الموضوع: أسباب الأزمات في الادارة
أسباب الأزمات في الادارة
الأزمات جزء من واقعنا وعلى متخذ القرار أن يتمكن من تقليل وتخفيض سلبياتها والحصول على آثارها الإيجابية كلما أمكن، ولا يكون ذلك إلا لمن له خبرة ودراية بإدارة الأزمات.
وكان مما تحدثنا فيه سابقًا، الفرق بين إدارة الأزمات والإدارة بالأزمات، وخصائص الأزمات، ومراحل تطورها، وها نحن نستكمل الحديث، فنبدأ بسؤال: ما هي أسباب نشوء الأزمات؟
أسباب نشوء الأزمات
وهناك أسباب متعددة ومختلفة لنشوء الأزمات، من بينها:
أولًا: سوء الفهم:
يمثل سوء الفهم أحد أسباب نشوء الأزمات وفي مثل هذه الأزمات يكون الحل سهلًا بمجرد إيضاح الحقيقة وينشأ سوء الفهم في الأغلب من أمرين:
(الأمر الأول: المعلومات المبتورة.
الأمر الثاني: التسرع في إصدار القرارات أو الحكم على الأمور قبل تبين حقيقتها، سواء تحت ضغط الخوف والقلق والتوتر أو نتيجة للرغبة في استعجال النتائج.
من الأمثلة على سوء الفهم قصة أحد الصحابة الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم لجمع الزكاة من إحدى القبائل، وكان من عادة أهل هذه القبيلة أن يخرجوا لاستقبال ضيوفهم وهم يحملون كامل أسلحتهم وسيوفهم مشرعة في أيديهم يلوحون بها تحية للضيف، فلما رآهم هذا الصحابي، وكان بينه وبينهم في الجاهلية ثأر وعداوة، ظن أنهم خارجون لمحاربته، فما كان منه إلا أن عاد أدراجه وجلاً و خائفاً، مخبراً الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم منعوا عنه الزكاة، وأنهم خرجوا لمحاربته وكادوا يقتلونه لولا أنه هرب منهم، وكانت أزمة، استعد الرسول صلى الله عليه وسلم خلالها لمحاربة هذه القبيلة، لولا أن أدركه أهلها ليخبروه بالحقيقة وانتهت الأزمة، والتي أورد الله فيها قرآنًا، قال تعالى: {يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}) [محسن أحمد الخضيري، إدارة الأزمات: منهج اقتصادي إداري لحل الأزمات على مستوى الاقتصاد القومي والوحدة الاقتصادية ، ص ( 67)].
ثانيًا: سوء الإدراك
يمثل الإدراك نقطة فارقة هامة، فهو مرحلة استيعاب المعلومات التي تم الحصول عليها والحكم التقديري على الأمور من خلالها، فإذا حدث خلل في هذا الإدراك بصورة متعمدة أو متعمدة فإن النتيجة الطبيعية هي: حدوث انفصام في العلاقة بين الأداء الحقيقي للكيان الإداري وبين القرارات التي يتم اتخاذها، مما يشكل ضغطًا من الممكن أن يؤدي إلى انفجار الأزمة.
(ومشكلة أخرى بالنسبة للمعلومات هي محاولة تفسيرها على ضوء رغبات المرء الشخصية، أو ما يعرف باسم منطق الميول النفسية Psycho Logic فيتقبل المرء من هذه المعلومات ما يوافق هواه ويتفق مع تطلعاته، ويتجاهل من هذه المعلومات ما يخالف رغباته، ومن ثم يسعى لاختلاق المبررات للمعلومات التي تجد هوى في نفسه، كما يتفنن في إيجاد الذرائع لاستبعاد المعلومات التي تتناقض مع مفاهيمه الأساسية، ومن ثم يأتي تفسيره للأزمات مشوباً بنظرة شخصية ضيقة) [عباس رشدي العماري، إدارة الأزمات في عالم متغير، ص (22)].
ثالثًا: سوء التقدير والتقييم:
يعد هذا السبب من أكثر أسباب حدوث الأزمات، وخاصة في المجالات العسكرية، وهو ينشأ بسبب أمرين أساسيين:
الأمر الأول: فرط الثقة في النفس أو المغالاة في القدرة الذاتية على مواجهة الآخر.
الأمر الثاني: التقدير الخاطئ أو السيء للطرف الآخر والتقليل من شأنه والاستخفاف به.
(وتعد حرب أكتوبر 1973م أحد الأمثلة القوية على هذا السبب/ خاصة عندما توافرت لدى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل المعلومات الكاملة عن الحشود المصرية والسورية العسكرية، ولكنها تحت وهم وغطرسة القوة وخداع النفس العنصري الإسرائيلي، وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، اطمأنت إلى أن المصريين والسوريين لن يقدموا على شيء ذي أهمية، ومن ثم كان الهجوم المصري السوري المشترك مذهلًا وصادمًا) [إدارة الأزمات، ربحي عبد القادر الجديلي، ص (10)].
