الموضوع: إعط نفسك أهميتها
إعط نفسك أهميتها
سألت يومًا رئيسي إن كان يتوقع أن مكروهًا سوف يقع، فأجابني: لست بأقل مني قدرة على الحدس والتخمين!
تلك الإجابة جعلتني أرى بجلاء ما لم أكن أُدركه من قبل، ذلك أنني كنت أثقُ بآراء الناس وأحكامهم، في الوقت الذي كان يتوجبُ عليّ فيه أن أثق بآرائي وأحكامي الخاصة!
لقد عرفتُ فيما بعد، أن مثل هذا الاتجاه إلى الثقة بغيري أكثر من ثقتي بنفسي، لم يُضعف شخصيتي سنين عديدة فحسب، بل قادني إلى اتخاذ قرارات خاطئة! فحينما أقتفي أثر ما يقترحه الآخرون، كنت حتمًا أخطو خطوة غير حكيمة، وحينما استرشد بآرائي الصادقة، أجد أن كل شيء يسير على ما يرام!
لقد لاحظت لدى الكثيرين مثل هذا الميل إلى الثقة العمياء بغيرهم أكثر مما يثقون بأنفسهم!
كان لي صديق يبدو عليه هذا الضعف واضحًا، ليس في أقواله فحسب، بل في تصرفاته وأعماله كذلك، فإذا ما تحدث وجدته يردد ما قاله غيره أكثر مما يتحدث بما يوحي به إليه عقله، وعندما يُقدم على أمر تجده يتصرف حسبما أشار به إليه غيره، بدلاً من الاستنارة بعقله ورأيه. وهناك كثيرون على هذه الشاكلة، ممن يعتمدون (بلا مناقشة) على ما يقوله زوج أو ما تقوله زوجة، أو ما يشير به صديق أو مخدوم، أو ما ينصح به طبيب!
ولكن مما لاشك فيه أنه مهما اجتهد هؤلاء في نُصحهم ومشورتهم، فإن الواحد منا أدرى بمصلحته من غيره، فإذا ما قال وعمل بهدي من معتقده وشعوره كانت النتيجة بالنسبة إليه حسنة في أغلب الحالات.
كتب المؤلف: «رالف والدو إمرسن Ralph w.Emurson» يقول: «على المرء أن يرقب ذلك النور الذي يسطع في ذهنه من حين لآخر، أكثر مما يرقب وميض البرق في أفق الشعراء والحكماء. إن عليه ألا يطرح جانبًا دون تروٍ، فكرته، لا لسبب، إلا لكونها تخصه. إننا نتبين من خلال عمل كل عبقري أفكارنا الخاصة التي كنا نبذناها، فإذا ما عادت إلينا مرة أخرى منهم، نظرنا إليها بشيء من الإعجاب والإكبار!».
ويستطرد «إمرسن» قائلاً: «ينبغي لنا أن نعتز برأينا الخاص، لاسيما إذا كان يتعارض مع اعتقاد أي إنسان آخر، وإلا فسيأتي أحدهم غدًا ليُعلن بشعور غامر بالثقة ما كان يجول في خواطرنا مثله زمنًا طويلاً، وحينذاك نكون مجبرين على أن نأخذ آراءنا الخاصة بخجل من الآخرين!».
أما الفيلسوف «جون ستيوارت مل John Stuart Mil» ذائع الصيت، والذي كتب المقدمة الشهيرة عن «الحرية» فهو أيضًا يؤكد أهمية اتباع المرء رأيه المستقل، بل يذهب «مل» إلى مرحلة أبعد حينما يُشدد على ضرورة التعبير عن هذا الرأي، إذ إن في مقدور أي منا أن يُقدم شيئًا نافعًا لهذا العالم الذي نعيش فيه، فإذا لم نُسهم في تقدمه بآرائنا وأفكارنا، أصيب المجتمع بخسارة جسيمة.
قد تقول إن رأيك قليل الأهمية مقارنة بآراء أولئك الذين يفوقونك ذكاءً ومعرفة، يُجيبك «مِل» بقوله: «إن من يعتبر نفسه، أو يعتبره الآخرون أقل إمكانية للمساهمة بنصيب ذي قيمة قد يُبرهن في النهاية على أنه الشخص الذي بمقدوره أن يتقدم بالكثير».
وهذا ما حدث لـ«غاليليو»، فقد اعتقد الجميع أنه كان مخطئًا تمامًا عندما أعلن أن الكون يدور حول الشمس، وقد ثبت الآن أن ما ذهب إليه هو الوحيد الذي صار ذا قيمة!
