انتقلت لعنة الكوابل البحرية من خدمات الانترنت، الى خدمات الاتصالات الدولية الصوتية الأكثر أهمية، بعد انقطاع كابل بحري ثالث على سواحل امارة دبي صباح الجمعة الماضية، حيث شكا العديد من المواطنين في دولة الامارات ودول خليجية أخرى من تعثر المكالمات، فيما ألمح وزير مصري إلى إمكانية أن يكون "عمل تخريبي" وراء الخلل، وهو ما استبعدته شركة اتصالات الإمارات تماماً.
وجاءت شكاوى عملاء شركات الاتصالات الخليجية رغم أن الشركات قالت إنها تجاوزت الخلل الناجم عن انقطاع الكابلين البحريين قبالة السواحل المصرية، والكابل الثالث الذي انقطع الجمعة الماضية قبالة سواحل إمارة دبي.

اتصالات متعثرة

وقال عملاء لشركات اتصالات خليجية أن العديد من اتصالاتهم تعثرت، سواء تلك المتجهة الى دول خليجية مجاورة أو القاصدة وجهاتٍ أخرى، وقال آخرون إن المكالمات التي تمكنوا من إجرائها كان ينقصها الوضوح، بحيث لم يكن الصوت نقيا خلال التحادث بما أشعرهم بوجود مشكلة في عملية الاتصال، بينما شكا البعض الآخر من ظهور أرقام لا تخصهم لدى مستقبلي اتصالاتهم، مما أشعر بوجود اشتباكات في الخطوط الهاتفية الدولية.
وطلب موظفو أقسام خدمة العملاء في شركات الاتصالات الاماراتية من عملائهم محاولة الاتصال عدة مرات على الوجهة الدولية التي يقصدونها إذا تعثر إجراء المكالمة في المحاولة الأولى، فيما برر موظفون لعملاء اتصلوا بهم للشكوى بأن "خللاً في النظام يتسبب في عرقلة المكالمات الدولية، وعليكم إعادة المحاولة مراتٍ عديدة حتى تتم المكالمة".


دو: تجاوزنا الخلل

وكانت شركة الاتصالات المتكاملة في الإمارات "دو" قد أعلنت صباح الجمعة الماضية في بيان صحفي "انقطاع كابل فالكون البحري الواقع قرب سواحل الإمارات، بين الإمارات وعُمان. وهو ما أدى إلى اختناقات في وسائط نقل الاتصالات الدولية"، وأشارت "دو" إلى أنها قامت بـ"تنفيذ مجموعة من خطط الطوارئ لإعادة توجيه حركة المكالمات الصوتية الدولية، وذلك عبر كوابل الاتصال التابعة لشركائها من مشغلي الاتصال".
وأعلنت "دو" مساء الجمعة أنها "تمكنت من إعادة تشغيل حركة الاتصالات الدولية بشكل عادي بعد إعادة توجيهها عبر مسارات بديلة، بينما تواصل الشركات المشغلة للكوابل البحرية عملية الإصلاح".


"اتصالات": مكالماتنا لم تتأثر

من جهتها، نفت شركة "اتصالات" الإمارات جملةً وتفصيلاً حدوث أي خلل أو عطل في خدمات المكالمات الدولية التي تقدمها لعملائها، كما رفضت الحديث أصلاً عن انقطاع كابل بحري قبالة سواحل امارة دبي.
وحول الإجراءات التي اتخذتها "اتصالات" الإماراتية تجاه انقطاع الكابلين البحريين على شواطئ مصر، قال مدير الاتصال أحمد بن علي لـ"الأسواق.نت": "قامت الشركة بإدارة خدمات الإنترنت لديها بشكل يضمن استمرارية تقديم الخدمة لعملائها بشكل جيد، وأشارت إلى أن خدمات الإنترنت الرئيسة في الدولة مستمرة في العمل بشكل أقرب ما يكون للمعدل الطبيعي".
وأضاف أن الشركة "استطاعت السيطرة على الموقف بسبب امتلاكها لشبكة كوابل بحرية متعددة ترتبط مع جميع مراكز الإنترنت العالمية والواقعة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، مما أتاح لها تحويل حركة نقل البيانات تلقائيا وجنبها احتمالات تعطل الإنترنت أو انقطاع الخدمة بالدولة".
وأشار إلى أن عملية إصلاح الكيبل الرئيس FLAG قد تستغرق عشرة أيام أخرى، كما أفادت الشركة المالكة للكيبل أنه من المتوقع الانتهاء من إصلاحه في 8 فبراير الجاري.


مصر: شبهات حول عمل تخريبي

وفيما استبعد بن علي فرضية أن يكون عمل تخريبي وراء هذه الأعطال، فقد ألمح وزير الاتصالات المصري إلى أن هذا الخيار وارد في ضوء انقطاع الكابل الثالث الواقع بين الإمارات وعُمان.
وقال بن علي في تصريحاته الخاصة لـ"ألأسواق.نت": "لا نرجح أي عمل تخريبي، وكما هو معلوم فإن حال الطقس غير المستقرة في المنقطة وتحويل مسارات السفن قد تسبب هذه الحوادث".
من جهته، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري الدكتور طارق كامل في تصريحات صحفية: "الموضوع يبدو أنه كبير وخطير وغير مسبوق".
وأضاف كامل: "رغم أنني لا أميل نحو التسليم بنظرية المؤامرة في مثل تلك الحالات، انتظارا لوصول سفن الإصلاح، إلا أن العطب الذي أصاب كابلا ثالثا يثير علامات استفهام يجب البحث لها عن إجابة، رغم أن مصر لن تتأثر بانقطاعه".