الموضوع: أنسب وقت للبحث عن وظيفة جديدة

لكني أرى الأمر على هذا النحو: إن ولائي وإخلاصي هما لعائلتي وليسا لشركة ما. إذا أردت أن تحقق التقدم الوظيفي في الولايات المتحدة، فلابد أن تبحث عن وظيفة جديدة كل عامين أو ثلاثة أعوام على الأقل، شريطة أن تحقق لك كل وظيفة جديدة زيادة لا تقل عن عشرون بالمائة في الدخل. كيف إذن استطعت الانتقال من مجرد راتب قدره عشرون ألف سنوياً إلى راتب مكون من ستة أرقام في زمن لا يتجاوز السنوات العشر تقريباً؟ إذا لم تبحث عن وظائف جديدة وتقبلها، فستواصل الحصول على الزيادة السنوية المعتادة على راتبك الأساسي وقدرها خمسة بالمائة لا أكثر. أما إذا كنت تسعى لراتب مكون من ستة أرقام، فإحدى طرق الوصول لهذا الهدف- بجانب امتلاك عملك الخاص- هي أن تنتقل من وظيفة لأخرى بصورة مستمرة. وأنسب وقت للبحث عن وظيفة جديدة هو حين لا تكون مضطراً لذلك؛ حيث إنك عندئذٍ ستملك حرية الاختيار والانتقاء.أما إذا انتظرت أن يتم تسريحك كي تبدأ البحث عن وظيفة، فسيكون أمامك فرص وخيارات أقل؛ بل إنك قد تضطر لقبول وظيفة ذات مقابل مادي أقل بدافع الإحباط. من المهم أن تدرك أن هدف جميع الشركات هو ربح المال (إلا إذا كانت مؤسسات خيرية غير ربحية)؛ لذا لن تدفع لك الشركات إلا ما يكفيك بصعوبة ويمنعك من الاستقالة، لهذا لا تفهم الكثير من الشركات لماذا لا يعمل موظفوها إلا بالجهد الكافي الذي يسمح لهم بالحفاظ على وظائفهم وعدم الطرد منها. إن السبيل الوحيد لتحصل على ما تستحق حقاً هو أن تمتلك عملك الخاص. قد يحتاج الأمر في كثير من الأحيان إلى امتلاك العديد من الشركات ومواصلة التعلم إلى أن تجد ،" منجم الذهب،" الخاص بك.لقد تعلمت الكثير من الأشياء من الشركات العديدة التي أنشأتها عبر السنين. لقد تعلمت من كل واحدة الدروس المستفادة وطبقتها في الفرصة التالية، ولقد استفدت بحق كل منها جميعاً بوسيلة أو بأخرى؛ فليس معنى أن تخذلك سيارتك القديمة ذات مرة تاركة إياك واقفاً على جانب الطريق، ليس معنى هذا أن تقلع عن القيادة تماماً وتمضي بقية حياتك وأنت تسير، بل تشتري سيارة أخرى وتبدأ من جديد، ونفس المبدأ ينطبق على امتلاك الشركات. إذا ما رضيت بنسبة الزيادة السنوية البالغة خمسة بالمائة، فاعلم أن كل ما ستستطيع تقديمه لنفسك وأسرتك هو مجرد القدرة على طلب وجبة بيتزا إضافية عند بداية كل شهر، لا أكثر. فلن يتبقى لك الكثير من نسبة الخمسة بالمائة بعد خصم الضرائب، وبما أنك تقرأ هذا المقال، فأنا أعلم أنك لن ترضى بالخمسة بالمائة هذه وسوف تطلب أكثر لنفسك! يجب أن تدرك أن الانتقال إلى شركة جديدة ليس قراراً عاطفياً ( فالقرارات العاطفية لا يجب أن تتخذ إلا في علاقات الحب والغرام، مثل من ستتزوج وهكذا). أما باقي القرارات الأخرى؛ خاصة المتعلقة بالمستقبل الوظيفي والجوانب المالية، فيجب أن تبنى على الحقائق والتفكير الدقيق. ولقد تفهم ،" ناوليون هيل،" هذه الحقيقة جيداً حين قال: ،" إن ما يميز الناجحين حقاً هو قدرتهم على التفكير الدقيق،" .أي إن الانتقال إلى شركة أو فرصة جديدة ( بما فيها إنشاء شركتك الخاصة) هو قرار عملي يجب أن يبنى على الحقائق؛ فسوف تكون قادراً على تكوين صداقات جديدة في أي مكان تعمل به، وسوف يظل أصدقاؤك القدامى على صلتهم بك، ما داموا أصدقاءً حقيقيين. قد تسأل نفسك: كيف لي أن أجد وظيفة أفضل بينما أنا لا أجد الوقت الكافي لأسعى وراء أهدافي؟ الإجابة هي أن تدع الآخرين يقودونك إلى تلك الفرص. اطلب مساعدة آخرين في البحث عن تلك الفرص الخفية. ابحث عن وكالة توظيف لتبحث لك عن وظيفة أخرى.وإياك أن تدفع لها أي مقابل ( إلا إذا كانت تلك وظيفتك الأولى بعد التخرج من الجامعة)؛ فكل شركات التوظيف تقريباً تتلقى المال من الشركات التي تبحث عن موظفين مؤهلين. لقد عملت مع شركات التوظيف هذه مرتين، وفي كلتيهما عرضت على وظيفة وقبلتها، وكان الراتب فيهما أعلى من راتب الوظيفة السابقة لها. إنني أكن احتراماً وعرفاناً عظيماً لإحدى شركات التوظيف الكبرى على مستوى البلاد وتدعى ،" مانجمنت ريكروترز انترناشونال،" فلقد أتاح لي وكيل التوظيف بالشركة، ويدعى ،" جيم كورنيش،" ، واحدة من أفضل الوظائف في مجال المبيعات، ورغم أنني لم أستخدم شركات التوظيف التي تعمل عن طريق الإنترنت شخصياً مثل thingamajob.com. أو hotjobs.com أو monster.com إلا أنني لو كنت أبحث عن وظيفة، لتفقدت هذه المواقع. الوسيلة الأخرى هي أن تتواصل مع العاملين في نفس مجالك كلما أمكنك ذلك، إضافة إلى حضور عروض الوظائف.وأخيراً احرص على الاستعانة بشخص ما ( حتى ولو بمقابل مادي) لإعداد سيرة ذاتية محترمة. وإذا لم تكن من محبي فكرة امتلاك عملك الشخصي ( لسبب أو لآخر) وتستمتع بإثارة العمل في الشركة؛ فأنا أدعوك للتأكد من أن السلم الوظيفي الذي ترتقيه لن يؤدي بك لنهاية لا تدريها!

جهودكم مباركة ومعلوماتكم قيمة