يتكون رأس المال الفكري من عدد من المكونات غير المادية هي(1)
1- الأصول البشرية: وهي المعرفة، و المهارات، و الإبداع، و الخبرة. فيتكون رأس المال البشري من مزيج من المهارات و القدرات و المعرفة، بالإضافة إلى الخبرة السابقة، أو المكتسبة من خلال العمل؛
2- الأصول الفكرية: وهي المعلومات، و المذكرات المكتوبة، و الإرشادات و المنشورات. وتتكون الأصول الفكرية بمجرد انتقال المعلومات و المعرفة و الأفكار و البيانات من الأصول البشرية، لتسجل كتابة، وتصبح محددة ومعروفة بوضوح، وعندئذ تتعامل المنظمة مع هذه الأصول الفكرية، بدلا من التعامل مع الأفراد. ومن أمثلة الأصول الفكرية: الخطط، و التصميمات الهندسية، وبرامج الحاسب الآلي؛
3- الملكية الفكرية: هي إجمالي الحقوق التي تحمي استخدام الأفكار و المعلومات التي لها قيمة تجارية. فالملكية الفكرية تعطي لصاحبها حقوق حصرية نتيجة للمعرفة و المعلومات التي خلقها و التي لا يمكن للآخرين لاستعمالها دون إذن.(2) وتعمل المنظمات الرائدة في مجال الصناعة على امتلاك المزيد من الملكية الفكرية، لتحقيق ميزة تنافسية تمكنها من مواجهة المنافسة الشديدة في الأسواق. وتحاول المنظمات تنمية محفظة للملكيات الفكرية بها، وتسويق هذه الملكيات بناءا على التخطيط المسبق لكيفية إدارتها و استغلالها؛
4- الأصول الهيكلية: وهي تشمل الثقافة، و النماذج التنظيمية و العمليات، و الإجراءات و قنوات التوزيع؛
5- رأس مال العلاقات: وهو يعكس طبيعة العلاقات التي تربط المنظمة بعملائها ومورديها ومنافسيها، أو أي طرف آخر يساعد في تطوير وتحويل الفكرة إلى منتج أو خدمة.
فإدارة رأس المال الفكري، يمكن أن ينظر إليها على أنها إستراتيجية النجاح في المستقبل، فمديري الألفية الثالثة مطالبين بفهم كل من المكونات المادية الملموسة، وغير المادية، أو غير الملموسة لرأس المال الفكري، و بتنمية ممارسات إدارية تدعم "حصد المعرفة". و يقابل هؤلاء المديرين تحديا كبيرا لتنمية السلوكيات التي تقدر قيمة رأس المال الفكري، ثم تديره بعد ذلك على أنه أصل.
وبداية لكي تتم إدارة الأصول الفكرية بفعالية من أجل تحقيق ميزة تنافسية للمنظمة، لا بد من إدراك اختلاف قيمة هذه الأصول. فبعض الأصول، تحتاج إلى تنميتها و الاستثمار فيها، وبعضها يحتاج لوقف الاستثمار فيه، أما البعض الأخرى فقد لا يكون ذو قيمة على الإطلاق. ويعني هذا أن إدارة الأصول المعرفية أداة قوية للإدارة.
كذلك فإنه لابد من تنمية برامج إدارية تركز على رأس المال الفكري، لتجميع الإيرادات الناتجة من الوظائف الإدارية. وهذه المجالات من الأعمال مثل: القانونية، و التمويلية، و الموارد البشرية، وأنظمة المعلومات، يجب أن تسعى لإعادة تعريف ذاتها. كمقدمة لخدمة تزيد من القيمة المضافة. و يتمثل التحدي هنا، في إيجاد طريقة لتحقيق ميزة تنافسية من خلال مقدراتها و معرفتها الأساسية.
..................................
(1) راوية حسن، مدخل استراتيجي لتخطيط و تنمية الموارد البشرية،الإسكندرية، الدار الجامعية، 2002، ص ص367-370.

(2) W, CORNISH and D, LIEEWELYN, « What is Intellectual Property? », GOWERS REVIEW OF INTELLECTUAL PROPERTY, December 2006, p 11.