العدالة الإجرائية:


مفهوم العدالة الإجرائية مصدره علم القانون. ويتعلق هذا المفهوم بإدراك الفرد بمدى عدالة العمليات التي يتم من خلالها اتخاذ القرارات التنظيمية فكلما كان الفرد أكثر إحساساً بعدالة الإجراءات المتبعة في إتخاذ مختلف القرارات التنظيمية كلما قوي لديه دافع الإلتزام بها وتنفيذها. وقد كشف علماء السلوك عن وجهين للعدالة الإجرائية الأول يتعلق بالجانب الهيكلي للقرارات ( أي كيف تتم هيكلة القرارات)، أما الثاني فإنه يتعلق بالجانب الاجتماعي (كيف تتم معاملة الناس أثناء صنع القرارات).


#أ. الجانب الهيكلي في العدالة الإجرائية:

ويتعلق بالكيفية التي يتم من خلالها صنع القرارات، وحتى تبدو تلك الكيفية عادلة يجب مراعاة ما يأتي:

(1) أن يكون للناس صوت في إجراءات صنع القرارات بمعنى أن يكون لهم رأي في صنع القرارات المؤثرة عليهم.

(2) إعطاء الفرصة لتصحيح الأخطاء. فكما أن أحكام القضاء قابلة للمراجعة من محاكم أعلى درجة فإن القرارات التنظيمية يجب أن يكون لها الفرصة أيضاً.

(3) تطبيق قواعد وسياسات ثابتة: فإذا كانت سياسة الشركة هي إعطاء الأولوية في إختيار فترة الإجازة الأعتيادية للعامل الأقدم فإن هذه السياسة في حد ذاتها عادلة إلا إذا طبقت على البعض دون البعض الآخر فإنها تصبح غير عادلة.

(4) عدم التحيز عند إتخاذ القرارات: فعند إتخاذ قرارات التعيين مثلاً يجب عدم التحيز ضد بعض الجماعات بسبب اللون أو الجنسية أو النوع مثلاً. وهذا مما يحسن إدراك العدالة الإجرائية.

#ب. الجانب الإجتماعي في العدالة الإجرائية:

عند تقييم العدالة الإجرائية فهناك أيضاً الجانب الإجتماعي في الموضوع، ويتعلق ذلك بنوعية المعاملة التي يلقاها العامل على أيدي متخذي القرارات. ويتأثر الإحساس بمدى عدالة تلك المعاملة بناحيتين: الأولي بمدى صحة وكفاية المعلومات التي يتلقاها بخصوص تنفيذ القرارات، والثانية تتعلق بالحساسية الاجتماعية- أي مدى الاهتمام الذي يلقاه الفرد عند حدوث نتائج غير مرضية في تنفيذ القرارات وتدل الشواهد على أن الناس يكونوا أكثر قبولاً للنواتج السلبية حينما تقدم لهم معلومات كاملة عنها، وبغرض العلم والإستفادة وأن يؤخذ في الإعتبار احترام مشاعر من تقدم لهم. ونعني بالقبول الأفضل عدة أشياء، فمثلاً فإن إدراك عدالة إجراءات منع التدخين يسهل قبول المدخنين لتلك القيود، ويحدث مثل ذلك في حالة تخفيض الأجور وتسريح العاملين. فرغم أن العاملين يكرهون تلك الإجراءات إلا أنهم يقبلونها إذا شعروا بعدالتها.