تحية طيبة لكل الاصدقاء
بداية احب ان اهنئكم بهذا الموقع الرائع الذي اكتشفته بمحض الصدفة وانا اجري بحثا على موقع جوجل
وهذه اولى مشاركاتي بعد ان قرأت الكثيرمن المواضيع الرائعة التي قدمتموها والتي استفدت من الكثير منها
حقيقة ربما الموضوع الذي سأكتبه اليوم يبعث على الاحباط نوعا
ولكنه بالتأكيد يحمل الحقيقة المجردة لوضع الكثير جدا من الشركات في بلادنا العربية
ان اهم ما تتميز به الشركات في عالمنا العربي هو المركزية الادارية
وهي ميزة مدمرة تماما
واصل المشكلة هو اصرار صاحب المال على ادارة شركاته بنظرية انا وانا فقط
حتى لو كنت لا افقه حرفا في فن الادارة !!
نعم هو صاحب المال وله مطلق الحرية في التصرف بماله
ولكن اليس هنالك ما يدعى بمجلس ادارة ؟؟؟
الا يفترض ان يكون احدهم على الاقل شخص دارس لعلم الادارة ؟؟
نعم هذا ما يفترض
لكن كل المشكلة ان الجميع لا يضع لنظرية (الادارة علم) اي وزن !!
ومن قال ان الادارة تحتاج الى دراسة وعقلية متطورة ؟؟
هات اي شخص من الشارع واعطه راتبا مخيفا واجعله مديرا !!
المهم في النهاية ان لا يخالف رأي او هوى صاحب المال (الدير العام) !!!
الادارة في عالمنا العربي تعني : ان تكون انت صاحب المال الآمر الناهي وكل امور الشركة تمشي حسب هواك !!
فان صحوت في الصباح رائق البال وكانت مشاكل الشركة هي الجحيم ذاته عمّ الخير على الجميع !!
وان صحوت متعكرا لاي سبب ولم يكن هناك الا الحد الادنى جدا من المشاكل الروتينية اسكنت الجميع في الجحيم !!
هذه باختصار مشكلة الادارة بشكل عام في شركات عالمنا العربي
واكتب هذا الكلام بعد تجارب عديدة في عدة شركات نشاطاتها مختلفة
مجلس الادارة وجميع مدراء الاقسام هم مجرد عبيد يجب عليهم تنفيذ ما يمليه عليهم سيدهم صاحب المال
هكذا بكل بساطة يتحول الشخص الذي يحمل شهادة في علم الادارة الى شخص لا يحمل اي قيمة علمية !!!
بل انه يتهاوى تماما امام اي مندوب مبيعات مبتدئ !!
ما زلنا يا اصدقائي نحبو في مجال العلوم الادارية
وما زلنا نزداد جهلا بما تحمل كلمة (ادارة) من معاني
لو لم تكن الادارة هي من اهم العلوم اذا لماذا رواتب المدراء هي الاعلى غالبا ؟؟؟
الى متى سيظل صاحب المال هو المتحكم (عن جهل غالبا) بجميع الامور دون الاستشارة حتى ؟؟
الى متى يظل مدير الموارد البشرية هو مجرد (معقب) معاملات حكومية و مجرد شخص يوقع لك ورقة اخلاء طرف قبل ذهابك الى الاجازة ؟؟؟
نعم الادارة بحر واسع من العلم يحتاج خبرات وافكار عملاقة
وكذلك حال ادارة الموارد البشرية التي تعنى اكثر ما تعنى بالموظف
الموظف !!
هذا الانسان الذي ينظر اليه بأنه مجرد آلة يجب استغلالها باكبر قدر ممكن من الاعمال وباقل قدر ممكن من الصيانة
الموظف هو اول شيء يتم التضحية به عند حدوث ادنى مشكلة
ونحن نعلم ان اكثر من تسعين في المئة من مشاكل الشركات انما هي مشاكل من سوء الادارة
ولكن بما ان الادارة هي صاحبة المال فلا يستطيع احد محاسبتها !!
من اهم اساسيات ادارة الموارد البشرية هي التدريب المستمر للموظفين للارتقاء بادائهم وخبراتهم وكل ذلك طبعا لمصلحة تطوير العمل
ولكن : اي تدريب واي دورات ؟؟؟؟
يا حسرة على العباد !!
ابسط مثال تلاحظه : الدمار الهائل للغة العربية (قراءة وكتابة) عداك عن اللغة الانجليزية !!
جميع الشركات التي تطلب موظفين تشترط بشكل اساسي قوة اللغة
ولكن بعد المقابلة تكتشف ان الشخص الذي اجرى معك المقابلة (وهو غالبا مدير قسم ما) لغته الانجليزية لا تتماشى في قوتها مع قوة مركزه !!
لذلك اضحى طلب التمكن من اللغة الانجليزية مجرد كلام يكتب عند طلب موظفين من باب (البرستيج ) !!!
