ان الاهتمام بالموارد البشرية واعدادها وتنميتها والسعى الى تطويرها باستمرار يعكس وعى الحكومة او المنظمة القائمة على مثل هذه البرامج باهمية هذه البرامج والتى تعد اساس لكل عمل وبداية لكل نهضة وسر نجاح كل خطة .
ولكى نعد نهضة بشرية حقيقية للدولة ككل لابد من وضع خطط أستراتيجية فى جميع المجالات تعمل معا من اجل هذا الهدف النبيل ,خطط فى مجال التعليم والتدريب والتطوير ,خطط فى مجال الصحة ,مجال التربية ,مجال الاقتصاد وتنمية الموارد لمجاراة هذه الخطط وتوفير مصدر تمويل لها,غير ان الاهم من ذلك كله هو الارادة الحقيقية للتطوير والتنمية والتغيير فمجرد خطط مكتوبة بدون نية حقيقية لتنفيذها باحسن صورة لايعنى شى ,لا بل قد يعنى الاحباط والملل وتعود الفشل والركون اليه .
فكما حدث فى ليبيا طيلة 42 عام كررت الدولة شعارات عديدة تعكس الاهتمام والوعى بالموارد الشرية وانشاء جمعيات متخصصة لذلك ,لكن ظل كل ذلك على الورق واصبحت هذه المراكز والجمعيات بؤرة لنهب مال الشعب والتبارى فى الاختلاس ,وبقت كل الخطط حبر على ورق ,وصار العديد من الشباب يقارنون ليبيا ببعض الدول العربية التى حققت نمو كبيرا فى شتى المجالات من خلال اتباع خطط تنموية حقيقية سيرت البلاد من حسن الى احسن ,وبالمقارنة بالموارد الاقتصادية التى توفر التمويل الحقيقى لكل نهضة كانت الموارد الاقتصادية والمالية لليبيا اضعاف ما كانت عليه موارد تلك الدول والتى تضاعفت خلال السنوات العشرين الماضية من خلال السعى الحقيقى للاصلاح والتنمية والتطوير .
فنصيحتى لكل من يسعى الى اعداد خطة للتنمية والاصلاح ان يتاكد من وجود نية حقيقية لذلك والا فلا يتعب نفسه والاخرين برسم خطط طويلة عريضة تاخذ من الجهد والوقت ماتاخذ وتضل طيلة السنوات حبيسة الادراج .
ودمتم بسلام
أ.عوض مبروك –ليبيا