إن الإدارة الناضجة هي التي تسعى الى تحقيق توازن بين تحقيق الأرباح و رفع مستوى معيشة العاملين والانخراط في المجتمع المحلي والمساهمة في التنمية وعدم التركيز على الأرباح فقط .
إن نمو المؤسسات يعتمد على تقوية الجذور فالشجرة الصالحة التي نراها والتي يكون حجمها ضخماً فإن حجم جذورها يكون بمقدار خمسة أضعاف حجمها الظاهر ولذلك تكون قوية أمام الرياح ولا تقدر على اقتلاعها حيث أن اقل الجذور سماكةً وأبعدها عن سطح الأرض تشكل أكبر فائدة ودعم للشجرة .
لقد رفعت منظمة الصحة العالمية حديثاً شعاراً يقضي بان أهم شخص موجود في المستشفى هو عامل النظافة فيجب إبلائه كل اهتمام ، ويقول الأمين العام الأسبق للامم المتحدة " من الأكرم والإشراف للأنسان أن يقدم ذاته تضحية من أجل أخر ، على أن يعمل ويكد في سبيل خلاص الجماهير " بمعنى أننا نعمل لمدة تزيد عن ثمان ساعات على تقديم خدمة الى مئات الناس ومع ذلك تبقى بعض العلاقات في العمل متباعدة وعلاقات سيئة تسود داخل المؤسسات وتتفاقم وتؤدي الى خلق المشاكل مما يجعل الباب مفتوحاً أمام المسؤول لاستخدام السلطات الممنوحة إليه أواللجوء الى الأقدمية او التسلسل الإداري كمنفذ لإيقاع العقوبات او إجراء التنقلات مما يزيد من الفجوة بين الموظفين وتصبح العلاقات داخل المؤسسة عبارة عن بيئة خصبة وجاهزة للحسد والحقد والنميمة وتناقل الإشاعات مما ينعكس على حسن الأداء داخل المؤسسة ويصبح التركيز على المشاكل اكثر من التركيز على الفرص او الى التحسين المستمر في المؤسسة ومما يؤدي إلى قتل روح الإبداع خوفاً من المغامرة وتسجيل التجارب على أنها أخطاء وتتم المحاسبة عليها . لذلك يجب أن نكون واعين ومدركين أن بيئة المؤسسة وثقافتها من أهم عناصر نجاح أي مؤسسة فإذا كانت البيئة سليمة ستنمو الأفكار السليمة وسيتم اقتلاع الحشائش الضارة وغير المفيدة ولن تظهر مرةً أخرى ، وسيستيقظ العملاق (الحماس ) الكامن بداخل جميع من يعملون بالمؤسسة وإظهار حسن الانتماء والولاء والمواهب وروح المبادرة والمهارات والحرص على تحسين أساليب العمل، إذ أنه من السهل ان تأخذ الحصان الى النهر ولكن ليس من السهل ان تجبره على ان يشرب ، وبذلك تنضج الإدارة ويصبح هناك توازن وتسود عقلية المنفعة للجميع .