يقال بأن الفلاسفة والمفكرين وعلماء البيولوجيا والمزارعين، ومحبي البيض المقلي والمسلوق، و"هارلند ساندرز" مؤسس مطاعم "كنتاكي" قد عجزوا جميعًا عن حل معضلة الدجاجة والبيضة: هل فقست بيضة بيضاء في مكان ما، أول دجاجة؟ أم أن دجاجة جريئة وضعت أول بيضة لها في ذات المكان؟ وإذا كانت الدجاجة قد باضت قبل أن تفقسها البيضة، فمن أين جاء الديك الفصيح؟ وما هو مصدر المثل القائل: "الديك الفصيح؛ وهو في البيضة يصيح." يعني صوته عالي ويتكلم قبل أن يكسر البيضة ويخرج؟! أظن أن السؤال الصحيح هو: "لماذا يبيض الدجاج؟"
من المؤكد أن المال والكسب السريع ليس هو السبب! فالدجاج يبيض ولا يبيع! وليس السبب قطعًا هو توفير ##### "الأوملت" صباحًا والكبسة في المساء، ولا صناعة الكيك والمايونيز. وليس "سلق البيض" وتلوينه في الأعياد كذلك. فنحن الذين نسلق البيض والأعمال وليس الدجاج. الدجاج يحمل البيض ويبيض في مواعيد ثابتة ومحسوبة بقدرة إلهية. وكل دجاجة طبيعية وذكية تحمل البيضة الناضجة لنفس الفترة الزمنية ولا تبيضها حتى تنضج ويكتمل قوامها، وتصبح بيضة طبيعية مغطاة بطبقة كلسية قوية تحمي ما في داخلها وترسله إلى العالم ناضجًا وطازجًا وشهيًا وطريًا! أما بنو البشر، فيحاولون سلق كل ما يفعلون، من البيضات إلى الكتب والموسوعات!
أظن أن الدجاجة تبيض عندما تكبر البيضة في داخلها فلا تعود قادرة على حملها! فهي لا تبيض من أجل الديك، ولا من أجل الفلاح، وإنما لكي ترتاح. إذ لا بد أن تضع كل ذات حمل حملها. ولكن ألم تلاحظوا أن صوت الدجاج دائمًا خفيض، ولكنه يعلو بعد أن يبيض؟! فالدجاجة تنقنق (نقنقة)، وبعد أن تبيض يعلو صوتها العريض ويحدث ضجة فجة ومزعجة: (كاك.. كاك.. كاك).
إذا كانت الدجاجة تبيض لأنها مضطرة، وليس لكي تنقنق أو تقول "كاك.. كاك"، فلماذا ينظم الشعراء قصائدهم، ويبرهن العلماء نظرياتهم، ويتجادل الفلاسفة حول طروحاتهم، وينشر الكتاب مؤلفاتهم؟! بالمقارنة مع الدجاج، فإن المال ليس هو السبب! كما أن الضجة الإعلامية و(الكاك .. كاك) ليست سببًا كافيًا، أو ليست السبب الوحيد على الأقل. لا بد أن هناك أسبابًا ذاتية وفكرية وحضارية ونفسية تجعلنا نبحث ونقرأ ونترجم ونؤلف وننشر. حتى بعد أن نشتهر ونصبح من المشهورين وأصحاب الملايين، نواصل البحث والنشر والتأليف، وكلما انتهينا من قصيدة، أو وقعنا على كتاب، نقف على المنصات أو أمام الكاميرات، أو على أعلى حجر في بيت الدجاج ونصيح: "كاك.. كاك". ودائمًا يبقى لأول قصيدة، وأول كتاب، وأول بيضة طعمها أو وقعها الخاص.
نحن نكتب من أجل أنفسنا أولاً، قبل أن نكتب للأجيال القادمة. نكتب لكي نرتاح ونزرع ونبذر ونرعى ونحصد كالفلاح. نكتب لكي تكتمل إنسانيتنا ونلعب في الحياة دورنا. فالكاتب مشغول دائمًا بنفسه، وأحاسيسه وبما في داخله. هو يكتب لكي يتنفس وينفس ويرتاح، وليس من أجل أن يركب سيارة "مرسيدس"، ويظهر على الفضائيات؛ فكل الكتب الحضارية العظيمة ظهرت قبل الفضائيات. يحدد "جورج أورويل" الكاتب الشهير وصاحب كتابي (مزرعة الحيوان) و(1984) عدة أسباب للكتابة منها: المتعة، ملامسة داخل المؤلف لعالمه الخارجي، والإحساس بإيقاع الكلمات، ونقل الخبرات التراكمية والذاتية إلى الآخرين! فالإنسان يكتب لأنه لا بد أن يبيض، ومضطر لأن يكتب. فلماذا يسرق بعضنا أفكار بعض إذن؟ هل هو نوع من التأليف والنشر بالتلقيح والطلق الصناعي؟ عندما يلطش أحدهم أفكار الآخرين ويعيد نشرها في كتبه، بل وعندما يضع أحدهم اسمه على كتاب لم يؤلفه، ولم يقرأه؛ فهو يشبه من ينقل بيضه من (مبيض) دجاجة إلى أخرى، لكي تنقنق وتبيض دون أن تصاب بالطلق وأعراض الوضع، ثم تصيح (كاك.. كاك) بصوت ارتدادي وارتجاعي مزور، له صدى ومدى، وليس له معنى أو مبنى، فيه أنفاس وليس فيه إحساس. وهل من حقنا عندما نضع بيض المؤلفين والمترجمين الآخرين، على موائد المستهلكين أن نرفع صوتنا ونزهو بكبريائنا ونصيح: "كاك.. كاك.. كاك" وما هو موقف المستهلك أو القارئ المسكين، الذي يأكل حتى التخمة، فلا يعرف أن البيض فاسد أو منتهي الصلاحية إلا بعد فوات الأوان؟!
