حياتنا كلها مشاريع و الحياة دروس.. ولتستفيد من هذه الدروس عليك توثيقها ومراجعتها من الفينة والأخرى…
من توصيات معهد إدارة المشاريع PMI أن تقوم في نهاية كل مشروع بتوثيق الدروس المستفادة Lessons Learned لتستفيد منهم أنت وغيرك في المشاريع المستقبلية, ومهما كان نوع مشروعك (تطبيق لنظام ERP, مشروع بناء أو مشروع تعليم) لا يعتبر مكتملاً إن لم توثق الدروس المستفادة في مرحلة الإغلاق.
أضع بين أيديكم جملة مختصرة عن بعض الدروس المستفادة من إدارة المشاريع بشكل عام:
كمدير مشروع: احرص على أن تكون رؤيا المشروع واضحة لجميع العاملين بمشروعك دون استثناء, يجب أن يعلمون لماذا يقومون بمهامهم. وما الذي سيحدث إن لم يقم كل فردٍ بما أُوكل إليه.
نجاح أغلب مدراء المشاريع كان بسبب قوة ومهارة الفريق الذي يديره في الدرجة الأولى, فاحرص على اختيار الأكفاء و استمرار تدريبهم.
العاملين المتحمسين في فريقك يجب إعطائهم عناية خاصة ومراقبتهم دورياً لأنهم لو ساروا بالاتجاه الخطأ فسيتسببون بأضرار كبيرة بوقت قصيرٍ جداً, وعدم الالتفات إليهم سيتجه شعورهم مع الوقت الى الإحباط.
السبب الحقيقي لمعظم المشاكل التي تحدث أثناء المشروع تكون من الأشخاص, لذلك تعرف على خلفيات واهتمامات العاملين جيداً لتتمكن من معرفة نقاط الضعف الحقيقية.
سير مدير المشروع بخطة ومدير المالية بخطة أخرى هو أشبه بالقيام بعملية قلب مفتوح في غرفة مظلمة. فاحرص على تكامل الرؤى …
في التواصل مع الآخرين عليك معرفة من هم أصحاب القرار الحقيقيين لتقرر سياسة معينة للتعامل مع كل واحد منهم, وهذا يجب أن يتم في مرحلة مبكرة عند حصر الأشخاص ذو العلاقة بمشروعك Project Stakeholders.
عليك العمل مع مدير البرنامج Program Manager بروح الفريق الواحد واطلاعه على التقارير الدورية والالتزام بما يتم توجهيك, فهو أعلم وأدرى بالسياسة العليا للشركة أو توجهات مالك المشروع.
قد يتواجد داخل المشروع الواحد العديد من الموارد والكوادر البشرية مثل المهندسين والمبرمجين, والموردين, وأصحاب القرار… فكر بالاستعانة بهؤلاء لمواجهة مشاكلك قبل اللجوء الى جهات استشارية خارجية.
المقاولين والموردين تكون استجابتهم أفضل للعملاء اللذين يعلمون ما يريدون ويدركون خطواتهم وطلباتهم بشكل محسوبٍ ودقيق, بينما العملاء الاخرون سيشكلون مصدر إزعاج لهم وسيكونون بآخر القائمة وبأدنى اهتماماتهم.. أنت كمدير مشروع تعتبر عميل لدى مورديك, فاحرص على الظهور بالشكل الأفضل خصوصا مع الأساسين منهم.
على مدير المشروع أن يلتقي جميع العاملين بمشروعه مهما كان حجم المشروع – على الأقل مرة واحدة -فعليه أن يلتقي بكافة المدراء (مدراء من داخل مشروعه أو المدراء المتعامل معهم, مثل مدير مبيعات لدى المقاول), العاملون يريدون معرفة مدى اهتمام مدير المشروع بأدائهم وهذا يتم عبر الزيارات الميدانية.
لا تطلب من إدارتك أن تتخذ قراراً أنت بإمكانك اتخاذه, ابتعد عن فعل ذلك من باب الاستئناس بالرأي فهذا الأمر يرسم صورة لدى الإدارة عن ضعف في تحمل المسؤولية وتذبذب في اتخاذ القرار.
إذا ابتدأت المشروع بكثير من الأنانية والتفرد ستجد أنه من الصعب تغيير موقفك خصوصا إذا واجهك أحد العاملين بخطأٍ ارتكبته… وعندها سيتجه العامل الى السكوت عن الخطأ بدلاً من مصارحتك به … فكن يقظاً لهذه النقطة وازرع مبدأ الحوار وقبول الآخر فأنت لست معصوم واعترافك بالخطأ والمبادرة بإصلاحه لن يقلل من شأنك.هنالك اعتقاد سائد في وكالة ناسا الفضائية يقضي بأن تكون أغلب المعطيات والقرارات خاطئة وعلى الجميع التفكير والمشاركة والنقد إن كان ثمة خلل ما….
سيكون الفشل ملازماً للمدير الذي يعتمد الاسلوب الورقي في كتابة التقارير, فهو لن يكون قادرا على إجراء أي عملية تحليل دقيقة, وبالتالي قراراته لا تكون مبنية على أساس متين.
كي لا تتفاجئ بتجاهل الموردين لطلباتك,
ينبغي عليك – كمدير مشروع – أن تتعرف على سياسة عملهم, ونظامهم المالي وحدِّك الائتماني وغيرها من المعلومات التي قد تؤثر على انقطاع خدمات التوريد وتؤخر مشروعك.
تذكر دوماً من هو العميل الذي تقدم له المشروع وما هي أهدافه … ارجع له دائما قبل رغبتك بإحداث أي تغيير تريده قد يؤثر على (الوقت, التكلفة, أو الجودة).
عند وجود تعارض بالقرارات, أو وجدت أن هنالك تعليمات خاطئة قد وصلت إليك, تذكر أن مديرك هو صاحب القرار بالنهاية, فاشرح له وجهة نظرك وأعطه حلول بديلة وإن وجدته مازال مصراً على موقفه اعمل بجد كي تنجح المشروع مع الحرص على توثيق واعتماد قرار إدارتك لكي تحمي نفسك مستقبلاً.
لا تخف من الفشل توكل على الله واركب الصعاب واستغل إمكانياتك وامكانيات فريقك وخض غمار التجربة.
الاعتماد على الخبرة الشخصية قد يكون أمراً جيد, لكن قياس النتائج و التجربة أمرٌ لا بد منه.
معظم العاملين يودون أن يعملوا بشكل جيد وإذا لم يفعلوا ذلك فالمشكلة هي أنهم لا يعرفون كيفية أداء مهامهم بالوجه المطلوب! لذا احرص على عملية التدريب المستمر.
إن لم يكن لديك ثقة بأمانة الموظفين المؤتمنين على الأصول (أمين صندوق, أمين مستودع) فافتح عينيك جيداً حينما تجد علاقة صداقة بين أحدهم وبين قسم المالية ….
رد مع اقتباس