رابعًا: الإدارة العشوائية:
وفي الحقيقة هي ليست إدارة، إذ أن الكلمتان لا يجتمعان: (إدارة) و (عشوائية)، ولكن يطلق عليها مجازًا الإدارة العشوائية، وهي مجموعة من الأمزجة التي تتنافى مع المبادئ العلمية وتتص بالآتي:
(عدم الاعتراف بالتخطيط وأهميته وضرورته للنشاط.
عدم الاحترام للهيكل التنظيمي.
عدم التوافق مع روح العصر.
سيطرة النظرة الأحادية السوداوية.
قصور التوجيه للأوامر والبيانات والمعلومات وعدم وجود التنسيق.
عدم وجود متابعة أو رقابة علمية وقائية وعلاجية) [إدارة الأزمات، ربحي عبد القادر الجديلي، ص (11)].
إن هذا السبب هو الأخطر على الكيان الإداري، لأنه يدمر الإمكانيات والمقدرات، ونظرة سريعة إلى الأزمات التي تضرب الكيانات الإدارية في دول العالم الثالث، نجد أن السبب واضح، إذ أنها تفتقد الرؤية المستقبلية العلمية، ولا تستخدم التخطيط العلمي الرشيد في إدارة شئونها وتطبق أنماطاً إدارية عشوائية.
خامسًا: الرغبة في الابتزاز:
بأن يقوم أناس أصحاب سلطة أو جماعة ضغط أو مصالح بممارسة ضغوط على الكيان الإداري من أجل جني مكاسب معينة، وهي تبتز من خلال صنع الأزمات المتتالية وإخضاعه لسلسلة متوالية من الأزمات التي تجبر متخذ القرار على الانصياع لهم.
اليأس:
ولعل هذا هو السبب الأخطر وقد يؤدي إلى تدمير كبير، فاليأس في حد ذاته أحد الأزمات النفسية والسلوكية وهي تشكل خطرًا داهمًا على متخذ القرار.
ولكن لماذا يعد اليأس أحد أسباب نشوء الأزمات؟
والإجابة هي: أن اليأس ينتج عنه إحباط يؤدي إلى فقدان متخذ القرار الرغبة في التطوير والاستسلام للرتابة، مما يؤدي إلى انفصام العلاقة بين الفرد والكيان الإداري الذي يعمل من خلاله، وتبلغ الأزمة ذروتها عندما تحدث حالة انفصام وانفصال بين مصلحة العامل أو الفرد الذاتية وبين مصلحة "الكيان الإداري" الذي يعمل فيه.
الإشاعات:
إن كثيرًا من الأزمات تكون بسبب إشاعات معينة، تم توظيفها بشكل معين، ثم تحاط بمعلومات كاذبة ومدلسة، ويتم إعلانها في توقيت ما، في بيئة محددة، ومن خلال حدث يؤدي إلى تفجير الأزمة.
استعراض القوة:
(وهذا الأسلوب عادة ما يستخدم من قبل الكيانات الكبيرة أو القوية ويطلق عليه أيضاً مصطلح "ممارسة القوة" واستغلال أوضاع التفوق على الآخرين سواء نتيجة الحصول على قوة جديدة أو حصول ضعف لدى الطرف الآخر أو للاثنين معاً.
ويبدأ بعملية استعراضية خاطفة للتأثير على مسرح الأحداث دون أن يكون هناك حساب للعواقب، ثم تتدخل جملة عوامل غير منظورة فتحدث الأزمة، ومن ثم تتفاقم مع تتابع الأحداث وتراكم النتائج) [إدارة الأزمات، ربحي عبد القادر الجديلي، ص (11)].
الأخطاء البشرية:
إن معظمنا يعلم أن الأخطاء البشرية لن تتوقف، ولذا فإنها تعد من أهم أسباب حدوث الأزمات في الماضي والحاضر والمستقبل، وربما تتمثل في عدم كفاءة الموظفين أو اختفاء الدافعية، أو ترافي المشرفين، أو عدم الاهتمام بالتدريب... إلخ.
الأزمات المخططة:
حيث تعمل بعض القوى المنافسة للكيان الإداري على تتبع مسارات عمل هذا الكيان، ومن خلال التتبع تتضح لها الثغرات التي يمكن أحداث أزمة من خلالها.
تعارض الأهداف:
عندما تتعارض الأهداف بين الأطراف المختلفة يكون ذلك مدعاة لحدوث أزمة بين تلك الأطراف خصوصاً إذا جمعهم عمل مشترك، فكل طرف ينظر إلى هذا العمل من زاويته، والتي قد لا تتوافق مع الطرف الأخر.
