لا يشك أحد من أخصائيي الموارد البشرية في يومنا هذا خطورة وأهمية والحاجة الملحة لوجود ادارة الموار البشرية في اي مؤسسة لا سيما المؤسسات الكبيرة.
إلا أن بعض المدراء العامين في بعض المؤسسات ممن يعتمدون أسلوب الضبط التام والسيطرة الكلية في مؤسساتهم لا يستطيعون تحمل وجود شخص اخر غيرهم يمتلك الرأي والصلاحية في اختيار الافراد وتعيينهم.
لقد عبر لي البارحة أحد أهم أساتذة تخصص الموارد البشرية في الشرق الأوسط والحاصل على شهادة دكتوراه في الموارد البشرية من الولايات المتحدة، عبّر لي عن عظيم أسفه من احد المدراء العامين لاحدى أضخم البنوك في الشرق الأوسط حين عرض الأول على الاخير العمل لديه كمدير للموارد البشرية ولكن دون اتخاذ قرار توظيف او ترفيع او... الا بالرجوع اليه. أي أنه لا يريد الا اسم هذا الدكتور ليتفاخر امام زملائه من كبرى الشركات أن مدير موارده البشرية هو فلان.
أنني أشعر بعميق الأسف حين أرى بعض المدراء العامين وهم لا يستطيعون التخلي عن شهوة سلطتهم بل تسلطهم دون إعمال العقل والتخطيط في ادارة مواردهم البشرية.
وفي المقابل انني أُكبر كلّ مديرٍ عام لا يبغي الا مصلحة مؤسسته ومصلحة موظفيه لأنه لن يحصد في النهاية الا ما زرع.
ختاماً، قد يرى بعض المدراء العامين أن ادارة الموارد البشرية ما هي زينة او برستيج يتفاخر بها امام منافسيه ليقول لهم انا متطور مثل الغرب ولدي ّادارة موارد بشرية محترفة ثم لا يعطيها أي صلاحية في تنفيذ ما تعلمه افرادها. الا أنه في الحقيقة لا يضرّ الا نفسه ومؤسسته وهو من سيكون حجر الدومينو الاخير الذي سيقع.