المعلم في المدرسة يحتاج إلى التقدير والاحترام ، وخير ما يحقق له ذلك هو المشرف التربوي ، كما يحتاج إلى تحقيق الذات بالجد والاجتهاد في عمله ليرضي ربه وممن يحثه ويرغبه بذلك المشرف التربوي ، ويحتاج أيضا إلى الاستقرار في عمله ومن خير من يعينه في ذلك المشرف التربوي ، بعد أن تكون هذه الأمور قد تحققت له من رئيسه المباشر وهو المشرف المقيم: مدير المدرسة ، ويساعد على تحقيق ذلك أيضا النظام التعليمي ككل .والتحفيز أو الحافز يقع ضمن الإطار الفلسفي للعلاقات الإنسانية الذي يتكون من :
1- الحافز . 2- الاختلافات الفردية .
3- المصلحة المشتركة . 4- الكرامة الإنسانية .
وليس معنى العلاقات الإنسانية مجرد البشاشة والابتسامة والسذاجة في التعامل وإنما التحفيز في ميدان العمل والإدارة هو : عملية تنشيط واقع الأفراد في وقت معين على تحقيق توازن بين رضاهم النفسي وتحقيق الأهداف المرغوبة .
ولذلك فإن التحفيز في علم الإدارة التربوية يشمل :-
1-دراسة سلوك الفرد وتحديد العوامل المؤثرة في سلوكه .
2-التأثير في سلوكه لتحقيق أهداف محددة .
ولعل من المهم - خاصة ونحن في ميدان الإشراف على الميدان التعليمي - أن نتحدث عن المعلم فحين ندرس سلوك المعلمين نجد أن كل واحد في سلوكه العملي لا يخلو من أحد أصناف أربعة :
1- معلم عالي الأداء عالي الدافعية . 2 - معلم عالي الأداء منخفض الدافعية .
3- معلم منخفض الأداء عالي الدافعية . 4- معلم منخفض الأداء منخفض الدافعية
ولكل واحد منها خصائصه وأسلوب التعامل الذي ينفع معه ، ويمكن أن يلاحظ ذلك من خلال الجدول التالي :-
مستوى المعلم
الخصائص التي يتميز بها
أسلوب التحفيز المناسب معه
عالي الأداء
عالي الدافعية
1- لديه رغبة في تطوير مستواه ومستوى طلابه.
2- لديه الرغبة في مساعدة الزملاء لتحقيق أهداف المهنة.
3- يقدم أفكاراً وأنشطة بلا حدود.
4- يطبق أفكاره في الواقع المدرسي.
الإشراف الغير مباشر
عالي الأداء
منخفض الدافعية
1- يملك خاصية الذكاء.
2- يدرك ما يجري حوله جيداً.
3- لديه أفكار تربوية.
4- لا يوظف أفكاره في الواقع المدرسي.
الإشراف التشاركي
منخفض الأداء
عالي الدافعية
1- يملك الحماس والجهد والاهتمام.
2- لديه الرغبة في تحسين مستواه.
3- لديه الرغبة في تحسين مستوى طلابه.
4- ممارسته للعمل مضطربة وغير واقعية.
الإشراف التشاركي
منخفض الأداء
منخفض الدافعية
1- لا يملك الحماس والجهد والاهتمام.
2- ليس لديه الرغبة في تحسين مستواه.
3- ليس لديه الرغبة في تحسين مستوى طلابه.
4- ممارسته للعمل مضطربة وغير واقعية ولا يفكر في التغيير.
الإشراف المباشر
ونحن حينما نقول عالي الأداء نقصد منه أن لديه القدرات التي تمكنه من الأداء الأفضل كما أن لديه معرفة بأسرار مهنته وصفاته :-
1- يستطيع تحديد المشكلات التي تواجهه .
2- يستطيع وضع عدد من الخطط التربوية المفيدة في الميدان .
3- يستطيع انتقاء أنسب الخطط لمواجهة المواقف التعليمية .
أما المعلم ضعيف الأداء فهو بعكس السابق ويتصف بما يلي :-
1- لا يستطيع تحديد المشكلات التي تواجهه .
2- لا يحسن التصرف حيال المشكلات التي تعترضه .
3- يستخدم عادة إجابة واحدة للتغلب على أي مشكلة تواجهه .
وحينما نقول إن المعلم عالي الدافعية فإننا نعني أن المعلم عنده دافع يدفعه نحو العمل والعطاء اي
انه:- 1- يعمل بدافع حب الآخرين والمصلحة العامة .
2- يهتم بالطلاب كأفراد من أجل تعاهد قدرات كل طالب .
3- يهتم بالجانب النوعي من العملية التعليمية .
4- يخصص وقتاً وجهداً كبيراً لخدمة الزملاء والمدرسة .
أما المعلم منخفض الدافعية فهو بعكس ذلك ، ويتصف بما يلي :-
1- يقدم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة .
2- يقدم الحد الأدنى من العمل .
3- يهتم بالجانب الكمي من العملية التعليمية .
4- لا يبذل جهداً أو وقتاً ذا قيمة لخدمة الطلاب أو الزملاء والمدرسة .
وبمعرفة جوانب سلوك كل فرد من خلال صفاته يمكن اختيار الأسلوب أو نوع التحفيز الذي يناسبه سواء عن طريق الترغيب والثناء والشكر أو الترهيب والسعي لوقوفه جيداً على مستواه الحقيقي ليتولى اختيار الحل المناسب قبل أن يتولى الآخرون ذلك .
ومن المهم أن نعرف أنه ينبغي لنا أن نفرق بين أن نحفز الناس لمصلحة العمل فقط ، وبين أن نحفزهم صادقين معهم راغبين في الخير لهم وساعين للارتقاء بمستواهم نحو الأحسن فالله أمرنا بالصدق ونهانا عن الكذب والنبي عليه الصلاة والسلام لم يحفز أحداً من الصحابة بالثناء عليه إلا بما فيه حقاً . فسمى عمر يالفاروق وأرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأقواهم في دين الله عمر وأشدهم حياء عثمان وأقضاهم علي … ولا يصح أن نكون في التحفيز كما يقول الشاعر:
يلـقاك يحـلف أنـه بك واثق *** فإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
ولا أن نكيل المدائح كذباً وخداعاً لمصلحة العمل فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب )رواه مسلم ، ولذا قال بن حزم الأندلسي في رسالته الأخلاق والسير : ( لا أعلم للمدح في الوجه من فضيلة دون صدق ، عدا أن يكون الممدوح حاكماً فاجراً فيثنى عليه بضد ذلك عله يقلع عن ظلمه وفجوره … ) أو كما قال رحمه الله .