التغيير .. ومهارة المقاومة !

بقلم : عماد الحاج



يكاد يكون تحقيق التغيير في مؤسساتنا من العجائب أو المستحيلات .. ذلك أن التغيير يحتاج لأصحاب النفس الطويل .. الذين يمتلكون مهارة مقاومة المقاومة !

فالتغيير لا يروق للكثيرين .. لذلك تحدث المقاومة .. سواء العلنية الصريحة .. أو الخفية الماكرة .. وهذا بسبب الخوف من تأثيرات التغيير.. وحبًا في إبقاء الوضع كما هو .. بما فيه من مصالح وعلاقات وامتيازات .. وأسباب أخرى تتعلق بعدم الاقتناع بالأفكار الجديدة .. وعدم الرغبة في التجديد .. والعناد الغير مبرر ... الخ

وتبدأ المقاومة بالرفض .. بحجة عدم وضوح الأهداف .. وعدم الواقعية .. وأن الوقت غير مناسب .. ولا يحتمل التجارب .. وطرق أخرى ..

والمشكلة الأخرى تكمن في فتور من يحمل لواء التغيير .. فعند أول رفض أو تسويف أو حدوث مشكلة .. نرى تراجعًا .. أو انسحابًا مفاجئًا .. وكأن الأمر أصبح لا يعنيه .

إن مقاومة المقاومة مهارة يجب أن يتقنها من يرفع لواء التغيير ..

كن قدوة لما تطالب به .. وكن من أصحاب النفس الطويل .. ولا تفقد ثقتك بنفسك .. أو تقلل من قدراتك .. فالصبر هو الطريق الأمثل للوصول إلى النجاح .. عليك أن تحاور وتفاوض من يقاوموك .. بالحكمة .. والموعظة والإقناع .. وتعرف على أسباب المقاومة .. وحاول أن تضع لهذه الأسباب حلول ..

عليك أن تتقن فنون التعامل مع المعارضين .. بالاحترام .. وحسن التعامل .. وحاول قدر الإمكان إشراك أكبر عدد ممكن للوقوف إلى جانب فكرتك والدفاع عنها .. فهذا يمنحك القوة .. والبعد عن الفردية في التغيير .

يجب أن نعتقد أن التغيير سنة كونية .. وأن المؤسسات لا يمكن أن تبقى على حالها .. فالعالم من حولنا متجدد .. ومتغير .. ومتطور لدرجة كبيرة جدًا .. ويجب على قادة المؤسسات فهم ذلك واستيعابه .. وعلى المقاومين تفهم إحداث التغيير .. وعلى هذا المستوى يجب امتلاك المهارة الكافية كي نقود التغيير .. ونقاوم المقاومة !