هل اقتنعتم بأن مسألة البيضة والدجاجة ليست هي المعضلة؟ ليس مهمًا ما إذا كانت البيضة من الدجاجة أو العكس! المهم هو لماذا يبيض الدجاج ولماذا نكتب وننشر وننتشر ونشتهر؟ هل نكتب لأننا جزء من هذا العالم وعلينا أن نعطي ونلعب دورنا الطبيعي في الحياة؟ أم نكون مثل ديوك الورق المصابة بالخواء ودجاج البلاستيك المحشو بالهواء؟ تبقى الكتابة كآبة، والتأليف نوعًا من التخريف، ما لم نعش لحظة الطلق الطبيعي، فنشهد لحظة الولادة بكل نشوتها ورعشتها و"كاكاتها."
نسيم الصمادي
للتسجيل على موقع [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ] والحصول على الهدايا [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
اعرف من تعمل معهم !!
خلال تفقده للمصنع لاحظ المدير شابا مستندا الى الحائط ولايفعل اي شيئ ، اقترب من الشاب وقال له بهدوء كم مكسبك ؟؟
كان الشاب هادئا ومتفاجئا لانه قد سئل سؤالا شخصيا !!
ثم... (مشاركات: 1)
نسمع عبارة تتردد في المؤسسات إن " العميل على حق دائماً " وان العميل أولا ... فمن هو العميل بالنسبة للإدارة وهل صحيح إن العميل دائما على حق ؟ وكيف يكون على حق دائما ؟ وهو غير مطلع على الحقائق... (مشاركات: 1)
إذا أردت ان تحسن من نفسك, يجب ان تتعلم كيف تكون مبدعا . إبتكار شىء جديد هو تجربه سعيده ومشوقه. كل لحظه تقضيها فى الإبداع سوف تٌغنى حياتك وتبعد الملل عنها.
... (مشاركات: 11)
قبل البحث عن وظيفة عليك أن تتعرف على اهتماماتك وقدراتك ومهاراتك، والاهتمام أو الميل هو الشيء الذي ترغب أو تفضل أن تعمله مثل الألعاب الرياضية وزراعة الأزهار مثلا.
أما القدرة فهي الاستعداد الطبيعي... (مشاركات: 0)
كورس تدريبي تم اعداده خصيصا لمديري ومشرفي اقسام المبيعات حيث يساعدهم هذا البرنامج التدريبي الى تعلم المهارات المطلوبة لإدارة فريق المبيعات بطريقة احترافية، وتتم فيه الدراسة من خلال الانترنت.
برنامج تدريبي متخصص يتناول ادارة علاقات العملاء وفوائدها والتسويق الجماهيري والفئوي والشخصي والتسويق بالعلاقات وأساسات التعامل مع العملاء ومراحل تنفيذ CRM داخل الشركة
اذا كنت تريد انشاء نظام لقياس رضاء العملاء، فإننا نقدم لك جلسة إرشاد وتوجيه على يد احد الاستشاريين المتخصصين في مجال الجوده، لتدريبك بشكل مباشر على كيفية إنشاء نظام لقياس رضا العملاء بشكل عملي واحترافي.
اذا كنت مسئول جودة في شركة من الشركات وطلبت منك ادارة الشركة العمل على تحقيق نظام ادارة بيئية فعال، فإنك حينها مطالب بتطبيق متطلبات مواصفة الايزو 14001:2015، وهو ما جعلنا نقوم بتصميم هذا البرنامج التدريبي المتميز الذي يهدف الى تأهيلك التام لتطبيق متطلبات مواصفة ISO 14001:2015، بهدف توفير البيئة التشغيلية المثالية التي تدعم قدرة المؤسسة على تجنب وتقليل خطر المشاكل البيئية وتحسين نظام ادارة البيئة في المؤسسة.
برنامج تدريبي يركز على أفضل الممارسات في مجال لإدارة الحديثة للموارد البشرية كشريك اعمال، وتزويد المشاركين بالمعنى الدقيق لمفهوم الشريك الاستراتيجي للأعمال، ذلك إلى جانب تقديم المهارات والكفاءات التي على العاملين في الموارد البشرية اكتسابها وإتقانها ليصبحوا شركاء في الأعمال ويستطيعوا إضافة قيمة تساهم بفعالية في تحقيق الأهداف المؤسسية.