اذا كنا نخطط اليوم لان تكون هناك نظم الكترونية تساعد على تسريع ولادة الحكومة الالكترونية التي يكون فيها كل شيء من خلال نظم الكترونية رائعة وتكون الاعمال الادارية بدون ورق ولتخدم بشكل صحيح كل مناحي الحياة التي نعيشها في المملكة العربية السعودية فان ذلك يتطلب ايضا إعادة صياغة عالم البناء والانشاءات التقليدي بشكل جذري ولتكون ايضا بدون عمالة.
إن من المؤسف له ان عالم البناء والانشاءات اليوم يعيش تخلفا كبير وهدرا إقتصاديا أكبر جراء نظم تقليدية لازال يعمل بها حتى اليوم.
إنه بالنظر الى التقنيات الحديثة في عالم البناء والانشاء نستطيع ان نحدث من خلالها شيئين مهمين في النهضة العمرانية، الاول هو تقليص الزمن اللازم لانشاء تلك المباني والآخر هو ان تبني تلك التقنيات سوف تؤدي الى ضمان جودة تلك المنشآت، وهذا وذاك سوف يعملان على ان خفض العمالة السائبة التي هي في واقع الحال تحط رحالها في أسواقنا قادمة من أقاصي الدنيا وبدون أي مهارة ويتم استقدامها لتكون منشآتنا معاهد تدريب لهم.
ويمكننا القول ان تبني مثل هذه التقنيات هو السبيل الأمثل لتصحيح أي خلل اجتماعي من جراء تلك العمالة الردية التي تجوب شوارع المدن بحثا عن انشاءات تقليدية تعمل فيها فاذا لم تجد تعمد الى (بخاخ) يشوه حوائط المنشآت بعبارات ك(معلم قرميد...) الخ.
وبدءا بالهيكل الانشائي ومرورا بأعمال الكهربائية والميكانيكية وإنتهاء بالتشطيبات يمكن إحداث نقلة تقنية يعمل فيها تقنيون ماهرون يحملون مؤهلات تؤكد صحة وهو ما يتطلع له الشاب السعودي بدلا من أن يكون (مبلطا أو مليصا.... الخ).
إن ذلك الأمر سوف يكون لنا منشآت رائدة وعملت بأيد وطنية بدأ بإدارة المشروع وانتهاء ببرمجة المبنى الذكي، عندها يكون عمل الحكومة الاكترونية متناغما مع تلك الصناعة الهامة.
وربما نستقدم اليوم من الكفاءات التي تساعدنا في إنجاح تلك الصناعة، اما الغد الواعد فهو دخول الانسان الآلي عالم الانشاءات وعندها فان عدد الفيز للعمالة البشرية سوف يتضاءل بشكل مذهل، ولكن السؤال الذي يمكن للمقاولين طرحه : هل العمالة الآلية (الانسان الآلي) سوف يدخل ضمن نسبة السعودة أم ان وزارة العمل سوف تعتبر ذلك مخالفة وتطالب بفيز لتلك العمالة؟