تعارض المصالح:
يعد تعارض المصالح من أهم أسباب حدوث الأزمات، حيث يعمل كل طرف من أصحاب المصالح المتعارضة على إيجاد وسيلة من وسائل الضغط لما يتوافق مع مصالحه، ومن هنا يقوي تيار الأزمة [إدارة الأزمات، ربحي عبد القادر الجديلي، ص (11)].
وبهذا نكون قد تعرفنا على أهم وأبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الأزمات
يعقد فالكون للتدريب والتطوير البرنامج التدريبي "دورة تأهيل الادارة الوسطى لتولى مناصب إدارية عليا: (التحول من الادارة الوسطى الى الادارة العليا)"
خلال الفترة من 16– 20 فبراير 2014
والمزمع إنعقاده... (مشاركات: 0)
1- الادارة الادارة الادارة في سورية الجديدة والا نعود الى النفق اذا لم نؤسس على العلم والتخصص والمهنية
عبد الرحمن تيشوري
من بحث علمي سابق
2- لاأستطيع ان أختم الحديث عن وزارة... (مشاركات: 0)
أسباب الرزق
أولا : اكثر من الاستغفــــار
قال تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا
ثانيا : التقــــوى
قال تعالى : ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا... (مشاركات: 0)
ثلاثة أسباب تتسبب في فشل أي مشروع :
1- ليس لديك الوقت الكاف:في أفضل الحالات، يعطي البعض من وقته ساعتين أو ثلاث لعمله الجانبي في نهاية الأسبوع، ثم تبدأ هذه الساعات تقل، ومن أسباب ذلك التناقص أعباء... (مشاركات: 0)
ان الجريمة ترجع لأسباب متعددة و مختلفة و من ألأسباب مايرجع الى شخصية المجرم سواءا فيما يتعلق بالجانب التكويني أو النفسي أو
العقلي ومن ألأسباب مايرجع الى البيئة التي تحيط بالمجرم
ولكي... (مشاركات: 0)
كورس تدريبي يعد الأول من نوعه في الوطن العربي، حيث يهدف الكورس الى تأهيل المشارك فيه على فهم المفاهيم العامة عن علم النفس الرياضي، واستيعاب القلق وأثره على الشخص الرياضي، كذلك التعرف على مبادئ ومفهوم التدريب العقلي، والاسترخاء ومتى يمكن للرياضي استخدامه، كذلك اكساب المشارك الاساليب والتقنيات الخاصة بالثقة بالنفس وكيفية نقلها للشخصية الرياضية، والتعرف أكثر على التركيز واهميته للرياضيين، مع ادراك اهمية واسس التصور العقلي للشخصية الرياضية، بما يؤهلك في النهاية للعمل كأخصائي نفسي رياضي، بحيث تكون قادرا تماما على القيام بهذا الدور بشكل احترافي.
دبلوم تدريبي متقدم يهدف الى تأهيل المشاركين على تعلم مهارات الادارة المالية المتقدمة ومهارات تحديد المخاطر المالية واستخدام أدوات التحليل المالي المتقدمة وتخطيط الأنشطة المالية ومراقبة آدائها، وكذلك التعرف على المعايير الخاصة بمتطلبات ادارة المخاطر واكتساب مهارات التنبؤ بالمشكلات المالية واتخاذ القرارات الصحيحة بناء على تحليل ادارة المخاطر
تهدف تلك الدورة التدريبية الى إكساب المشاركين المعارف والمهارات اللازمة لتمكينهم من التعامل مع فرص الاستثمار وإدارة منتجات وخدمات ومحافظ الاستثمار المختلفة
كورس تدريبي مكثف يزودك بكافة المعلومات الضرورية عن فيروس كورونا المستجد كوفيد-١٩، وكيف يمكن ان يؤثر تفشي هذا الفيروس على اماكن العمل، وما هي الخطوات الواجب اتخاذها للحد من مخاطر تعرض العمال لهذا الفيروس، وكيفية تصنيف تعرض العمال للكوارث الصحية المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة، وتصنيف الوظائف تبعا لدرجة خطورة انتشار العدوى فيها، وفي النهاية يساعدك هذا البرنامج التدريبي المكثف على تصميم برنامج الوقاية من الكوارث الصحية في اماكن العمل
برنامج تدريبي مكثف يهدف الى تعريف المشاركين بمفهوم الالتزام وقواعده وعلاقة ادارة الالتزام بالادارات الاخرى ، ودور الحوكمة فى ضبط عملية الالتزام داخل المؤسسات، بالاضافة الى تأهيل المشاركين للتعامل مع عمليات غسل الاموال وفهم مخاطرها وعقوباتها