تطبيقاً للمثل العربي لكن بطريقة فتاة سعودية "بيدي لا بيد عمر"، من دون ضربة سيف طبعاً، ذهبت أصابع فتيات سعوديات لكتابة مستقبلهن المهني بضغطة زر وتصوّر ومجموعة ألوان هي المهارات المطلوبة لممارسة عمل تصميم المواقع الإلكترونية والبروشورات الدعائية أيضاً, يعود السبب إلى قلة فرص عمل المرأة وتقلص دورها مهنياً في السعودية وانحصاره في قطاعات التعليم والصحة لاعتبارات اجتماعية.

ولأن هذا العمل (التصميم) لا يتطلب خروجاً ملحاً من المنزل, يبدو وكأنه يتماشى مع رغبات أكثر الأسر في السعودية التي تشهد تضخماً في أعداد الخريجات سنوياً وعدم حصولهن على فرص عملٍ مرضية لطموحاتهن أو لأفكار أسرهن المحافظة.

سارة عبدالعزيز مصممة مواقع سعودية تعمل في هذا المجال منذ اربعة أعوام تقول لـ"العربية نت": "أظن أن أكثرهن تعمل في التصميم لسببين: تنمية مواهبها الخاصة وقضاء وقت فراغها بشكل مفيد"، وتكمل: "الحصول على عمل تجاري يضمن لها دخلاً مادياً هذا هو هدف صديقات كثيرات يفضلن العمل في تصميم المواقع الإلكترونية للتغلب على مشكلة البطالة".

وتضيف الفتاة "بداياتي كانت منذ أربع سنوات لشغفي بالفن بمجمل أنواعه كان تعليمي سهلاً لبساطة برامج التصميم والأهم أنه هوايتي التي أحب أن أمارسها".
عدم الاستقرار المادي أبرز العوائق
سارة تشبه سعوديات كثيرات يعملن الآن على توفير مصدر دخل مرضٍ لهن ولأفكار ورغبات أسرهن قبل الحصول على وظيفة مستقرة، لكن العائق يتمثل في عدم الاستقرار المادي لهذا العمل، كما أن مسألة ضمان الحقوق تبقى مفقودة.

أمل الربيع وهي فتاة سعودية تعمل على تصميم المواقع على الإنترنت، تقول لـ"العربية.نت" إن "من أبرز العوائق عدم الجدية بالطلب والمماطله بتحويل المبلغ, اكتسبت الحلم والصبر على أذواق الزبائن وكانت النتائج مرضية مادياً لكن ليس بشكل دائم".

وتضيف الشابة التي تمتلك موقعاً خاصاً لطلبات التصميم على الإنترنت "أعمل منذ ما يقارب عامين. حتى الآن ردة فعل الأسرة مرضية, لكني بصراحة أطمح أن يكون هذا العمل مجرد مهنة ثانوية مع وجود عمل أساسي غير التصميم".
غياب المعاهد ومنافسة الرجل
ويشكل غياب المعاهد المتخصصة في السعودية للتدريب في هذا المجال وافتقارها للغة المطلوبة في إيصال أهدافها، وضمان عدد أكبر من المقتنعين بمزوالة المهنة
دافعاً لسعوديات وسعوديين جعلوا من بعض مواقع التعلم في الإنترنت فرصة لزيادة التجربة والتعلم والاحتكاك المهني بغرض التطور والانتشار.

نواف العوين، شاب سعودي متخصص في أعمال الغرافيكس يدين للإنترنت بتطور موهبته. ويقول لـ"العربية.نت": "أنا مع أبناء وبنات جيلي ندين للإنترنت بالشيء الكثير. وبالتأكيد لولا الإنترنت لما وجدنا البيئة المناسبة لعرض أعمالنا وتبادل الخبرات والرؤى الفنية". ويضيف "أحرص شخصياً على عرض أعمالي على الجنسين، لكن رؤية الفتاة فيها شي مختلف يغيب عني أحياناً".

ولا يلغي نواف المنافسة بين الفتاة والرجل في هذا المجال ويقول: "أعتقد أن هناك الكثير من الفتيات يمتلكن الموهبة لكن ما ينقصهن هو التكنيك أو المهارات اللازمة في التعامل مع عناصر التصميم. وأظن هذا الشيء ليس صعب المنال في عالم صارت فيه المعلومة على بعد ضغطة زر".

وتغيب الإحصائيات بالنسبة لأعداد العاملين من الفتيات والشباب الذين فضلوا ممارسة التصميم إما لعدم وجود أعمال أخرى أو للمساعدة في التغلب على المشاكل المادية
عدا عن أولئك الذين آمنوا في هذا العمل ووجدوا أنه ببساطة يمثل لهم المهنة التي يحبونها ويسعون معها دائماً لتطوير اعمالهم والانتشار في عالم أصبح فيه الإنترنت خبزاً افتراضياً للحياة اليومية.