الموضوع: لماذا نكرر ما نريد أن نغير؟
لماذا نكرر ما نريد أن نغير؟
|
لماذا نكرر ما نريد أن نغير؟
|
قرأت هذا الصباح سؤالاً فلسفيًا ذكيًا طرحه ابن عمي الدكتور "محمد الصمادي" أستاذ البنوك والصيرفة الإسلامية في "السعودية". ولأن "محمدًا" شاب ملتزم ومعتدل وإيجابي وباحث أكاديمي جاد، ولأنه يعمل في مجال الاقتصاد الإسلامي والإحصاء العلمي ويحترم لغة الأرقام، فقد حمل سؤاله مفارقة إنسانية عجيبة؛ نعيشها كلنا ولا يدركها معظمنا.
السؤال: "لماذا لو أخذنا عينة ممثلة للمجتمع وسألناهم من فيكم سيئ الخلق؛ سنجد الجميع يدّعون الفضيلة وحسن الخلق؟ هل مصطلح (مفهوم) الأخلاق فضفاض إلى هذه الدرجة بحيث لا نستطيع تقييم أنفسنا أولاً، والآخرين ثانيًا بموضوعية؟ أعتقد أن المشكلة الحقيقية لدينا هي افتقادنا للمعيار السليم الذي نستطيع تقييم أنفسنا والآخرين بناء عليه. إن تقييمنا يعتمد على ما نملك من معتقدات والتي يمكن أن تكون في بعض الأحيان غير صحيحة. لهذا... فإن الحل يتمثل في إعادة برمجة أنفسنا واستبدال كل القيم والمعتقدات التي تحدد سلوكنا بمعتقدات وقيم أخرى صحيحة." انتهى الاقتباس.
سأعرض السؤال ولن أعرض إجابة أو تفسير الدكتور "محمد" لظاهرة "التفاؤل المنحاز في تقدير ذواتنا ومعتقداتنا على حساب ذوات ومعتقدات الآخرين." فنحن مثل اليهود والألمان والأمريكان والروس والبرازليين والأنغوليين والمنغوليين نرى أننا الأفضل بين سائر الأمم. مع أن الله سبحانه يقول: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" وبما أننا أهل كتاب أيضًا، فقد كنا خير أمة أخرجت للناس، وليس هناك ما يضمن أن نبقى خير أمة على مر الزمان ما لم نواصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوعي وبمنطق العلم والإيمان بالمستقبل، لا بمنطق الاستهبال والاستسهال!
ولأن العلم من الإيمان فإنني أؤمن بالاثنين وبأن كلاً منهما يقود إلى الآخر. ففي كتاب بعنوان "التحيز الآمل والمتفائل" أجريت اختبارات أثبتت كلها أن كل الناس يظنون دائمًا أنهم أفضل من كل الآخرين، وهذا غير معقول إحصائيًا. فالإنسان يميل بطبعه إلى الظن أنه أفضل من ربعه، وليس من الثلاثة أرباع الأخرى فقط. كما يبالغ في تقدير الجوانب المعنوية والقيم غير الملموسة لديه لأنها غير قابلة للقياس الدقيق ولا يمكن وزنها عمليًا.
في محاضراتي أحرص دائمًا على أن أسأل المتدربين عن مستوى إحساسهم بالسعادة فتكون الدرجة ما بين 5 و 7 على مقياس من 10 درجات. وعندما أسأل عن مستوى الذكاء تقع النسبة بين 6 و 8. وعندما أسأل عن الصدق والأمانة تتراوح الدرجات بين 8 و 9. فسعادتنا لا تهم الآخرين لأنها شخصية ونظرتنا لها موضوعية. أما ذكاؤنا فهو قابل للقياس وله مؤشرات مقننة تصدنا أحيانًا عن المبالغة فيه. أما النزاهة والصدق والتواضع مثلاً؛ فلها أبعاد اجتماعية ضاغطة يصعب اختراقها، ولذا فإن "لاوعينا" يفرض علينا الانسجام الخادع معها لنحقق التوازن المأمول، وهذا أمر غير منطقي وغير معقول.
أنا شخصيًا كنت أرى كل أبنائي موهوبين أكثر من أبناء كل الآخرين، ثم غيرت رأيي عندما دخلوا الحياة العملية وبدأت مؤشراتهم في الأداء تتراجع أحيانًا، وتزيد أحيانًا عن مؤشرات الآخرين. وما زلت أرى أن حفيدتي أجمل الحفيدات في العالم، مع أن هناك مليار جد على الأقل في العالم يثبتون لي ولغيري – إحصائيًا وعاطفيًا – أن رؤيتي لاواعية، وأن توقعاتي مشوبة بالتفاؤل الزائف والمبالغة المتوقعة.
