السياسة هي مجموعة التوجهات، الرؤى القواعد والضوابط التي تترجم أهداف الإدارة، وتحقق السياسات وظيفتين هامتين في الإدارة العامة وفي التدريب بشكل خاص، بعد أن تأكد دور الموارد البشرية في المؤسسة من خلال ما تمثله من إمكانات متواضعة إذ يعتبر في نفس الوقت محور العمل المبدع الخلاق المتجدد للنشاط، وهو غاية الدولة والمجتمع ورأسمالها. إذ يعتبر في نفس الوقت ناتجا عن تراكم قيم عبر زمن معين، ليكون في الأخير قيمة الاستثمار في شكل قدرات واستعدادات، وغيرها.
وانطلاقا من الخطة الاستراتيجية العامة، المتوسطة أو طويلة المدى، تقوم المؤسسة بتحديد الخطة الاستراتيجية لمواردها البشرية وكيفية تكوينها وصيانتها وتنميتهاـ خلال الفترة المعنية بالخطة، حتى يتسنى لها تحقيق مختلف البرامج، والأهداف التي تصبو إليها، في الوقت المناسب وبالطرق المخططة. وهذا يعني أن إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية تعمل على تحقيق أهداف المؤسسة وغاياتها، ويتم ذلك من خلال ترجمة الاستراتيجية العامة للمؤسسة إلى استراتيجية تفصيلية ومتخصصة في قضايا الموارد البشرية تتضمن غايات وأهداف وسياسات إدارة الموارد البشرية وتتكامل مع استراتيجية الإدارات الوظيفية الأخرى .
وتشترط عمليات التكوين في المؤسسة ما يلي:
- تحديد كمية ونوعية المطلوب التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من متطلبات التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية في المؤسسة، وهي من أهم المراحل، أو العمليات التي توقف هذه العملية. وتحديد الحاجة من العمل المطلوب في المؤسسة يمر عبر نقطتين هامتين: تحليل طبيعة نشاط المؤسسة وتغيراته، ثم تحديد عدد الأفراد المطلوبين كميا ونوعيا في مختلف المستويات .
- جمع بيانات عن الموارد البشرية الحالية في المؤسسة، إذ يتم حصر جميع المعلومات المرتبطة بالنظام البشري في المؤسسة، كما أنه يمكن توزيع بيانات العمال وترتيبهم حسب الهرم الإداري، وكذلك قد توزع هذه البيانات حسب الأعمار.
إلا أن الغالب في توزيع اليد العاملة في المؤسسة، يكون على أكثر من توزيع في نفس الوقت، لتعطي معلومات كثيفة عن وظيفة الموارد البشرية في لحظة معينة.
- معلومات حول نشاط المؤسسة، حتى يحصل مخطط الموارد البشرية على فكرة أكثر تكاملا عن حالة المؤسسة فعليه أن يطلع على مختلف البيانات المتعلقة بالنشاط الحالي، الماضي، والمستقبلي للمؤسسة، وما تم تقديره حسب الخطط الإستراتيجية والبرامج الإنتاجية، وهذا لوجود علاقات مباشرة وغير مباشرة لهذه العناصر مع العامل البشري في المؤسسة.
- معلومات حول التغيرات المستقبلية وتشمل جانبين مهمين، وهما جانب الوسائل المادية المستعملة في الإنتاج ومختلف العمليات المرتبطة بها، أما الجانب الثاني فهو يتمثل في طرق العمل المستعملة في الإدارة والتوجيه، والوسائل المرتبطة بدراسة المعلومات واستعمالها، فتغيير نظام المعلومات المتعلق بمعلومات التسيير من نظام يدوي إلى نظام إعلامي يستوجب إعادة النظر في العديد من الجوانب خاصة كمية ونوعية اليد العاملة في هذا المجال.
2- نوعية الموارد البشرية المطلوبة:حتى يتم تحديد ذلك يفترض معرفة العديد من الجوانب ومن بينها :
- نمط العمل ومحتواه في مختلف الوظائف والمستويات.
- المعايير الواجب احترامها في الأعمال والمناصب المختلفة.
- الآجال الواجب احترامها في تنفيذ الخطط والبرامج، وكذلك في دراسة المناصب.
بالإضافة إلى هذه العوامل فهناك عوامل إضافية مثل ظروف العمل، وما يحيط بها من مؤثرات مختلفة.