وهكذا، فمتى ما أحسست بالخشية من المجاهرة برأيك الخاص تذكر هذا، وثق بأنك ترتكب ظلمًا جسيمًا لك وللآخرين عندما تظل ساكتًا.
فكر أيضًا فيما قاله الدكتور «صاموئيل جونسون Jahnson»: «لكل إنسان الحق في أن يقول ما يعتقد أنه الصواب، ومن حق أي شخص أن يُلقيه أرضًا بسببه!».
إن من غير المحتمل أبدًا أن يُلقيك أحد أرضًا بسبب ما تقول، ولكن النقطة المهمة في عبارة الدكتور «جونسون»، هي أن من حقك أن تُعبر عن رأيك، كما أن من حق أي إنسان آخر أن يختلف معك فيه. وهكذا فعندما تُعبر عما تعتقد فلن تتجاوز حقًا من حقوقك، وليس هنالك ما تخشاه. وحالما تثق بنفسك، وتُعبر عما يبدو لك أنه الصواب، ستجد أن الآخرين يكُنون لك أعظم التقدير بدلاً من رغبتهم في إلقائك أرضًا!
إن السبيل إلى اكتسابك الثقة بنفسك والإيمان برأيك هو ألا تحاول أن تُفكر وتتكلم وتتصرف لكي تُرضي هذا أو ذاك أو ذلك، فبدلاً من التفكير في إرضاء الناس، ينبغي أن تُرضي مبادئك. فإن أنت عملت بهذا فسوف تجد أن ثقة الآخرين بك قد قويت وعمقت، لأنهم صاروا يُحسون بثقتك وإيمانك بما تقول. وعندما تستطيع أن تثق برأيك، يتسنى لك أن تبدأ بتنمية قواك النقادة الفاحصة. مثال ذلك: إذا قرأت كتابًا فلا تُسلّم بصحة كل ما يقوله المؤلف، بل انظر إليه من خلال فكرك الثاقب. قُل لنفسك: «كيف يُمكنني أن آتي بأحسن من هذا؟» فإذا حاولت إيجاد الجواب الصادق على هذا السؤال فسوف تعجب للآراء المدهشة المفيدة التي ستخطر على بالك.
يقول البروفيسور «آرثر دبليو كورنهاوزر Prof. Arthur W. Cornhauser»: في كُتيبه الموسوم «كيف ندرس؟»: «فكر بطريقة نقادة فاحصة عندما تقرأ.. سجل انطباعاتك الشخصية.. اقرأ ما بين السطور، فمن الخطأ الاعتقاد بأن كل شيء صحيح لمجرد كونه مذكورًا في كتاب». ومن خلال إمعانك النظر فيما تقرأ، سل نفسك أسئلة كهذه: «هل أن الكاتب يسرد الحقائق بدقة؟ هل هو يُفرق بين الحقائق والآراء؟ هل أن آراءه تنطبق تمامًا على مبادئه؟ هل تتفق أفكاره مع آرائك الذاتية؟» فمن إجابتك على هذه الأسئلة، يمكنك أن تعرف جيدًا وجهة نظرك، سواء جاءت متفقة مع وجهة نظر المؤلف أم لا.
لذا فعندما تقرأ ما كتبه شخص ما، اصغ لما سوف يقوله الآخرون، ولاحظ كيف يتصرفون نحوه، ولكن احتفظ دائمًا بعقلك في حالة متيقظة فاحصة، فذلك خيرُ من التقليد. لا تدع آراء الآخرين تطمس آراءك الخاصة بك، بل استعن بها في تقوية مواهبك وتنميتها ليكون أفق تفكيرك أرحب، ومعلوماتك أغزر مما كانت عليه من قبل! يقول: «إمرسن»: «أعط نفسك أهميتها.. لا تُقلد.. إن أثمن هدية تستطيع تقديمها في كل لحظة هي إسهامك في إصلاح وتحسين التراث المتراكم لهذه الحياة، أما أن تكون موهبتك على حساب الآخرين بترديدك ما يقولون، فهي موهبة مبتورة ومُرتجلة».
في الكلمات الثلاث المذكورة آنفًا: «أعط نفسك أهميتها» يتضح الطريق لا من أجل أن تكون نسيجًا وحدك فحسب، بل لتصبح في عداد العظماء والنابغين!
