أن يتم وضع خطة إقتصادية قومية تشمل القطاعات المختلفة و تشترك في إعدادها تلك القطاعات علي أن يتم تحديد الخطة و إصدار التعليمات المتعلقة بتنفيذها مركزيآ بواسطة جهاز التخطيط بالدولة .

ارتبط اصطلاح التخطيط المركزي بالإدارة الاقتصادية في الدول الاشتراكية وخاصة في الاتحاد السوفيتي الذي بدأ الخطط الخمسية منذ 1929 . ومع ذلك فقد استخدم اصطلاح التخطيط أيضاً في ألمانيا النازية منذ الثلاثنيات كشكل من أشكال التدخل الحكومي في الحياة الاقتصادية . وبعد الحرب العالمية الثانية انتشر استخدام أسلوب التخطيط المركزي في دول الكتلة الاشتراكية في أوربا كما استخدم في عدد من الدول النامية التي تأثرت بالمذاهب الاشتراكية والتدخلية .
ويتم تحقيق التوازن بين الموارد والاستخدامات لكل سلعة عن طريق ما يسمى بالموازين السلعية. وهكذا تحقيق التخطيط المركزي المتوازن عن طريق هذه الموازين السلعية . وليس عن طريق الأثمان كما يحدث في نظام السوق. وتظهر الأثمان في التخطيط المركزي كتعبير عن أهداف الخطة وشغل الموازين السلعية وليس كتعبير عن ظروف الطلب والعرض كما يظهر في السوق. وتستخدم سلطات التخطيط الأسعار كأداة في يدها لتوزيع السلع، وبذلك تفقد الأسعار دورها كموجه للنشاط الاقتصادي وتعبير عن الندرة للموارد ولتصبح مجرد تعبير عن توجهات سلطات التخطيط .
وإدارة الاقتصاد عن طريق أسلوب التخطيط لم يختلف في جوهره عن أسلوب الإدارة في ظروف الحرب، حيث تخضع كافة الموارد لهدف أو أهداف قليلة واضحة لدى المخطط المركزي. ومن هنا فقد حقق أسلوب التخطيط المركزي بعض النجاح في الظروف الخاصة، مثل الحروب أو الداخل الأولى للتنمية الاقتصادية، ولكن كفاءته تدهورت عندما اختلفت الظروف وجاوزت الدولة مرحلة الحرب أو الفقر الشديد.
وأكبر مشاكل التخطيط المركزي ترجع إلى تركيز الاختيارات الاقتصادية في يد سلطة مركزية يفترض فيها المعرفة الكاملة بالموارد المتاحة والإمكانيات المتوافرة، فضلاً عن الرغبات وسلم الأفضليات بين هذه الرغبات. وهي مجموعة من الافتراضات يصعب أن تتحقق، فهناك دائماً استحالة توفير المعلومات الكافية، وهناك خطر زيادة تكلفة هذه المعلومات، وغلبة إرادة البيروقراطية ثم الجهود وانعدام الحافز على التقدم والتغيير، ولذلك فقد بدأ إنكار التخطيط المركزي في التراجع لدى معظم الدول، وبدأ السوق يستعيد دوره في هذه الدول. وتأكد هذا الاتجاه مع انهيار وسقوط الدول الشيوعية في نهاية الثمانينيات .