التاهيل التكنولوجى أهم التحديات .. 75 مليون شاب على مستوى العالم حاليا يعانون من البطالة .أكد تقرير حديث أصدرته منظمة الشباب الدولى بتكليف من شركة "مايكروسوفت" تزايد التحديات الاقتصادية والإجتماعية التى يواجهها الشباب على مستوى العالم، وأكد التقرير الذى حمل اسم "العمل على توفير الفرص"Opportunity for Action ضرورة العمل العاجل على توفير فرص التعليم والتدريب والوظائف أمام الشباب من أجل تأهيلهم للمشاركة والنجاح وسط مناخ الاقتصاد الحالى المتغير بسرعة هائلة.ويرصد التقرير بالتفصيل الفجوات بين الفرص المتاحة أمام الشباب على مستوى العالم، وعلى سبيل المثال فإن نسبة البطالة العالمية بين الشباب حاليا هى 12.7% أو بعبارة أخرى ضعف نسبة البطالة العالمية العامة والتى تبلغ 6%. وبينما تزدهر الفرص أمام قطاعات من الشباب فإن الكثير غيرهم يعانى من نقص التعليم الجيد والمهارات والفرص المتاحة لمواجهة التحديات. وبينما يبلغ حاليا عدد الشباب على مستوى العالم 1.2 بليون شاب -المعدل الأعلى فى التاريخ- وهذا المعدل فى ازدياد دائم، فإن المخاطر تتزايد فى اتساع الفجوة بين الذين يحظون بالفرص والذين يحرمون منها.
  • · تزايد البطالة

ويرصد التقرير ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب فى منطقة الشرق الأوسط لتصل إلى 26.2% مقارنة بنسبة البطالة العامة التى تبلغ 10%، ويؤكد التقرير أن هذه النسبة بين الشباب هى الأعلى على مستوى العالم، وأن الحل الوحيد لمنع تزايدها هو توفير 15 مليون فرصة عمل جديدة سنويا على مدار العقد المقبل.ويرصد التقرير أن هناك مايقرب من 75 مليون شاب على مستوى العالم حاليا يعانون من البطالة، كما يرصد الأسباب المختلفة وراء بطالة الشباب فى مناطق مختلفة من العالم. ويذكر التقرير أن هناك نسبة 44% من الشباب حول العالم يتابعون التعليم حتى المرحلة الثانوية، بينما تنجح نسبة أقل فى استكمال تعليم هذه المرحة، وهذه الأرقام تثير القلق أخذا فى الاعتبار زيادة نوعيات الوظائف التى تتطلب مستويات عالية من المهارات والتعليم. ففى الولايات المتحدة على سبيل المثال فإن الدراسة تؤكد أنه بحلول 2018 فإن 62% من قوة العمل سوف تحتاج إلى تعليم جامعى، بينما تقول الدراسات أن 16% من الشباب الأمريكى فى عمر 18-24 عاما يفشلون فى استكمال التعليم الثانوى.مهارات الشبابوهناك أسباب متعددة وراء التفاوت فى توافر الفرص حول العالم، ففى أمريكا الجنوبية يحظى الشباب بفرص أفضل لتلقى التعليم مقارنة بسنوات مضت، ولكن نسبة من يكملون التعليم حتى التخرج ضئيلة فى أنحاء المنطقة. على العكس من ذلك فهناك زيادة مضطردة فى نسب الشباب الحاصلين على درجات جامعية فى الشرق الأوسط وإفريقيا والذين يواجهون بنقص فرص العمل التى تتناسب مع شهاداتهم ومهاراتهم.أما فى منطقة جنوب الصحراء الافريقية فهناك نسبة 23% من الأطفال لا يلتحقون أصلا بالتعليم الابتدائى فتظهر مشكلة العمل فى أعمال متدنية لا تحتاج إلى مهارات ويكسب نسبة 72% منهم مبالغ لا تتجاوز 2 دولار أمريكى فى اليوم تكفى بالكاد لمعيشتهم.وفى رد فعل على هذه النتائج التى كشف عنها التقرير، يقول "براد سميث" نائب الرئيس التنفيذى لمايكروسوفت والمستشار العام: "رغم أن أسباب تفاوت الفرص للشباب تختلف من بلد إلى بلد، إلا أنه مع الأسف فإن الاتجاه العام عالميا يتشابه فى كل مكان، وكما يؤكد تقرير منظمة الشباب الدولية فإن معدلات البطالة ترتفع بين الشباب على مستوى العالم. ولهذا فإن الحاجة لتضافر جهود القطاعين العام والخاص تتزايد كما لم يحدث من قبل لتزويد الشباب بالتعليم والمهارات وفرص الوظائف الأفضل، يجب علينا جميعا أن نتحرك من حال الفجوة فى الفرص إلى وضعية الفرص للجميع".برامج تأهيليةوعلى مدار العقد الماضى، فإن برامج ومساهمات مايكروسوفت مع الآخرين قد ساعدت الملايين م الشباب حول العالم للحصول على مستقبل أفضل من خلال الاستثمار فى التعليم والتدريب على المهارات البرامج التى توفر الوصول إلى فرص الوظائف. ولكن تقرير منظمة الشباب الدولى الأخير يؤكد أن هناك المزيد من العمل يجب إنجازه فى هذا المجال.وحول هذه القضية يقول "ويليام ريس" رئيس منظمة الشباب الدولى: "يعلمنا التاريخ أنه كلما ازدهرت أوضاع الشباب ازدهر المجتمع بأكمله، وتظهر الأرقام التى كشف عنها التقرير أن هناك أعدادا ضخمة من الشباب تعانى ويرصد التقرير أسباب هذه المعاناة. وفى الحقيقة أنه يجب أن نتحرك الآن ليحصل شباب العالم على الفرص التى يحتاجون إليها للنجاح والدخول فى قوة عمل القرن الحادى والعشرين، ومستقبلنا الجماعى يعتمد على هذا التحرك".وفى هذا الإطار، تعمل مايكروسوفت مع الحكومات، والمؤسسات الأهلية غير الربحية، وزملاء الصناعة، والمعلمون، والشباب أنفسهم لتقليل الفجوة فى الفرص المتاحة، والخطوة الأولى هى إلقاء الضوء على المشكلة المتفاقمة من خلال تقرير منظمة الشباب الدولى، ثم التعرف مباشرة على رأى الشباب من خلال مجموعة متتابعة من المؤتمرات والفعاليات فى مناطق مختلفة من العالم فى أفضل الطرق التى يمكن المساعدة من خلالها. وسوف تقوم الشركة بدمج تلك الأفكار الناتجة عن هذه المناقشات لتطوير خطط عمل جديدة لتحسين الفرص المتاحة أمام الشباب للتعليم والتدريب على المهارات وتطوير المجتمعات لخلق فرص عمل حقيقية.