.الإحتياجات التكوينية(التدريبية):

1.4. أهمية الإحتياجات التكوينية:يمثل تحديد الاحتياجات التكوينية العنصر الرئيسي والهيكلي في صناعة التكوين حيث تقوم عليه جميع دعائم العملية التكوينية وتنمية الموارد البشرية في المنظمة ،إذ أن أي خلل بهذا الهيكل سيطيح بجميع الجهود التي تبذلها المنظمة من أجل الإرتقاء بمستوى مهارات وكفاءات العاملين بها.

من الصعب تحديد الأشخاص الذين يشملهم التكوين وأهداف التكوين ومحتوى البرنامج والأسلوب الذي يمكن أن يقدم به التكوين بدون التحديد الدقيق والموضوعي للاحتياجات التكوينية.

وترجع عملية تحديد الاحتياجات التكوينية في الأساس إلى الحاجة إلى علاج مشكلات العمل من خلال التكوين، كما أنه توجد مشكلات أخرى قد لا يفيد فيها التكوين وهو ما قد يظهره التحليل التنظيمي للمنظمة والذي يسبق عادة تحليل الإحتياجات التكوينية وعلى هذا يصبح تحديد الإحتياجات التكوينية هو الأداة الرئيسية التي يمكن من خلالها تحديد مجالات تطوير وتنمية أداء الأفراد من خلال العملية التكوينية و بلوغ الأهداف المسطرة من طرف المنظمة.

''و إحتياجات التكوين تعرف بذاك الفارق بين الوضعية الحالية و الوضعية المرجو الوصول إليها، أي الفجوة بين الوضعيتين''، و حتى نستطيع الإرتقاء بمكانة التكوين في المنظمة، لا بد أن نأخذ في الحسبان المجال المكاني للتكوين (مكان التكوين )، والفوائد المرجو تحقيقها، و طبيعة الفجوة التي يغطيها التكوين، والمجال الزمني لمردود التكوين.

2.4. طرق تحديد الإحتياجات التكوينية:تظهر الحاجة للتكوين من خلال ثلاث مستويات هامة، من خلال القيام بتحليل المنظمة أولا و المهام ثانيا، وأخيرا تحليلإحتياجات العاملين .

1.2.4.تحليل المنظمة: يتطلب فحصا و تشخيصا لجميع العوامل التنظيمية كثقافة المنظمة و رسالتها و هيكلها التنظيمي، إذ أن كل عامل من هذه العوامل يساعد في تحديد الحاجات التنظيمية، أي يحدد و يضمن الحاجة إلى التكوين في كل مجال من نشاطات المنظمة،''و التكوين ليس هدفا في حد ذاته، بقدر ما هو وسيلة لزيادة فاعلية الأداء التنظيمي، لذلك فإن نقطة البدء في تقدير إحتياجات التكوين تتمثل في دراسة مؤشرات الأداء التنظيمي، و التي يمكن حصرها في كفاءة الإنجازأي معدلات الإنتاجية،الربحية، تكلفة المواد''، و بدراسة هذه المؤشرات من حيث إتجاهها و علاقتها ببعضها البعض، و علاقتها بأهداف المؤسسة يمكن إستخلاص إستنتاجات عن مدى الإحتياج إلى تنمية الأداء التنظيمي .

و تحليل المنظمة أو التنظيم يتضمن النقاط الأتية:

أ. دراسة الأهداف الحالية للمنظمة:
تبرز أهمية الأهداف الحالية بالنسبة للمنظمة في أنها تعد أساس و سبب وجود و إستمرار المنظمة طالما بقيت هذه الأهداف ملبية لبعض حاجات البيئة و المجتمع, هذا من ناحية, و من ناحية آخرى فإن تحديد الأهداف و إستيعابها و فهمها من قبل العاملين يساعد أكثر في العمل على تحقيقها و ربطها بأهدافهم الخاصة, و هذه الأهداف التي توجد من أجلها المنظمة توضع في إطار رسمي للمنظمة و يسمى هذا الإطار برسالة المنظمة .

ب. دراسة تطور المنظمة:

تنصب دراسة تطور المنظمة''من حيث الأهداف و الموارد و أساليب العمل و الإنتاج و الأسواق في الماضي, كذلك دراسة الأهداف المستقبلية و المشاريع المستهدف تنفيذها,الأسواق الجديدة التي تنوي المنظمة دخولها, أساليب العمل التي تتبعها المنظمات المماثلة لعمل المنظمة, إن الغاية من هذه الدراسة هي محاولة التنبؤ بمسيرة المنظمة المستقبلية و بالتالي تحديد الإتجاهات العامة للإحتياجات التكوينية وطبيعتها و مواقعها''.

و بالتالي فالمنظمة مجبرة حتى تبقى مسايرة للتطورات أن تركز إهتمامها على هذه النقطة الهامة, حيث من خلال هذه الأخيرة تستطيع المنظمة أن تعرف وضعها في الماضي و في الوقت الحالي, كما أنها يتاح لها معرفة أوجه الإختلاف بين الوضعيتين, فإن تطور نظام عملها للأحسن, هذا يدل على أنها ستواصل على هذا الدرب حتى تبقى محافظة على نموها و مكانتها في السوق, أما إذا كانت لا تثبت إختلافا كبيرا بين الوضعيتين فإنها مجبرة على التحرك و العمل على معرفة سبب هذا الركود, و أن تعمل على إعادة هيكلة مصالحها و هياكلها التنظيمية, إما بالتدريب لصالح مواردها البشرية, و إما بمعرفة أسباب هذا الركود الذي يعيق نمو و تطور المنظمة في الإتجاه الصحيح, مع الأخذ بعين الإعتبار أهداف و سبب وجود المنظمة, حتى لا تضيع مكانتها الحالية في السوق.

ت. تحليل الهيكل التنظيمي:

يعتمد هذا التحليل على''تحديد و نعرفة كل أقسام و هياكل المنظمة الرئيسية و الفرعية التي تتكون منها المنظمة وفق إختصاصاتها و حجمها من حيث النشاط الممارس, وأساليب الإتصال المعتمدة, و الصلاحيات الممنوحة لإنجاز الأعمال و مدى ملائمتها لذلك, و مدى ممارسة الصلاحيات الحالية'' ;إن تحليل الهيكل التنظيمي للمنظمة و أهدافها الحالية تستدعي أيضا دراسة سياسات المنظمة المعتمدة في مختلف المجالات, و كذلك النظم و اللوائح و التعليمات التي نحكم ذلك, و مدى تفهم العاملين لها و مساهمتهم في وضعها و صياغتها و الإيمان بها.

و الهدف حسب رأيي من هذا التحليل هو معرفة مدى توافق الهيكل التنظيمي مع النشاطات الرئيسية للمنظمة, هل هذا الهيكل أو الخريطة التنظيمية المعتمدة يساعد على تطور نشاط المنظمة, هل يسهل مسارها, هل الهيكل التنظيمي مبني على أساس علمي, هل متسلسل حسب الأولويات التنظيمية, هل المناصب المدرجة في الهيكل التنظيمي مدروسة حسب الشهادات, هل مهام هذه الوظائف تتوافق مع نشاطات المنظمة, كل هذه النقاط لا بد من التعرض لها خلال عملية التحليل حتى تستطيع المنظمة بناء هيكل تنظيمي متوازن و صلب قادر على دعم النشاط الرئيسي للمنظمة .