" المدير ... ودورة
في استخدام السلطة "

إن أي شخص تتاح له فرصة أن يتربع على قمة الهرم في أي جهاز حكومي عليه أن يدرك عظم المسؤولية وأمانة حمل الرسالة وأنه مؤتمن على وظيفة عامة خاصة إذا كان الجهاز الحكومي له علاقة مباشرة بمصالح الناس وهذه السلطة التي اكتسبها هي سلطة رسمية والتي حصل عليها من خلال عمله وما أعطي من صلاحيات محددة من قبل صاحب الصلاحية وليست سلطه شخصية يستمدها من ذاته ومن الصفات التي يتميز بها .كم هو جميل أن يستخدم السلطة الممنوحة له بموجب النظام في إدارة شئون جهازه الإداري فيخلق نوع من التفاعل الإيجابي بين منسوبي الجهاز وتوطيد عرى العلاقات بينهم وتحقيق أهداف الجهاز ورفع مستوى الانجاز فيه وفي النهاية يكون هناك مزيد من الانتماء له بحيث يعتبر الواحد منهم أن الجهاز منزله الثاني، وإذ شعر المسؤول بأن هناك خلافاً حدث بين فئة من الموظفين يسارع إلى حلها في جو أسري بدلاً من تصعيدها وإتباع سياسة فرق تسد في هذا الجهاز ولا يكون ذلك الا من خلال سلوك القائد المحنك واستخدام سلطته الرسمية في رأب الصدع وشحذ الهمم نحو تجاوز الخلافات والسعي نحو تحقيق المصلحة العامة ويتطلب ذلك إنتهاج القائد عدة عوامل منها :-· النظرة الايجابية للجهاز والبعد عن المصالح الشخصية وتقريب فئة دون أخرى وأن العمل والسلطة الممنوحة له يعتبرها تكليفاً وليس تشريفاً .· البعد عن نظرية التملك للجهاز وأن هذا الجهاز أحد أملاكه الخاصة وبالتالي معاملة من حوله بأنهم أجيرين له دون مراعاة للاعتبارات الاخلاقية والشخصية والدوافع والرغبات لدى الاشخاص وغيرها .· البعد عن مبدأ الرأي الواحد ومصادرة آراء الآخرين "النظرية الفرعونية ما أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا طريق الرشاد" .· احترام الآخرين وعدم السماع من طرف دون آخر بل جعل جميع من يتعامل معهم سواسية وأخذ الآراء جميعاً وتقييم هذه الآراء واختيار الرأي الذي يجمع عليه الجميع والذي يحقق أهداف المنظمة .· الاعتماد على القرار الرشيد وهو الموضوعيه في جميع القرارات وأتباع المنهج العلمي من تحديد وتعريف المشكلة وجميع المعلومات وتحليلها وإيجاد البدائل وتقييمها واختيار البديل المناسب لحل المشكلة .· التروي وعدم العجله في اتخاذ القرار والتأني فيه ولو لعدة أيام وإذا أتخذ القرار فلا يصدره في نفس اللحظة وعليه تركه لليوم التالي أو الذي بعده فسوف يعدل هذا القرار لأن الانفعال في أتخاذ القرار والمعلومات التي بني عليها أو الغضب وقت أتخاذ القرار كلها عوامل تؤثر في عملية القرار وإذا راجعه لربما عدل فيه تعديلات جوهرية ولربما الغاه نهائياً .· الاهتمام بالعنصر البشري باعتباره الركيزة الأساسية في الجهاز ومحور التنمية وذلك من خلال التدريب وأخذ الآراء والاهتمام الشخصي بالموظف ومعرفه دوافعهم وحاجاتهم وأحياناً بعض المنظمات تهتم بالظروف الاجتماعية لكل موظف والمساهمة في حلها لما يعود بالفائدة على الموظف والعمل على حدٍ سواء .أتمنى من كل مسؤول أن يراعي الاعتبارات السابقة وأن يحرص على الأخذ بها لأن القيادة لها عوامل متعددة تساهم في نجاحها ولا يعتمد على أنكاره الشخصية بمفردة والاعتداد دائماً برأيه فمقولة الامام الشافعي خير دليل "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" والله سبحانه وتعالى يقول (وشاورهم في الأمر) وفي آية أخرى (وأمرهم شورى بينهم) . والله من وراء القصد .
مشعان الشاطري