التغيير سنة من سنن الكون ونحن في تغيير مستمر من الولادة حتى الممات والشركات ليست إستثناء من هذه القاعدة.

هناك تغييرات محدودة وهناك تغييرات عاصفة ولكل نوعية تكتيكاتها الخاصة بها للبقاء .

وهنا سأتحدث عن التغييرات العاصفة التي تجتاح بعض الشركات نتيجة الاندماج أو الافلاس الذي يتطلب تسريح الكثير من الموظفين .

لنرى من المتضرر عادة من عاصفة التغيير:
· كلما كانت أهميتك أعلى في النظام القديم كلما كانت احتمالية خسارتك أكبر في النظام الجديد.
· كلما كان نفوذك وقوتك أعلى في النظام القديم كلما كانت احتمالية خسارتك أكبر في النظام الجديد.
· كلما كان الوقت أطول منذ تعلمت مهارة من مهارات العمل كلما كانت احتمالية أن يتقدم عليك الموظفين الجدد أكبر.
· كلما كنت أشد مقاومة للتغيير كلما كانت احتمالية أن تقود أو تتسلم مسئولية أضعف.
· كلما زادت قناعتك بعدم نجاح التغيير كلما زادت احتمالية عدم نجاتك من تبعات هذا التغيير.
· كلما زادت الحاجة لتغيير قناعاتك و مهاراتك بصورة أكبر لتواكب النظام الجديد كلما قلت فرص نجاحك في النظام الجديد.

والآن لنستعرض بعض القوانين التي تحكم عملية التغيير:
لكل عملية تغيير هناك راعي متنفذ وذو سلطة كبيرة: تعرفه حين يلقي كلمة يجمع فيها حشد من الموظفين ويتكلم عن أهمية التغيير و رؤيته لكيفية هذا التغيير.
لكل تغيير هناك عملاء : هم الذين يقطعون أوصال النظام القديم لبناء النظام الجديد وغالبا يكونون من داخل النظام القديم رجال شجعان لايهابون التغيير. طبعا هم يعملون تحت امرة راعي التغيير. تتعرف على عميل التغيير حين تراه يعمل بطريقة لاتتوافق مع من هم في مثل مركزه.
اذا شعرت بخطورة عميل التغيير عليك فغالبا حدسك صحيح ولكن الخطر ليس من عميل التغيير وإنما من التغيير نفسه.
اذا استطعت ان تنتصر على عميل التغيير وتحييده فالاحتمال الأقرب أن يتم تغييره لضعفه واستبداله بمن هو أقوى منه فلا تضيع وقتك معه ولن تجني سوى جذب الانتباه لمركزك وهو أمر لن تستفيد منه أبداً.
أحد أفضل التكتيكات التي يستعملها عملاء التغيير حين يريدون الغاء وظيفة معينة هي عزلها وتحييدها تمهيداً لالغائها.
أحد مهمات عملاء التغيير هي تحديد أسماء المقاومين للتغيير تمهيداً للتعامل معهم. من يتصادم معهم يخاطر بوظيفته وتحوله الى ضحية للتغيير سواء تم تسريحه أم لم يتم تسريحه.
ولكن كيف تنجو من عواصف التغيير؟

أسقط للأمام : اذا تأكدت من أن وظيفتك أصبحت مستهدفة , فحاول التغيير الى وظيفة تكون جزء من التغيير الجديد وحاول أن لاتسقط في فخ وظيفة أخرى ستستهدف بعد ذلك في نفس التغيير للنظام الجديد.
ابحث عن وظيفة لن تستهدف من قبل التغيير وانتقل لها حتى لو كانت تحتاج الى مهارات قديمة من مهاراتك التي عفا عليها الزمن أو حتى لو كانت براتب أقل أو مركز أقل نوعا ما لتثبت رجليك أثناء العاصفة ثم تتدرج مرة أخرى في النظام الجديد.
اعتنق القيم الجديدة للتغيير وتكلم عنها امام الناس وحاول ان تكون من اشد المتحمسين لها.
ابحث عن شركة مناسبة وقدم لها اوراقك.
أكتم حزنك ولا تطلع عليه أحد .
تعلم اللغة المستعملة للنظام الجديد وأتقنها.
سلم نفسك لراعي التغيير واستمع لنصائحه.
تجنب المقارنة بين النظام القديم والنظام الجديد.
تجنب التقاتل مع الآخرين على المناصب او مناطق النفوذ. تذكر أن البقاء يعتمد على المرونة وليس المنصب.
حاول أن لا تبين احترامك للماضي وابتسم للمستقبل.

وأهم من كل ذلك توكل على الله وضع ثقتك فيه فانه لا يضيع من أحسن عملا.