النساء كقيادات إدارية


ظل التقدم الإداري للنساء لفترات في الماضي مسدوداً بسبب التقاليد التنظيمية, ولكن بالتدريج تم إزالة العقبات وتمهيد الطريق أمامهن وأصبحت المرأة تحتل الكثير من المناصب في البنوك وفي القطاع الحكومي وفي الجامعات وفي قطاع الأعمال العام وفي القطاع الخاص ..الخ, ومنذ حقبتين من الزمان كان من الصعب دراسة أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين قيادات الذكور والإناث حيث كانت الأقلية من النساء تحتل المناصب القيادية, ورغم أن النساء في الإدارة ظللن أقلية إلا أن مثل هذه الدراسات أصبحت أكثر شيوعاً وأكثر إمكانية لإجرائها الآن عن ذي قبل. وهناك سؤالين ينبغي توجيههما بشأن المناصب القيادية:


الأول: عن المهارات والمقدرات اللازمة للقيادة, هل القيادات من النساء أكثر أو أقل من القيادات من الرجال في الاهتمام بالناس؟ وهل القيادات من النساء أكثر أو أقل من القيادات من الرجال في الاهتمام بالعمل؟


الثاني: يتعلق باستجابة التابعين للقيادات من الرجال ومن النساء, وهل لا يسمح للنساء بالقيادة بسبب التعود والتقولب والتحيز من جانب العاملين الرجال؟


وهناك بعض البحوث التي تجيب عن السؤال الأول حيث أثبتت دراسات جامعة أوهايو أنه ليس هناك فروق في الاهتمام لكل من المجموعتين, وهناك باحثون آخرون طبقوا بحوثهم على 2000 مدير (950 نساء و966 رجال) لمعرفة ما إذا كانا مختلفين عند ممارسة العملية الإدارية, وتبين أنه ليس هناك أية فروق بين القيادات من النساء والقيادات من الرجال.


أما الإجابة على السؤال الثاني فكانت من خلال دراسة قام بها كل من Arthur G.Jago وVictor H. Vroom أن النساء كُنَّ ذوات توجه في المشاركة أكثر من الرجال, كما اكتشفوا أن النساء المتسلطات كان ينظر إليهن بشكل سلبي أكثر من الرجال المتسلطين, ولذا فينبغي على النساء أن يكن أكثر تساهلاً وأقل تشدداً و أكثر اهتماماً بمشاعر الآخرين, ووفقاً لهذه الدراسة نجد أن الرجال يلزم اهتمامهم بهذه البنود مثل النساء, كما توصلت دراسة أخرى أن القيادات من النساء والتي أخذت بالنمط الاستبدادي كن أقل فاعلية, أما بالنسبة للرجال فكانوا بصفة عامة أكثر قبولاً من المشرفات من النساء.


وعموماً فإن القيادات من النساء لسن مختلفات عن القيادات من الرجال, ولكن يتم فهمهن على نحو مختلف ولا شك أن القيادات من النساء المتعلمات- ومع زيادة عددهن- سوف يدعو بالتدريج إلى الفهم الصحيح لهن من جانب مرؤوسيهم, ولسوء الحظ فإن السيدات لا زلن يواجهن تمييزاً في المنافسة على الفرص الوظيفية في الإدارة.