[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
طبيعة البشر تجبرهم على إكتساب طبيعة ثانية ، بل طبائع ثانية كثيرة ، فنحن نولد وبداخلنا هذة الغريزة التى نكتسب بها العادات الجديدة التى نضيفها إلى صندوق سلوكنا المكتسب بفضل الجينات . فالطبيعة الثانية هى العملية التى تتم ممارستها عبر الوقت حتى أن تصبح وكأنها طبيعة أصيلة للإنسان و معهودة فيه .
أنت فى هذة اللحظة الأن تستخدم طبيعة ثانية سهلة وأخرى صعبة فاللغة (أو العربية باعتبارها لغة النص الذى تقرئه الأن) هى تعريف محدد لطبيعتك الأولى فهى صفة مكتسبة فى نظامك اللغوى الموروث والتى إن اكتسبت التحدث بها فى بداية حياتك تصبح طبيعة ثانية لديك مكتسبة بسهولة و يصبح التحدث بها تلقائياً ودون تفكير مسبق ، و لكنك تقرأ الأن أيضاً و القراءة تتطلب جهداً فى التعلم أكبر و أبطأ و طويل المدى ( فالأطفال يجيدون التحدث باللغة ولكنهم يدخلون المدرسة لتعلم [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]) .
فكيف ترى نفسك الأن و أنت تستخدم مهارة نصية اكتسبتها بصعوبة ولكنك الأن تستخدمها دون جهد يُذكر وكأنها أمر ولدت به ، فقرائتك السلسة دون تعمد هى معجزة تُسمى " الطبيعة الثانية" التى يكتسبها البشر بشكل اعتيادى.
داروين أدرك أهمية الطبيعة الثانية وذكر أنها " أى شئ نؤديه باستمرار حتى يمكننا فى النهاية القيام به دون تمهل أو تردد ، ويصعب بعد ذلك التفريق بين هذا الأمر وبين الغريزة " وهنا يتفق داروين مع لامارك الذى يعتقد بأن الصفات المكتسبة يمكن أن تصبح متأصلة ، وهذة الفكرة هى الأنسب لوصف " الطبيعة الثانية " و التى تًعد مجموعة الصفات السلوكية المكتسبة و الموروثة ثقافياً و التى يمكن تحسينها بشكل جمعى ، و
للإنسان القدرة على امتصاص عادات الطبيعة الثانية بسهولة ، فهذا قدره طالما أنه يعيش وسط ثقافات مختلفة ، وهذا يجنبنا إعادة إختراع العجلة السلوكية من جديد حيث هناك " سمات جينية متأصلة فعلاً " يمكننا أن نزيد عليها صندوق أدوات سلوكى جديد يتكيف بسهولة أكبر ويتكيف بشكل أسرع من الجينات ، فهو صندوق " الطبيعة الثانية " التى نتصرف بها تلقائياً دون جهد أو تعمد فى التفكير.
نص مترجم
اقرأ أيضاً ... [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
رد مع اقتباس