أولا: مفهوم فريق العمل:
لفريق العمل العديد من التعاريف منها أن فريق العمل "مجموعة من الأفراد يتميزون بوجود مهارات متكاملة فيما بينهم، وأفراد الفريق يجمعهم أهداف مشتركة وغرض واحد، بالإضافة إلى وجود مدخل مشترك للعمل فيما بينهم ". والبعض يعرف فرق العمل بأنها "جماعات يتم إنشاؤها داخل الهيكل التنظيمي لتحقيق هدف أو مهمة محددة تتطلب التنسيق والتفاعل والتكامل بين أعضاء الفريق، ويعتبر أعضاء الفريق مسئولين عن تحقيق هذه الأهداف، كما أن هناك قدرا كبيرا من التمكين للفريق في اتخاذ القرارات ". والفريق في النهاية هو وسيلة لتمكين الأفراد من العمل الجماعي المنسجم كوحدة متجانسة، وغالباً ما يستخدم لفظ الجماعة عندما نتحدث عن ديناميكية الجماعة ولكن عندما يكون الحديث عن التطبيقات العملية فأننا نستخدم لفظ فريق العمل .
وتكون أغلب المجموعات التي (لا تعتبر فرق عمل) مجرد تجمع عدد من الأفراد أو الشخصيات لكل واحد منهم أولوياته الخاصة والتي قد ينظر إليها على أنها أكثر أهمية عنده من الأولويات التي يسعى أغلبية أعضاء المجموعة إلى تحقيقها وعليه يمكن تعريف المجموعة أو الجماعة على أنها" تجميع لعدد معقول من الأفراد يتراوح بين اثنين وخمسة وعشرون فرداً يتوفر بينهم نوع من التلاحم والتناسق في أوجه الأنشطة التي يقومون بها وتبدو مظاهر الانتظام والتصرف في إطار واحد من المبادئ والأهداف المشتركة "، ومن هنا يتضح أن ما يميز فرق العمل عن الجماعة هو أهمية وجود المهارات المتكاملة لدى الفريق نظراً لأنه مكلف بأداء عمل متكامل يتطلب توافر هذه المجموعة من المهارات المختلفة والمتنوعة (عبدالغني، ]ب.ت[: 3-4).
ويعرف فريق العمل أيضاً بأنه "مجموعة من الأفراد ذوي مهام مترابطة ومهارات متعددة يعملون في بيئة محفزة ومناخ مناسب للعمل بروح واحدة ، لديهم إحساس مشترك بالمسئولية تجاه المهام المطلوبة، والتزام تام بالأهداف والقيم السائدة، وإصرار على تحسين نوعية ومستوى القرارات، وتفعيل الاتصالات بين الأعضاء، وتوجه نحو رفع مستوى المهارات لديهم" (القحطاني، 1426هـ : 102).
ثانيا: مفهوم بناء فريق العمل:
لقد تعددت التعاريف التي تناولت مفهوم بناء فريق العمل تبعاً لاختلاف وجهات نظر الكتاب والباحثين، واختلاف الجوانب التي يهتمون بها، والأهداف التي يرمون إلى تحقيقها، مما يدعو إلى التعرف على بعض هذه التعاريف ذات العلاقة ببناء فريق العمل فيعرف (سميثر ورفاقه) مفهوم بناء فريق العمل بأنه إحدى تقنيات التطوير التنظيمي لتمكين لأفراد من التعاون، وتبادل المهارات لإنجاز المهام بصورة فعالة، ويعرفه (ليوبتز وديميوز) بأنه منهج طويل الأجل يوفر البيانات لإتاحة الفرصة لأعضاء الفريق للتعلم التجريبي من خلال اختبار ودراسة الأهداف والهياكل والقيم التنظيمية وديناميكية الجماعة، بهدف زيادة مهاراتهم في إيجاد فريق عمل كفؤ وناجح. كما يعرف ( إيفانز) مفهوم بناء فريق العمل بأنه عملية إزالة المعوقات التي تحول دون العمل الجماعي لأداء المهام بصورة فعالة، والتخطيط لكيفية تطوير الأداء الكلي للفريق، ويعرف ( هيلريجيل) ورفاقه بناء فريق العمل بأنه عملية تغيير يقوم الأعضاء من خلالها بتشخيص كيفية العمل بعضهم مع بعض، والتخطيط للتغيرات التي ستؤدي إلى تحسين كفاءة الأداء.
من خلال العرض السابق لتعريف بناء فريق العمل نستطيع تعريف مفهوم بناء فريق العمل بأنه: إحدى تقنيات التطوير التنظيمي المخططة، التي تقوم على إشراك مجموعة من الأفراد ذوي مهام مترابطة ومهارات متعددة بصورة اختيارية أو إجبارية ضمن فريق عمل طويل أو قصير الأجل، بعدد مناسب من الأعضاء ولديه سلطة بدرجة مناسبة لأداء المهام، ومسؤولية جماعية بينهم، ولديهم ميل للمشاركة والتعاون وخلق جو مفعم بالثقة المتبادلة، وذلك بمساعدة مستشار داخلي أو خارجي فيه تحقيق هدف معين من أهداف المنظمة. (نصير وعبابنة ، 1998: 331-333)
وتعرف عملية بناء فرق العمل بأنها خليط من التغذية العكسية ومدخل الاستشارات الإجرائية الذي يهدف إلى تحسين فاعلية عمل الجماعة الإنتاجي والسلوكي من خلال التركيز على أساليب وإجراءات العمل والعلاقات الشخصية، وتعرف أيضاً على أنها سلسلة من النشاطات المصممة بهدف تحسين أداء الأفراد.
وينظر إلى أنشطة بناء فرق العمل على أنها طريقة للتأثير الإيجابي في العلاقات بين الأفراد بهدف رفع أداؤهم نحو الأفضل وتوحيد جهودهم نحو المهام الموكلة إليهم للوصول إلى أهداف المنظمة بأفضل الطرق والسبل الممكنة.
وتعتبر عملية بناء فرق العمل حدث مخطط له بعناية لمجموعة من الأفراد الذين يرتبطون معاً بنوع من الأهداف داخل المنظمة وذلك بهدف تحسين الطرق والأساليب التي يتم بها أداء العمل.
لذلك فالهدف من الأخذ بالمنهجية الجيدة لبناء فرق العمل تجعل من الجماعة وحدة متماسكة ومتجانسة تمتاز بالفاعلية والتفاعل المثمر بين الأعضاء لتكون في النهاية جماعة مندمجة ملتزمة بالعمل على تحقيق أهداف محددة (عبدالغني، ]ب.ت[ : 4).
مع امنياتي للجميع بالتوفيق .....