[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
الجزء الاول
معركة الافكار
الغارة الجوية تشعل صافرات الانذار
القاذفات الالمانية ستقصف مدينة بريطانية اخرى الليلة
(جامعة كامبريدج - سنة 1940)
اثناء الغارة اهم اثنين من اقتصاديي العصر شاركو في واجبات الحراسة الجوية على سطح كلية كينجز ( احد كليات جامعة كامبريدج)
نبيل انكليزي ومنفي نمساوي, اصدقاء شخصيا, ولكن متنافسين فكريا
"الطريقة التي ما تزال معركة افكارهم تشكل عالمنا ومجتمعنا اليوم تشكل قصتنا اليوم "
جون ماينارد كينز ساعد حكومات الحلفاء في حماية الحرية بالتخطيط لاقتصادهم زمن الحرب
فريدريك فون هايك اعتقد ان تدخل الحكومة في الاقتصاد كان تهديدا للحرية
يقول يارجن - مؤلف الكتاب
" الجدل حول قوى السوق, حيث يكون الاقتصاد قائما على الاسعار المحدد سلفا من قبل الحكومة كانت قلب المعركة الاقتصادية خلال المئة العام الفائتة "
" لعقود افكار جون ماينارد كينز سيطرت على اقتصاديات العالم الغربي "
يقول جو - مؤلف الكتاب
"كينز اعتقد ان اقتصاد السوق سوف يتجه نحو الافراط بالزيادة - وعندما تكون الامور سيئة الاسواق لن تعمل عندها على الحكومة ان تتدخل "
هايك اعتقد ان السوق سيعتني بنفسه في النهاية

يقول يارجن - مؤلف الكتاب
" فقط عندما اصبح هايك كهلا افكاره بدأت بالسيادة والعالم بدأ بالتغير "
في بدايات القرن العشرين هايك وكينز شاهدو بداية عصر العولمة, كل يوم الحياة كانت تتحول في كل مكان
تقنيات جديدة كالتلغراف ( البرقية ) والهاتف احدثت ثورة في الاتصالات
البواخر والسكك الحديدية جعلت العالم مكانا صغيرا
عشرات الملايين هاجرو بدون الحاجة لجوازات سفر
كينز وصف ذلك السوق العالمي حيث تدفقت التجارة بحرية
يقول على لسان كينز
" باستطاعة الساكن في لندن الطلب بالتلفون وهو يشرب الشاي صباحا, المنتجات المتنوعة من كل الارض وتوقع وصولها المبكر الى عتبة بابه, العسكرية و الامبريالية بين الاعراق والثقافات المتنافسة كانت مجرد متعة اضافية في صفات جريدته اليومية , كانت حادثة غير عادية في التطور الاقتصادي للانسان في ذلك العصر الذي انتهى في اب سنة 1914 "
هايك عبر عنها بشكل مختصر
يقول على لسان هايك
"لم ندرك مدى هشاشة حضارتنا"
مقتل الارشدوق النمساوي على يد ارهابي تسبب باندلاع الحرب العالمية, استغرق الامر ثمانين عاما حتى يصبح هناك مرة اخرى اقتصاد عالمي
الحرب العالمية الاولى دمرت 20 مليون حياة
قادت الحرب قارة كاملة الى الدمار
كان هناك دماء ومجازر وسط جمال جبال الالب حيث الجيشين النمساوي والايطالي كانو يتقاتلون
كان فريدريك هايك يخدم في سلاح المدفعية في الجيش النمساوي كان عمره 17 عاما ولايزال طالبا في المدرسة . كان القتال شرسا , واختبر التراجع والهزيمة
يقول على لسان هايك
" كانت الحرب العالمية الاولى فاصلة , حيث جذبت الاهتمام الى مشاكل الكيانات السياسية"

اقسم هايك على العمل من اجل عالم افضل

يقول يارجن - مؤلف الكتاب
"الحرب العالمية الاولى كانت كارثة , الناس كانت مخذولة, وملذوعة , ويتطلعون لعالم افضل. الشيوعية والاشتراكية بدت كانها الوعد بعالم افضل"
سانت بيترزبورغ سنة 1917
بعد اسقاط النظام القديم , الثورة الروسية توجهت نحو تحقيق ذلك العالم الافضل
ملهمة بالنظرية الاقتصادية لكارل ماركس, البلشفية ارادت تحطيم الراسمالية
لينين قائد الثورة, حث عمال العالم على الاتحاد ضد الاقتصاد العالمي
الثورة اعتبرت التجارة والتبادل والملكية الخاصة افعال اجرامية
لينين وعد بانهاء الاستغلال الاقتصادي للانسان بواسطة الانسان
كامبريدج سنة 1918
الرجل الذي كان مقدرا له ان يكون المنافس الفكري لهايك كان شابا لامعا في جامعة كامبريدج ولكن جون ماينارد كينز كان اكثر من ذلك بكثير
كان صديقا للكتاب والفنانين واحدهم رسم احد اللوحات الجدارية له وكان ايضا رمزا مالوفا في مدينة لندن حيث صنع ثروة من سوق الاوراق المالية خسرها كلها ثم اعادها مرة اخرى
بمعرفته بالسياسية وبرئيس الوزراء , كينز امضى الحرب الاولى مستشارا للحكومة البريطانية لتنظيم الاقتصاد زمن الحرب
في نهاية الحرب انضم كينز الى وفد بريطانيا الى مفاوضات السلام في فرنسا
الحلفاء المنتصرون ارادو من المانيا المهزومة دفع تكاليف الحرب عبر ما سمي حينها بالتعويضات
يقول روبرت سكايدليسكي
" كل رجل دولة في فرنسا (حيث المفاوضات ) اراد ان يعصر المال من المانيا المفلسة"
كينز اعتبر التعويضات غير متناسبة مع ما يستطيع اقتصاد تحمله وسيكون لها نتائج مدمرة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا
غاضبا ومشمئزا, كينز استقال وعاد الى انكلترا للعيش مع صديقه الرسام دنكان غرانت
في ذلك الصيف غرانت رسم كينز وهو يكتب كتابه التنبأي ( النتائج الاقتصادية للسلام)
يقول على لسان كينز
" اذا اخذنا اعتبار انه يجب ابقاء المانيا فقيرة وان يكون اطفالها جائعين ومكسوحين, لن يكون هناك مفر من الثار. لاشي يمكن ان يؤجل تلك الحرب الاخيرة التي سوف تدمر الحضارة والتقدم في جيلينا"