تأكيد معقول لما سوف يحدث بعد إنتـهاء
المشروع . فهل سيتم الإستغناء عن فريق المشروع ، أم ستؤكل إليهم أعمال
أقل أهمية ، أم هل ستصبح مهاراتهم الفنية قديمة بحيث لا تصلح للتعاون مع
مشروع آخر ، وهل سيتفكك فريق العمل