إن الشركات التي تستخدم تصاميم مفتوحة للمكاتب، وتعتمد على استراتيجيات العمل من المنزل لاتحقق فقط زيادة في استغلال المساحات الموجودة لديها، وتزيد من معدلات الارتباط الوظيفي، ومعدلات استبقاء الموظفين، ولكنها تقلل أيضا من سوء سلوكيات الموظفين وهذا وفقا للدراسة التي أجرتها Ethisphere Institute و Jones Lang LaSalle.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن استراتيجيات أماكن العمل المفتوحة أصبحت تتزايد بشكل كبير بين المؤسسات التي تسعى لتحسين الثقافة المؤسسية، والمعنويات والإنتاجية في نفس الوقت الذي تقلص فيه التكاليف والتأثيرات البيئية المرتبطة بتزايد مساحات العقارات.

وذكرت الدراسة أنه في ظل مناخ الأعمال المتغير بشكل سريع، و مع تنوع قوى العمل، والمخترعات التكنولوجية المتطورة بشكل مستمر، والمنافسة الشديدة، فإن المؤسسات تحتاج لأن تفكر بشكل استراتيجي حول نوع البيئة التي تدعم موظفيها بالشكل الأمثل، وتسمح لهم بأن يقدموا أفضل ما لديهم، بطريقة تحافظ على نزاهة الثقافة، والأخلاقيات الخاصة بالمؤسسة.

وأكدت الدراسة على أن الغالبية العظمى من الشركات التي اشتركت بالدراسة 81%، تعتقد أن المكاتب المفتوحة، والتي تجعل الموظفين يرون بعضهم البعض توفر بشكل عام سلوك أخلاقي معدل، وهذا عند مقارنته بالمكاتب الفردية. كما أن 68% من الشركات المشتركة بالدراسة تسمح لموظفيها بأن يعملوا من منازلهم بشكل منتظم، ومن بين النسبة السابقة كان هناك 89% أشاروا إلى أنهم لم يواجهوا أي انتهاكات للأخلاقيات خلال العامين الماضيين بين الموظفين الذين يعملون من منازلهم.

وأوضحت الدراسة أن بيئات العمل المفتوحة أصبحت هي العرف الجديد، وهذا مع اتجاه غالبية الشركات -60%- للمحافظة على بيئة عمل مكونة أساسا من مكاتب مفتوحة، عوضا عن بيئات عمل مغلقة.

كما وجدت الدراسة أن مميزات المكاتب المفتوحة قد تقلل من سوء سلوكيات الموظفين. فهناك 64% من الشركات التي تستغل أماكن العمل المفتوحة لم تواجه أي انتهاكات أخلاقية خلال العامين الماضيين. فالغالبية العظمى يشيرون إلى أن خاصية المكاتب المفتوحة تزيد من احتمالية اتباع السياسات والإجراءات الخاصة بالأعمال بشكل دقيق.

هذا بالإضافة إلى 81% من المشتركين بالدراسة يشيرون إلى أنهم يعتقدون أن خطط المكاتب المفتوحة والتي تسمح للموظفين برؤية بعضهم البعض تقوم بشكل عام بتحسين السلوكيات، وهذا بالمقارنة بالمكاتب المغلقة. كما لوحظ أيضا وجود تقلص في اللغة المهينة، وتزايد الاحترام والأدب، ومراعاة شعور الزملاء، وانفتاحا أكبر من ناحية تبادل المعلومات، وشفافية أكبر، وهذا كله ناتج عن تبني أسلوب المكاتب المفتوحة.