النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الدولار.. بين الحقيقة والوهم

#1
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
هندسة
المشاركات
3,066

الدولار.. بين الحقيقة والوهم

الدولار.. بين الحقيقة والوهم

حتى نستطيع ان نرى حقيقة الواقع لابد من الرجوع إلى الماضي البعيد لنعرف كيف أصبح الدولار هو عملة الاحتياط في العالم , ففي عام 1944 عُقدت اتفاقية (بريتون وودز) نادى فيها الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية بزعامة الولايات المتحدة الذي تكدس في خزائنها بعد الحرب ثلثي الاحتياط العالمي من الذهب المقدر آنذاك ب (25 مليار دولار) من أصل (38 مليار دولار) وخرجت هذه الاتفاقية على ما يلي :
1_ جعل الذهب هو أساس نظام النقد الدولي ويعني هذا ربط كل دولة عملتها بالذهب مع عدم السماح لهذه الدولة بحرية التبديل .
2_ تقييم سعر اونصة الذهب (31.1 )ملغرام ب 35 دولار قابل للتحويل ويجيز لأي دولة تمتلك مبلغ من الدولارات أن يبدله بالذهب على أساس سعره المحدد وهو 35 دولار للاونصة أما إذا كان لدى أي دوله عملة أخرى غير الدولار فلا تستطيع أن تبدله إلى ذهب .
وعلى ضوء هذه القرارات قامت الدول بشراء الدولار وجعله في خزائنها بجانب الذهب كاحتياط لها حتى توالت الأزمات العالمية حتى أواخر عام 1970 ففي هذه الفترة اخذ المستثمرون بسبب الأزمات في الهروب إلى الذهب واستبدلوا الدولار بالذهب مما جعل الطلب شديد على الذهب فارتفع سعره من 35 إلى 160 دولار مما أدى إلى ذوبان الأرصدة الذهبية في الخزانة الامريكيه فتعادل الذهب بالدولار من حيث التغطية بنسبه 100% مع العلم انه في الأربعينيات كانت نسبة التغطية أكثر من 300% وبسبب هذه الأزمات العالمية وصلت نسبة التغطية عام 1965 إلى 50% واستمرت في الزيادة حتى أواخر عام1970 إلى 25 % التي أجبرت الرئيس الأمريكي نيكسون آنذاك إلى اتخاذ قرار نراه من وجهة نظرنا هو قرار لأكبر عملية سرقه على وجه الأرض بان قطع العلاقة بين الذهب والدولار بإزاحة التغطية الذهبية عن الدولار وتحريره من أي التزامات سابقة وجعل الذهب عبارة عن بضاعة تباع وتشترى وليس غطاءاً لعملة أي دولة وخصوصا أمريكا . وبسبب هذه القرارات وارتفاع أسعار الذهب كانت النتيجة هي خفض قيمة الدولار حتى يومنا هذا
هناك حقيقة تقول إن الدولار يستمد قوته من قوة الاقتصاد الأمريكي وهذا غير صحيح نقول كان هذا في منتصف القرن العشرين أما بعد ذلك فقد تغيرت الأمور , ينقل الدكتور عبد الحي زلوم في كتابه حروب البترول الصليبية صفحة 383 تحت عنوان نهاية الإمبراطورية الأمريكية -قلب صناعي فارغ- ينقل تعليق ايمانويل تود مستشار الرئيس شيراك ((شخصياً أحب الولايات المتحدة، وحتى وقت قريب كانت أمريكا العامل الأكثر أهمية في الحفاظ على النظام الدولي، غير أنها تحولت الآن إلى عامل عدم استقرار فمن جهة فقدت أمريكا قوتها الصناعية وأصبحت تعاني من عجز قياسي في الميزان التجاري يصل حالياًَ إلى 435 مليار دولار وتحتاج البلاد إلى 1.5 مليار جنيه إسترليني يومياً كعملة صعبة ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على تلبية احتياجاتها الاقتصادية دون مساعدة الآخرين وبالمقارنة نجد أن قوة أوروبا تكمن في قدرتها التصديرية" ويقول: " فقد ارتفع حجم العجز في الميزان التجاري الأمريكي من 100 مليار دولار عام 1990 إلى حوالي 600 مليار دولار حالياً _الطبعة العربية 2005- وهو العجز الذي يتم تمويله من خلال تدفقات رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة التي تعيد بذلك التجربة الاسبانية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، فمع تدفق شحنات الذهب من العالم الجديد استسلمت اسبانيا للإنتاجية القليلة وارتفعت معدلات الاستهلاك والعيش بمستويات عالية تتعدى القدرات الفعلية للبلاد وانتهاء بالوقوع في مصيدة التراجع الاقتصادي والتقني" انتهى الاقتباس.
((هذا مع العلم أن الدين العام للولايات المتحدة بلغ 34 تريليون دولار وهو ثلاثة أضعاف الناتج القومي الأمريكي البالغ 12 تريليون دولار، لو أن هذه الأرقام بل أقل منها بكثير وقع في أية دولة أخرى سواء أوروبية أو روسيا مثلاً لأصابها انهيار تام وشلل اقتصادي وتغير في النظام والسلطة وما إلى ذلك والسبب أن عملة هذه البلاد ليست عملة محررة من القيود كالدولار، فإذا طبع ذلك البلاد نقوداً ورقية إضافية انخفضت قيمتها بنسبة كمية الطباعة، بينما الولايات المتحدة تطبع ما تريد وتنقل هذا التضخم في عملتها المحلية من داخل الولايات المتحدة إلى خارجها ويتحمل عنها الاقتصاد العالمي كافة التبعات السيئة، فتشتري البنوك المركزية في اليابان والصين وألمانيا ودول أوروبا وغيرها ما وجد فائضاً من الدولارات حفاظاً على اقتصادها الذاتي كونه يعتمد في الاحتياط النقدي على الدولار بشكل رئيسي ومن ثم يحافظ على الاقتصاد الأمريكي من الضعف والتفكك.
فمثلاً مقابل إنتاج الأوبك من النفط المقدر بـ 30 مليون برميل يومياً وبسعر 55 دولار تطبع الولايات المتحدة 1650 مليون دولار يومياً مقابلها أي ما يزيد عن 6 مليار دولار سنوياً، فالنفط قيمة حقيقية والدولار لا قيمة حقيقية له، ولأن النفط مقدر بالدولار فالدول تنتج والولايات المتحدة تطبع وتضخ في الأسواق دولاراتها وعلى دول العالم امتصاص ما يوجد في السوق من دولارات وهكذا تغطي أمريكا نفسها بثروات غيرها.!!!!
أَسأل اللهَ عز وجل أن يهدي بهذه التبصرةِ خلقاً كثيراً من عباده، وأن يجعل فيها عوناً لعباده الصالحين المشتاقين، وأن يُثقل بفضله ورحمته بها يوم الحساب ميزاني، وأن يجعلها من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني، وأنا سائلٌ أخاً/أختاً انتفع بشيء مما فيها أن يدعو لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين، وعلى رب العالمين اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي.



"وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلاِّ بالله العزيز الحكيم"

#2
نبذه عن الكاتب
 
البلد
المملكة العربية السعودية
مجال العمل
محاسب
المشاركات
995

رد: الدولار.. بين الحقيقة والوهم

صدق من قال أن أمريكا ... مثل البالون الكبير ..... ضخمة ومزينة من الخارج .... ولكنها جوفاء من الداخل ....

#3
الصورة الرمزية تاورغاء
تاورغاء غير متواجد حالياً مبادر
نبذه عن الكاتب
 
البلد
ليبيا
مجال العمل
تدريس وتدريب
المشاركات
11

رد: الدولار.. بين الحقيقة والوهم

الدولار.. بين الحقيقة والوهم

#4
الصورة الرمزية basher_74
basher_74 غير متواجد حالياً مبدع
نبذه عن الكاتب
 
البلد
ليبيا
مجال العمل
تدريس وتدريب
المشاركات
104

رد: الدولار.. بين الحقيقة والوهم

نعم هى حدعة الدولار الكبرى حتى انه على مستوى الولايات المتحدة الامريكية لاتخضع عملية اصدار الدولار الى سلطة فدرالية

#5
نبذه عن الكاتب
 
البلد
اليمن
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
57

رد: الدولار.. بين الحقيقة والوهم

بارك الله فيك على هذه الفائ
ة وجعلها في ميزان حسناتك

#6
الصورة الرمزية محمد أحمد إسماعيل
محمد أحمد إسماعيل غير متواجد حالياً المشرف العام
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
7,346

رد: الدولار.. بين الحقيقة والوهم

احيي أخي المهندس أحمد نبيل على إثارة هذا الموضوع الهام
ويؤكد صدق مقالتك ما يحدث كل فترة بين الصين وأمريكا من تدهور في العلاقات بسبب أن الصين هي الدولة الثانية في العالم التي تتلاعب بعملتها مقابل رصيد الذهب بالضبط كما تفعل أمريكا
وهذا لا يرضى أمريكا طبعا لذلك تدخل في مناوشات مع الصين بين فترة وأخرى
عملاً بالمثل القائل : "مبروم على مبروم مبيلفش"

اعذروني المثال متطابق جدا للحالة التي نتكلم عنها
استشارات :
- الهياكل التنظيمية
- الوصف الوظيفي
- اللوائح الداخلية للموارد البشرية
https://www.facebook.com/hrdiscussion
https://twitter.com/hrdiscussion

إقرأ أيضا...
ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..

ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!.. https://www.hrdiscussion.com/imgcache/4744.imgcache ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!.. أعزائى القراء هذه مقاله رائعه... (مشاركات: 6)


ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..

(مشاركات: 0)


الحقيقة التى اخفاها عننا اليهود

ماذا تعرف عن المسجد الاقصى----حقائق اخفاها اليهود عننا تجدها فى الملف الاتى (مشاركات: 8)


الحقيقة انا متعجب

كيف يمكن ارسال رسالة خاصة على المنتدى؟ لماذا لاتوجد ايقونه للمساعدة؟ لماذا يزال البريد الألكترونى من المشاركات ؟ هل يمكن ان يجيبنى احد من مديرى المنتدى ؟ كتبت استفسار شاهده 50 شخصا كيف يمكن ان... (مشاركات: 5)


القِيَم الإنسانية بين الحقيقة المُطْلَقة والنِّسبِيَّة الخُلُقية

بسم الله الرحمن الرحيم القِيَم الإنسانية بين الحقيقة المُطْلَقة والنِّسبِيَّة الخُلُقية مقدمة إن فهم الأسس الفكرية التي تحرِّك عالمنا المعاصر من شأنه أن يعيننا على معالجة ما يشوب الواقع... (مشاركات: 2)


دورات تدريبية نرشحها لك

الدبلوم التدريبي في تحليل الأعمال

ستتعلم في هذه الدبلومة التدريبية وضع خطة عمل لتحليل الأعمال ومعرفة كيفية تنفيذها ونمذجة عملية الأعمال والتخطيط والرصد التي تتطلب تحليل دقيق، وجمع المتطلبات وإستراتيجية العملية التجارية ومتطلبات نماذج دورة الحياة لتوفير خط أساس للتحسين وادارة التحسين على العمليات من خلال الكشف عن حالات الشذوذ والتكرار وأوجه القصور وفهم الأساس لدراسة واختبار تصميم العملية ، وقياس نتائج العملية، وتعريف التصميم والتحسينات الاستراتيجية.


كورس المهارات المتقدمة لعامل البوفيه - Office Boy

كورس تدريبي متخصص يهدف الى تأهيل عمال البوفيه Office Boy يتناول أساسيات ومبادئ النظافة وأعمال التنظيف و أداب واتيكيت الضيافة في المكتب و الاعمال المكتبية للأوفيس بوي و مبادئ الأمن والسلامة المهنية للأوفيس بوي


دبلوم اقتصاديات الخدمات الصحية والتأمين الصحي

يهدف هذا الدبلوم التدريبي إلى تنمية مهارات المشاركين بالأسس الحديثة لعلم الاقتصاد والاقتصاد الصحي والتأمين الصحي بالمنشآت الصحية والمستشفيات وشركات الرعاية الصحية والتأمين الصحي الاجتماعي والخاص


برنامج تنمية المهارات السلوكية والقيادية المتقدمة للمديرين

برنامج يتناول تنمية وتحسين المهارات السلوكية والقيادية للأفراد الراغبين في الحصول على مناصب أعلى مثل التخطيط الاستراتيجي والتفاوض والاقناع والتأثير وحل المشكلات واتخاذ القرارات وتدريب المرؤوسين وتوجيههم والتفويض الناجح وبناء وادارة فرق العمل


جلسة تحليل الكفاءة الكلية للماكينات OEE نماذج وحالات عملية

جلسة إرشادية مع احد المتخصصين في مجال تحسين الانتاجية، تهدف الجلسة لتدريب المشارك فيها على كيفية حساب الكفاءة الكلية للماكينة، كذلك تدريبه على كيفية اجراء عمليات التحليل للعوامل الثلاث الاساسية بهدف تحسين الانتاجية، وبالأخير مناقشة موضوع مراقبة العمليات الانتاجية من خلال حساب الكفاية الكلية للمعدة، بما ينتج عنه زيادة معدلات الانتاج ومستويات الجودة.


أحدث الملفات والنماذج