هذا العنوان مُشتق من المقولة العسكرية “الحماس يُغطي على الغلط” وأظن المقصود به الغلط أثناء المارشات العسكرية يُغطيها إذا كان الطابور متحمساً. وهذا يحدث في العمل، فإذا كان الفريق متحمس يُغطي ذلك بعض النقص في العمل أو المشروع.
لابد من أن يكون أفراد الفريق متحمسين، في كثير من اﻷحيان يكون الحماس أهم من الخبرة، مثلاً الشخص الخبير الذي ليس لديه رغبة في العمل يُمكن أن تكون محصلته صفراً، لكن قليل الخبرة المتحمس يمكن أن تكون محصلته أن يتعلم من المشروع الحالي وأن يُساهم مساهمة مهمة فيه. بعض اﻷشخاص لديهم حماس دائم، وبعضهم لديه عدم رغبة في العمل دائمة، لكن أكثر من وجدتهم تحمساً للعمل هم الخريجون الجدد، وذلك رغبتهم في عمل أي شيء، ليس لديهم أي نقاط سلبية مسبقة عن طبيعة أي عمل أو حتى الوظيفة، ولديهم رغبة أيضاً في التعلم والعمل مع من هم أكثر منهم خبرة.
الإنتقال من عمل إلى عمل آخر أيضاً يجعل الشخص متحمس للعمل الجديد، لذلك يُمكنه أن يكون له أثر إيجابي في المؤسسة التي إنتقل إليها من حيث اﻹنجاز أو بث روح جديدة بين زملائه. المكوث في عمل واحد لفترة طويلة يجلب الركود وتزيد معه الترسبات السيئة عن العمل الحالي إذا كان فيه سوء إدارة، لذلك تجد عدد كبير من الموظفين قد تحولوا إلى متذمرين.
تغيير اﻹدارة ايضاً يُمكن أن يبث روح الشباب في المؤسسة، حيث أن المدير السيء هو من اسرع الوسائل لتفشي حالة اﻹحباط وعدم الرغبة في العمل بين الموظفين. وهذا يظهر عندما يكون الموظفون متحمسون في البداية ثم يبدأ الحماس بأن يقل أو يختفي نهائياً إلى أن تسقط المؤسسة وتفشل المشروعات.
الحماس يُمكن أن يكون معدي، كذلك عدم الرغبة في العمل وحالة اﻹحباط يُمكن أن تكون معدية وتكون سلبية، لذلك على المديرالجيد أن ينتبه لهذا اﻷمر جيداً ويُحاول التخلص من مسببات اﻹحباط حتى لو كان السبب هو موظف بعينه. كذلك تجديد الدماء أمر مهم في المؤسسة، سواءً بالتعاقد مع موظفين حديثي التخرج، أو من لديهم خبرة ولديهم الرغبة اﻷكيدة في العمل في المؤسسة الحالية.
يُمكننا أن نقول أن الحماس يُغطي النقص في الخبرة، والعمل مع فريق به أفراد قليلي الخبرة ومتحمسين أفضل من العمل في فريق لديه خبرة لكن أفراده سلبيين. هذه ليست قاعدة لكن ظاهرة.

المصدر:
مدونة أبو إياس