المدير .. والتوجه الإصلاحي

بقلم : عماد الحاج

يعمل الكثير من المدراء في معزل عن التطوير أو التغيير والإصلاح .. ويكون عمله منحصر في تنفيذ السياسات القائمة .. والتي قد يكون فيها الكثير من الغث ..
إن اللوائح والقوانين والإجراءات التي تتوارثها المؤسسات .. ستحتاج إلى تعديل وتطوير كلما مرت الحياة وتطورت الأساليب .. وكلما أحسسنا بعدم توافقها مع الواقع الحالي .
لكن الكثير من أصحاب القرار تعاملوا مع هذه اللوائح والقوانين على أنها مسلمات ولا يمكن تغييرها .. أو حتى التفكير فيها ومناقشتها .. مدعين أن الذي وضعها أصحاب خبرة وتخصص .. فتبقى القوانين كما هي .. وتظل هذه المؤسسات بلا أي إصلاح !!
ومن المشاكل التي يقع فيها المدراء .. عدم حرصهم على المال العام .. مصروفات بلا حساب .. بدون خطة للنفقات .. ودون إحساس بالمسئولية تجاه المؤسسة .. اهتمام بالكماليات والمظاهر على حساب النوعية والإنتاجية وسرعة العمل .. وهذا من شأنه إنهاك المؤسسة وتدميرها !
إن وسائل الإصلاح والتغيير كثيرة .. وعلى المدراء اعتماد مبدأ الإصلاح كإستراتيجية في توجهاتهم وأعمالهم .. ومن هذه الطرق :
1- الإصلاح بواسطة المقترحات وتقديم الخطط وإبداء الرأي في كل ما يحتاج إلى تغيير أو إصلاح ..
2- دراسة القوانين واللوائح السابقة .. التي تتعلق بمجال العمل والتخصص .. ومحاولة تطويرها بما يحقق المصلحة العامة .
3- الحرص على المال العام .. خفض النفقات .. والعمل على زيادة الإيرادات .
4- تدريب العاملين ورفع مستوياتهم الأخلاقية والتخصصية والفكرية .. بما يساهم في خلق قادة جدد .
كثير من المدراء لا يعينه ما سبق .. بل لا يدرك أهميته في مجال عمله الإداري .. ومسئولياته في إدارة المؤسسة ونجاحها .. وللأسف لا يعمل وفق أهداف إستراتيجية ولا حتى مرحلية .. لا يوجد لديه تفكير إصلاحي .. مشغول في الأعمال اليومية والروتينية القاتلة .. ومشغول أكثر في الموظفين ومشاكلهم !
إن التوجه نحو الإصلاح يجب أن يصبح إستراتيجية في مؤسساتنا .. وعلى أصحاب القرار طلب ذلك من المدراء بشكل مباشر .. حتى يتم التوصل لخطة إصلاحية إستراتيجية سنوية .. تهدف لإصلاح المؤسسة وتطويرها .