كثر القول أن الشركات الصاعدة الصغيرة لا تستطيع أن تجابه الشركات الكبيرة و الضخمة بحيث أن الأخيرة تملك موارد أكبر مالية و بشرية و غيرها تمكنها من سحق الشركات الصغيرة الصاعدة.
وهذا الكلام ينقصه الدقة، فهناك العديد من الإستراتيجيات و التكتيكات التي يمكن إستخدامها لكي تتغلب الشركة الصاعدة الصغيرة على منافسين عمالقة.
وكما أن الصغير يمكنه هزيمة الكبير في الحرب ( فيتنام والعراق مثال على ذلك) وكذلك الصغير في مجال الأعمال و التجارة يمكنه التفوق على الكبير أيضا.
وهذه هي عدد من التلميحات التي تمكن الشركات الصغيرة الصاعدة من إستخدام مكامن القوة فيها مثل المرونة لصالحها.
السرعة:
منافسيك لديهم آلاف الموظفين، و يجب عليهم أن يحققوا التوقعات المالية لحملة الأسهم و كذلك إدارة أجهزة غير مرتبطة ببعض أتت من خلال إستحواذهم على شركات أخرى. وهم يراقبون المنافسة في كل مكان. و لكن بسبب ضخاماتهم و بيروقراطية إدارتهم، فهم يسيروا بنسق بطيئ.

ما عليك أن تهتم به هو بناء منتج أو خدمة تجلب دخلا. و أن تستخدم عامل السرعة كسلاح لمجابهة منافسيك الكبار
و لتكون سريعا بينما أن تنموا و لتبقى مرن، عليك أن توظف أناس رائعين. وعليك أن تعتمد أكثر من معيار لتوظيف الموظفين.
فرغم أهمية الخبرة، فهذا العامل لا يجب أن يكون الوحيدو الأهم عند إختيار الموظفين. بل عوامل الشخص نفسه من (الشخصية و الحماسة)، ثم المهارات و من ثم الخبرة.
فمرة قال بيل جيتس أن أحد أسباب نجاحه هو الأشخاص الرائعين الذين وظفهم.
و في الحرب مثلا، أهم عامل في نجاح المعركة أو العملية العسكرية، هو حماسة و شخصية جنودك فإن كانت المعنويات منخفضة وحتى إن كانت الخبرة كبيرة، فالهزيمة أو فشل العملية هو أمر محتم.

في العادة توظف الشركات الكبيرة بناء على الخبرة، فإذا إتبعت نفس المنهج وهو الخبرة في التوظيف، فالكثير من القضايا قد تضفوا إلى السطح: مثل أخلاقيات العمل مثل “الأسبقية” وهذا قد يترتب عليه أرتفاع نسبة ترك الموظفين للشركة، وهذا يعني خسارة جهد و إضاعة وقت ثمين يبدأ من ترك الموظفين، إلى إيجاد غيرهم إلا جهد مهدور في عملية إعادة موائمة للموظفين الجدد.
فعليك أن نوظف موظفين أكفاء يتمعون بشخصية مناسبة وحماسة عالية، و عليك أن تمكنهم و تحمسهم و تقوي معنوياتهم لإخذوا مسار المعركة، وبالتالي يسيروا بسرعة حسب حاجتك لإنهاء العمل المطلوب.
فهم لن تعوقهم البيروقراطية من ملاحظات و طبقات فوف طبقات من موافقات إدارية و التي يعاني منها منافسيك و الذين يسيرون ببطئ.

هنا يكون فيرقك يوجه الضربات على المنافسين من جهات لم يتوقعوها بينماهم بطيئين في الصد.
القوة:
تكمن قوتك في العلامة التجارية لشركتك و كيفية تبثيتها في عقول المستهلكين في سوققك.
منافسيك الكبار لديهم عدد كبير من المنتجات و أحد أسباب تعدد المنتجات هو للمحافظة على كبر الشركة. أنت عليك أن تختار منتج أو خدمة واحدة و تركز عليها وتعطيها كل طاقتك وتقوم بتطوير ميزات تنافسية أقوى من منافسيك، و تسطيع هيزمتهم من خلال التركيز كشف عيوبهم في منتج ما منافس لك.

القدرة على التحمل:
من الممكن أن يكون لمنافسيك الكبار ميزانية تسويق أسبوعية تفوق ميزانيتك السنوية. لكنهم ينفقوا على الإعلان في مجالات لا يجب أن تكون فيها.
و كشركة صغيرة أنت لا تسطيع أن تنفق إعلانات حتى تعلم كل شخص أن مجال عملك مطلوب و مهم، بينما منافسيك يقوموا بذلك. فدعهم.
إنفق النقود التسويقة في توضيح الإختلاف لما تقدمه للمشترين الذين أنفق منافسيك إعلانات عليهم لتعليمهم. و لهذا العمل مفعول قوي على مصاريف الإستحواذ على الزبائن، حيث أن قوة فريقك مركزة على حملات محددة و فريق بيعك منشغل مع زبائن متعلمين عنك.
فبينما يقوم منافسيك بإهدار جهد تسويقي كبير أن تقوم بصرف ميزانيتك التسويقية ببطئ و يكون لديك الطاقة للمزيد. وهذه هي القدرة على التحمل.

خلاصة القول أن من الإستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لمواجهة الشركات الكبرى هي: السرعة من خلال مهارات موظفين تسطيع أن تبدع بسرعة، و تمركز قوي في السوق ( قوة) و تكلفة منخفضة للإستحواذ على الزبائن( تحمل).
و بعد، نتمنى أن تكونا أن إستفدتم من هذه التدوينة، و إذا كان عندكم إقتراح لإستراتيجية أو تكتيك يساعد الشركات الصغيرة في مواجهة الكبار يمكنكم مشاركتها الجميع من خلال ترك تعليق.