إن هذا السبيل مفتوح أمامك، كما كان مفتوحًا أمام أولئك الرجال أمثال: «شكسبير، نيوتن، ملتون..» وآخرين غيرهم. فَلِم لا تسير عليه، وتكتشف الثمار اليانعة التي سينتهي بك إليها؟!
المصدر: فيليس دبليو. يونك ترجمة: أحمد عثمان البسام - الرياض
تمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة إحدى القطاعات الاقتصادية التي تستحوذ على اهتمام كبير من قبل دول العالم كافة والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، والباحثين في ظل التغيرات والتحولات الاقتصادية... (مشاركات: 14)
المقدمة
يقوم الأنسان في حياته اليومية بأنماط عديدة من السلوك, مثل الطالب الذي يرغب في النجاح أو التفوق أو الحصول على مركز اجتماعي معين يسعى جاهداً نحو تحقيق هذه الرغبة ولا يرتاح له بال حتى... (مشاركات: 1)
: مفهوم الترقية .
الترقية هي إتاحة الفرصة للموظف للحصول على مزايا مادية أو بشغله لوظيفة أخرى ذات مستوى أعلى و مسؤولية أو سلطة و تعتبر حق من حقوق الموظف ، و قد عرفها المشرع الجزائري على أنها... (مشاركات: 9)
إن الإنسان يتشكل من مجموعة من العواطف والمشاعر، لذا فهو بحاجة إلى مرونة كاملة في التعامل معه، ولنا في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة في كل نواحي الحياة على وجه الخصوص في قيادة... (مشاركات: 0)
في هذا البرنامج يتعرف المشاركون على الطرق الحديثة في التخلص من النفايات الصلبة بأنواعها المنزلية والصناعية وإعادة تدويرها وكيفية الاستفادة من النفايات الصلبة وتجهيز المطامر الصحية للحصول على الغاز الطبيعي وكذلك مادة التورب المفيدة في الزراعة.
تهتم هذه الجلسات بتأهيل الاباء والامهات والمربين تأهيلا علمياً على التربية الصحيحة للابناء. وذلك من خلال تقديم وعرض الطرق والمفاهيم العلمية والمواقف التربوية.
برنامج يتناول موضوع التشريعات والقوانين الرياضية والنظم القانونية للرياضة والحامية الدستوية للحق في الرياضة وهرمية التشريعات الرياضية والتشريعات الرياضية العربية و لوائح النظم الاساسية والجمعيات العمومية وغير العمومية بالمؤسسات الرياضية و تسوية المنازعات والتحكيم فى المجال الرياضى و دراسة مقارنة بين القانون المصرى والفرنسى فى تسوية المنازعات فى المجال الرياضى
كورس تدريبي يعد الأول من نوعه في الوطن العربي، حيث يهدف الكورس الى تأهيل المشارك فيه على فهم المفاهيم العامة عن علم النفس الرياضي، واستيعاب القلق وأثره على الشخص الرياضي، كذلك التعرف على مبادئ ومفهوم التدريب العقلي، والاسترخاء ومتى يمكن للرياضي استخدامه، كذلك اكساب المشارك الاساليب والتقنيات الخاصة بالثقة بالنفس وكيفية نقلها للشخصية الرياضية، والتعرف أكثر على التركيز واهميته للرياضيين، مع ادراك اهمية واسس التصور العقلي للشخصية الرياضية، بما يؤهلك في النهاية للعمل كأخصائي نفسي رياضي، بحيث تكون قادرا تماما على القيام بهذا الدور بشكل احترافي.
أول كورس تدريبي موجه لتأهيل كبير الطهاة المحترف حيث ينمي في المشاركين الجوانب النظرية عن المطبخ الحديث ومفهومه واقسامه وطرق الطهي الاساسية، ومن ثم يتطرق الى كل التفاصيل الخاصة بادارة هذا المطبخ من حيث الهيكل التنظيمي والمهام والمسئوليات الوظيفية للعاملين فيه، كذلك الزي الرسمي ونظم السلامة والجودة والاشتراطات الانشائية للمطابخ الحديثة وتصميمات وتخطيطات تلك المطابخ، وكيفية ادارة الوقت والحركة داخل المطبخ، ثم يركز البرنامج على قوائم الطعام واجراءات النظافة واساليب الطهي الشهيرة من لحوم واسماك وسلاطات وشوربة وحلويات وحلوى ووجبات خفيفة وغيرها من الاطباق التي يجب ان يعرفها كل شيف محترف.