إن إدارة الموارد البشرية مهمة كونها تساهم في تعزيز فعالية المؤسسة، وأيضا يعني تصوير السياسات والبرامج الفاعلة، كما أنها تلعب دور أساسيا في تنظيم وتنسيق الجهود المنظمية باتجاه تعزيز قدرتها التنافسية .
وبالرغم من ظهور إدارة الموارد البشرية بأشكال ومستويات مختلفة فمن الهياكل التنظيمية للمؤسسات، إلا أن عملية الربط بين إستراتجية المؤسسة العامة والاستراتجيات الأخرى، تستلزم الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الاعتبارات عند تحديد موقع إدارة الموارد البشرية في هيكل المؤسسة كما يجمع أغلب الكتاب على أن هيكل إدارة الموارد البشرية ووضعها التنظيمي يتحدد متأثرا بمجموعة من العوامل المتمثل بالآتي:
- دور إرادة الموارد البشرية في المؤسسة الذي يعتبر عاملا بها في تحديد وضعها التنظيمي في المؤسسات المعاصرة التي تعيش بيئة تنافسية، متجهة نحو العولمة، فالمؤسسة الناجحة في البيئة التنافسية، تمارس أدوارا متعددة لتحقيق أهدافها وتتمثل أهم الأدوار فيما يلي:
الدور الأول يتمثل بمشاركة إدارة الموارد البشرية للمؤسسة في تحديد حاجات الأعمال فيها ويعتبر هذا الدور هي الأدوار الحديثة لإدارة الموارد البشرية، إذ يساهم في رسم الاتجاهات الإستراتجية للمؤسسة وبهذا يتعدد الدور الاستراتيجي لها.
أما الدور الثاني فيتمثل بصناعة القرارات التوظيفية ووضع خطط الاستقطاب وتطوير أنظمة الرقابة على الأداء والسلوك فممارسة إدارة الموارد البشرية لهذا الدور يساعد في عملية ربطها بحاجات أعمال المؤسسة، ويعد هذا الدور من أدوار قصيرة المدى كونه يرتبط بالعمليات اليومية المنجزة على صعيد المؤسسة أولا وإدارة الموارد البشرية ثانيا.
وأخيرا الدور الثالث المتمثل بالدور الإداري إذ تتمثل نشاطات إدارة الموارد البشرية فيه بالتأكد من دقة معايير الاختيار وتطوير خطط الاستقطاب، علاوة على وضع أنظمة الأجور والمكافآت والخطط التطوير الإداري.
- يتحدد حجم المنظمة بحجم النشاط الذي تديره وكما يؤثر حجم المؤسسة في تقدير الوضع التنظيمي لإدارة الموارد البشرية في المؤسسة وأيضا لكون الحجم أحد العوامل الموقفية فإنه يتأثر بالتغيرات البيئة لذا فإن كبر وصغر حجم المؤسسة ينعكس بوضع تنظيمي لإدارة الموارد البشرية.
- تتباين المؤسسات في استخدامها لعنصر العمل تبعا لطبيعة النشاط الذي تمارسه، فكلما زاد الاعتماد على عنصر العمل بشكل أكبر مقارنة بالعناصر الإنتاجية الأخرى، كلما استلزم الأمر بوجود إدارة متخصصة في تخطيط استخدام العنصر وتوجيهه وقيادته ومراقبته أداء.
تنعكس التغيرات في سوق العمل على دور وأهمية الموارد البشرية في المؤسسة، ففي مثل هذه الأسواق تميل المؤسسات إلى توسيع دور إدارة الموارد البشرية ليمتد إلى الأدوار الإستراتجية والمشاركة في اتخاذ القرارات، وفي مثل هذه المؤسسات تزداد أهمية وقيمة الموارد البشرية وإدارتها مما يضعها في قمة البناء التنظيمي في المؤسسة .
المبحث الثاني: العمل في المؤسسة.
لقد شغل موضوع العمل منذ القديم الاقتصاديين في الفكر الاقتصادي، حسب تياراتهم
واتجاهاتهم، فقد اعتبروا أن العمل وتقسيم العمل، يشكل مصدر الثروات، إنما العمل مرتبط أيضا بإنتاج الثروات، فعند الفلاسفة ورجال الفقه أيضا العمل ضرورة اجتماعية كما هو مبدأ دينـي
( العمل فرض، العمل عبادة.)وليس هناك مناقشة لهذه الأفكار، ولا أفكار العمل لذا مختلف الاقتصاديين الذين جاءوا بعد اليونانيين الذين زادت قيمة العمل لديهم وإنما تطرقنا للعمل سوف يكون مقدار ما يستلزمه موضوعنا وبالجوانب التي يتطلبها في ذلك.