والا فكيف تفسر ضعف اللغة عند الكثير من المدراء بل وحتى اصحاب المال ؟؟!!
لاحظ انني تحدثت عن ابسط التدريبات : اللغة الانجليزية
فما بالك بباقي الدورات التي من المفروض ان تقدمها الشركة للموظف الغير متمكن لكي ترفع مستواه العملي ، والموظف المتمكن حتى تستفيد من تطوره ليطور من اداء اعماله بافكار جديدة !!!
افكار جديدة !!
يا ليت شعري على الشركات التي لا يعنيها شيء سوى رفع كمية مبيعاتها وتقليص النفقات الى الحد الادنى (بل واقل) واسوأ كوابيسها هي (خدمة ما بعد البيع) !!!
وتبعا لكل ما ذكرنا فان المدير الناجح في تلك الشركات هو الذي يستطيع ان (يشطب) مصاريف (زائدة) بشكل دوري !!
وطبعا المصاريف (الزائدة) تشطب من خانة (التطوير) الى خانة (جيب المدير) على شكل مكافأة على انجازاته الهائلة في الحد من (الهدر) !!!!!
ما هو تعريف المصاريف الزائدة ؟؟؟؟
اية اموال تصرف دون ان ترجع اضعاف مضاعفة او دون ان تأتي بعقد جديد للشركة
وبناءا عليه فان (المصاريف) التى تدفع للدورات التطويرية للموظفين او اي شيء يساعدهم على تسهيل اعمل او تطويره او حتى يعطيهم شعور بالانتماء
انما هي مصاريف (زائدة) و (هدر) لاموال الشركة !!!!
ويندرج تحت هذا البند موضوع الرواتب
فاول سياسة تتبعها الادارة عند وقوعها في ازمة مالية هي تأخير الرواتب الذ من الممكن ان يستمر لشهور !!
وكأن الموظف لديه فائض رهيب من الدخل يسمح له بالوفاء بالتزاماته الكثيرة لمدة طويلة!!
وهو طبعا لن يمانع تأخير راتبه ولن يعترض اطلاقا ولو بكلمة لان النتيجة ستكون (فتاكة)!!
عداك عن ان الشركة تعتبر ان راتبه (الهزيل) هو مبلغ فلكي لا يستحقه !!
اما موضوع ان تبدع في عملك او تقدم افكارا جديدة فهو الكارثة بعينها !!
كيف تقدم افكارا بهذه القوة لتطوير العمل الى مديرك المباشر ؟؟
كيف تجرؤ ؟؟؟
تريد ان تأخذ كرسيه ؟؟!! تعتقد انه سيسلم بهذه البساطة ؟؟ يالك من ساذج !!
انه لن يستغني عن كرسيه ابدا مهما طال به الامد ومهما قدم من تنازلات وحتى لو عمل مهرجا لصاحب المال !!
لذا فهو سيستقبل افكارك بصدر رحب وابتسامة عريضة ثم يعدك بدراستها ومناقشتها مع الادارة
ثم يقوم بتمحيصها واختيار المناسب منها
المناسب طبعا لمزاج وعقلية صاحب المال
الافكار التي يعلم انها ستروق لصاحب المال (المدير العام) وسينال عليها مكافأة باعتبارها من صميم افكار مخه العبقري !!
ولا عزاء لك لان القانون لا يحمي (الموظفين) !!
اما لو فكرت في تجاوز مديرك المباشر وذهبت رأسا للمدير الاعلى منه
فقد جنيت على نفسم لانك خرقت النظام الاداري !!
كيف تتجاوز مديرك المباشر ايها الاحمق ؟؟؟!!
وستكون من المحظوظين اذا مر الموقف بلفت نظر دون عقوبة (خصم) من الراتب !!
وهكذا نجد ان الادارة في عالمنا العربي تحولت الى عالم خاص محظور دخوله لغير اصحاب (الواسطة) او اصحاب (تبادل المصالح)
وبدلا من وضع الانظمة التطويرية للعمل والموظف والشركة اصبحت (تصيغ) و (تفصل) انظمة قمع للموظف ولأي طريقة من طرق تطوره او ترقيه في عمله !!
وحتى اشعار اخر سيبقى هناك مدير واحد اوحد هو المدير العام (صاحب المال)
وسيبقى مندوب المبيعات هو الاهم على الطلاق (وهذا لا يعني انه مدلل بل على العكس هو اكثر الموظفين قمعا) نظرا لانه من المفترض انه يجلب المزيد من العقود (المال)
وسيبقى جميع المدراء متمسكين بكراسيهم (مما يعني عدم السماح لمواهب وافكار الموظفين بالظهور للسطح والمزيد من القمع للموظفين الموهوبين)
وسيبقى مدير الموارد البشري مجرد (معقب) معاملات حكومية
وسلملي على التطوير والتحديث !!!