من المعروف أن التحيز المتفائل يخلق إحساسًا بالسعادة والرضا عن النفس. لكنه رضا مؤقت إن لم يستند إلى دراسات وحقائق علمية. الاعتقاد بأننا أفضل تاريخيًا وحضاريًا وثقافيًا وأخلاقيًا ودينيًا، وأننا نسير في الاتجاه الصحيح دائمًا لأن الآخرين على خطأ، يجعلنا نعيش بلا تحديات، ومن ثم بلا تخطيط بعيد المدى، وطبعًا بلا إنجازات. وهذا هو سبب حالة الارتخاء التي نعيشها اليوم. حتى عندما تحركنا لنغير الواقع، رحنا نكرر ونعيد استنساخ ما أردنا أن نغير.
الحل؟
نحن لسنا أفضل من الآخر، ولسنا أسوأ أيضًا. نحن ما نعمل وليس ما نقول! نحن ما ننتج وليس ما نستهلك! نحن لسنا الماضي فقط ولسنا مجرد تراث نجتره بلا اكتراث. التوفيق بين عمق الماضي التليد وطاقة الحاضر المجيد وأجنحة المستقبل الجديد يبدأ بمواجهة الذات وإدراك أننا لسنا الأفضل والأنقى والأصفى والأجمل، وإنما من حقنا ومن واجبنا أن نكافح لنكون.
نسيم الصمادي
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا النص جائني عبر الايميل ولانه يطرح موضوع غاية في الاهمية وددت ان انقله لكم في هذا المنتدى ربما نجد ضالتنا عند اهل الذكر ورب مبلغ اوعى من سامع........
... (مشاركات: 3)
التغير الإيجابي من نمط الحياة
يختلق العديد من الأشخاص أعذارا تحول دون نجاحهم في تغيير نمط الحياة المعتاد وغلبا ما تكون تلك الأعذار محكمة ليقنعوا بها أنفسهم ومن حولهم على حد سواء. ولكن دعك من خداع... (مشاركات: 0)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نريد شركاء بالتمويل لمشروع انشاء مركز تدريب فى قطر
نرجو المراسله على
mmh232@hotmail.com (مشاركات: 0)
فلْسَفَــــــةٌ رائعة
.
.
.
لو كان هناك مجموعتان من الاطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين لسكة الحديد
أحدهما معطل والآخر لازال يعمل (مشاركات: 6)
تعرف على طريقة تنفيذ الممارسات الخضراء في مجال ادارة المطاعم، وهي احد اشكال تطبيق الاستدامة البيئية في مجال ادارة المطاعم من خلال برنامج تدريبي يعد الأول عربيا في هذا المجال، حيث يقدم ادارة المطاعم ولكن من منظور مختلف حيث يعمد الى تأهيل المشاركين على كيفية تحقيق الاستدامة البيئية في المطاعم
أول برنامج تدريبي متخصص في شرح الاساليب الحديثة في تخطيط وتطوير الانتاج يتناول بالشرح مودل SIPOC وادوات توقع حجم الطلب وادوات التخطيط الزمني للانتاج وتخطيط الاحتياجات للمواد والمكونات وادوات الانتاج الرشيق وطرق تطبيقها واهم مؤشرات قياس الاداء والكفاءة لادارة الانتاج و ضبط العمليات الإنتاجية SPC وتحليل مقدرة العمليات والماكينات Machine & Process Capability
برنامج تدريبي متخصص يهدف الى تأهيل المشاركين في موضوع الموازنات التقديرية وتعليمهم طرق واساليب التنبؤ المالي ويعتمد في مادته على التطبيقات العملية والحالات الدراسية لكل موضوع من موضوعات التدريب.
دورة تدريبية مكثفة تهدف الى تعريف المشاركين بموضوع ادارة المخاطر، والاشكال الثلاثة للمخاطر، وكيفية تحديد اهداف ادارة المخاطر، وتحليل تلك المخاطر، وكذلك تقسيم وتصنيف المناطق الخطره، ومعرفة خطوات عملية ادارة المخاطر، كذلك القاء الضوء على آلية التمييز بين الطرق الثلاث الشائعة للتعرف على المخاطر وكيفية مواجهتها، وأخيرا يتعلم المشارك كيفية وضع خطة للتعامل مع المخاطر بشكل احترافي.
برنامج تدريبي يؤهلك على استيعاب اهمية التسويق للخدمات التدريبية وما هو التوقيت المثالي لاعداد خطة التسويق وما هي مراحل الخطة التسويقية للخدمات التدريبية بداية من مرحلة تحليل السوق التدريبي وحتى مرحلة تصميم الخطة المناسبة للخدمات التي تقدمها