هل يصبح التوجيه .. هدية ؟!
بقلم : عماد الحاج

طبيعة الإنسان أنه لا يرى عيوبه .. ويحتاج دائمًا لمن يوجهه وينصحه ويرشده .. من أجل تعديل مساره .. وتطوير نفسه .. وغالبًا ما يأتي التوجيه والتغيير مخالف لبعض الاعتقادات الخاطئة .. والتي قد نظن أنها صحيحة .. لذا علينا أن نتقبل التوجيه .. ونعتبره فرصة للتغيير .. إننا بحاجة لوقفات تساهم في التصحيح .. فتارة ما تكون هذه الوقفات ذاتية .. وتارة ما تأتي هذه الوقفات من الخارج ..
في الحالة الأولى .. يستطيع الإنسان إذا أحس ببعض القصور أو الخطأ أو وقع في فشل طارئ .. أن يحاسب نفسه بأسلوبه وطريقته الخاصة لتعديل المسار والاستفادة من الخطأ .. أما في الحالة الثانية .. نجد أن البعض يسدي لنا النصائح أو يوجه لنا النقد .. بأساليب مختلفة .. وطرق متنوعة .. وبأهداف منها ما هو واضح ومنها ما هو مبطن !!
بعض المدراء اعتاد على أسلوب التوجيه الجارح أو النقد اللاذع أو ذكر الخطأ أمام الجميع .. فيصعب على الموظف تقبله .. وبالتالي عدم سماع هذا التوجيه أو الاستفادة منه .. وأصبح في ذهن الموظف أن كل استدعاء له في مكتب المدير يعني .. توجيه لوم .. أو ذكر عيب .. أو سماع نقد جارح .. فكره الموظف المكتب .. وكره الشخص الموجود فيه !!
وهناك مدراء يوجهون نصائح بأساليب محببة للموظف .. يتعاملون معهم بالتوجيه والتعديل .. بالسر .. بالتلميح الذكي .. بالحكمة .. وبالكلمة الطيبة والابتسامة .. وذكر الإيجابيات قبل السلبيات .. مما يدفع الموظفين لتقبل هذه النصائح .. والرغبة في سماع المزيد في المستقبل .
هنا يأتي الفرق .. بين من يهدف للتصحيح .. ومن يهدف للتحقير .. والموظف في نهاية المطاف يكون صاحب التجربة !!
لذا على المدراء أن يعلموا أن التوجيه يجب أن لا يكون في قالب شخصي أو ضمن هدف مبطن يقصد من وراءه التقليل من كفاءة الآخرين .. أو الإهانة .. أو السيطرة .. أو التعالي .. أو فرض القوة الإدارية بلا مبرر !!
و قديمًا قالوا .. رحم الله امرؤ أهدى إلي عيوبي ..