بسم الله الرحمن الرحيم

هناك قوى رباعية حتى تقود سفينتك لا بد من إتقانها لتكون قائداً ماهراً:

أولها: الانتقال من دائرة الاهتمام إلى دائرة النفوذ:
كل منا يملك دائرتين، دائرة اهتمام مثل: الأسرة، العمل، المال، الصحة، البيئة....إلى غير ذلك، ودائرة نفوذ.

دائرة الاهتمام: هي الدائرة التي تهتم بها وتربطك بها صلة.

دائرة النفوذ: هي الأمور التي تستطيع أن تعمل شيئاً تجاهها.

ولكي تكون قائداً عليك أن تنتقل من دائرة الاهتمام إلى دائرة النفوذ وهي أمور تستطيع فعلها والعمل على توسعتها.

معظم الخاملين والنائمين يملكون صفة التذمر، والتضخيم... وأفعال ثمن، أما القواد فيملكون أفعال إثبات الذات.

عندما تشعر بأن المشكلة موجودة في خارجك، فهذا الشعور هو المشكلة.

ثانيها: قوموا:
ابدأ من نفسك، فأنت لا تملك الآخرين، ابدأ من داخلك، كل منا يملك سفينته، تخلص من شعورك بعدم الاستطاعة وابدأ فأنت قادر، وتذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابة:"قوموا فانحروا ثم احلقوا"في صلح الحديبية، فلم يقم منهم أحد، فأشارت أم سلمة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يبدأ هو، فقام - صلى الله عليه وسلم - وبدأ، فلما رأى الناس ذلك قاموا حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً، إن كل الناس يعرفون ما يفعلون، ولكن قلة منهم يفعلون ما يعرفون، فالمعرفة المجردة لا تكفي، لذا يجب عليك أن تبدأ العمل.

ثالثها: أدومه وإن قل:
مبدأ قطع الوعود الصغيرة، مهما كانت تافهة، ومهما كانت قليلة فهي من صميم دائرة تأثيرنا، فأي التزام نتعهد به لأنفسنا أو للآخرين فإنه هو جوهر القيادة لسفينتنا، عندها سنشعر بنوع من الحرية في داخلنا، وتماسك يعطينا القدرة على قيادة سفينتنا والسيطرة عليها.

رابعها: اختبار الإحدى والعشرين يوماً:
أنا أتحداك أن تجرب القيادة لسفينتك لمدة إحدى وعشرين يوماً فأنت في القرن الحادي والعشرين، جربها ببساطة، وانظر ما الذي سيحدث؟ ركز لمدة إحدى وعشرين يوماً على لغة قواد السفينة، وحاول أن تلتزم، كن مرشداً ولا تكن حكماً، كن قدوة وليس ناقداً، كن جزءً من الحل وليس جزءً من المشكلة، جرب ذلك في دائرة اهتمامك، لا تظهر ضعف الآخرين، وحينما تقترف خطأ ما اعترف به، وصححه وتعلّم منه فوراً، لا تدخل باب اللوم والاتهامات، ابدأ من نفسك أنظر إلى ضعف الآخرين بتعاطف وليس باتهام فالموضوع ليس ما لم يفعلوه، أو ما يجب أن يفعلوه، فالموضوع هو أنت، فإذا فكرت أن المشكلة في الخارج فتوقف عند ذلك فطريقة التفكير هذه هي المشكلة.

إن محاولة تعليم القيادة للآخرين دونما معرفة منك، إنما يؤدي إلى جهود طائلة لا قيمة لها، ومضاعفة للأسى الذي نعانيه.

إن سفينتك لك، فأمّر نفسك، فأنت تملكها، وهي بانتظارك لتقود العالم نحو صناعة النجاح.

فسفينة الأمس لا زالت بجدتها
سبحان من صاغها للناس سبحانا

_____________________________________
المراجع د. طارق سويدان، أ. فيصل باشراحيل، صناعة النجاح، ص 104-106