نقلا عن كتاب : الإدارة في عصر العولمة للاستاذ الدكتور علي السلمي
حصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية ، وكان ذلك في عام 1953 .
كان الدكتور أحمد فؤاد شريف نمطا متميزاً . كان صاحب فكر ورؤية عصرية للإدارة .
وكان ثائرا متحفزا للتغيير والتطوير . كان مختلفا في أسلوبه كأستاذ يحاضر طلابه وينقل إليهم خبراته وخلاصة ما حققه من علم في واحدة من كبريات الجامعات في العالم .
وكان مصريا حتى النخاع يذوب في حب مصر ويشقى لمشكلاتها ويسعد بإنجازاتها .
كان الأستاذ الدكتور فؤاد شريف رائداً بكل معنى الريادة.
كان رائداً حين أصر على إنشاء أول شعبة متخصصة لإدارة الأعمال في الجامعات المصرية بكلية التجارة جامعة الإسكندرية.
كان رائداً حين درس أول مقرر في الجامعات المصرية في " العلاقات الإنسانية" عارضا أهم الإنجازات والتطورات الفكرية في عصره في مجال التعامل مع المورد البشري في منظمات الأعمال .
كان رائداً حين تولى وهو أستاذ الإدارة تدريس مـادة متخصصة في عـلم الاقتصاد - وهى مادة اقتصاديات النقود - وتمكن من عرضها بمنطق واقتدار لم يتحققا لكثير غيره من المتخصصين .
كان رائداً حمين أسهم بفكره وعلمه وجهده في إقامة وترسيخ نظام التخطيط الاقتصادي في مصر من خلال عمله في " لجنة التخطيط القومي " التي أخرجت لمصر أول خطة خمسية في تاريخها ( 1954 ) .
كان رائداً حين أسهم بفكره وعلمه وجهد في إرساء القواعد الصحيحة لإدارة القطاع العام الناشئ في مصر آنذاك ( 1957 ) بمشاركتـــه الفاعــلة في إقامة وتسيير " المؤسسة الاقتصادية "
التي كانت أول مبادرة صحيحة في تنسيق وتوجيه الشركات التي ألت ملكيتها للدولة كليا أو جزئيا نتيجة لقرارات التمصير بعد العدوان الثلاثي .
وكان نمطا رائدا في التوجيه والمتابعة دون التدخل في التنفيذ ، واحتفظت الشركات في تلك الفترة باستقلالها وحرية حركتها تماما كما كانت من قبل .
كان رائدا حين أسهم بفكره وعلمه وجهده في دفع جهود التنمية القومية في مصر وإيجاز أهمية " الإدارة " كعامل رئيسي في تلك التنمية ، وكان ذلك من خلال مساهماته في أعمال مجلس الإنتاج القومي والهيئة العامة لمشروعات السنوات الخمس
كان رائداً حين شارك في تحويل إدارة التعبئة والإحصاء (الآن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ) إلى كيان علمي يباشر التعامل مع الإحصاءات والمعلومات بمنطق يغاير تماما ما كان معروفا من قبل ، وذلك بمزجه بفكر الإدارة ومنطق العلم الإداري الحديث.
كان رائداً حين سعى - ونحج في مسعاه - لإقامة أول معهد لتدريب أفراد الإدارة العليا - وهو معهد الإدارة العليا - والذي نشأ في إطار المؤسسة الاقتصادية في عام 1957، ثم تحول بعد ذلك إلى " المعهد القومي للإدارة العليا "
ا لذي كان منارة للفكر الإداري المتجدد وأخرج لمصر مئات من رجال الإدارة المتميزين شغلوا مواقع قيادية في شركات ومؤسسات وهيئات القطاع العام ، ولا يزال الكثيرون منهم حتى الآن .
في مواقع الصدارة ،ولا تزال جماعتهم "جماعة خريجي المعهد القومي للإدارة العليا " تقيم مؤتمرها السنوي منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما .
كان رائداً حين أطلق تعبير " التنمية الإدارية " كأسلوب علمي وعمل مخطط في تطوير وتحديث الإدارة من خلال تطوير الأفراد القائمين عليها.
وأخيرا كان رائداً حين شغل منصب وزير الدولة للتنمية الإدارية لأول مرة في مصر ( 1975-1976).
توفى في 6 أغسطس عام 1976 .