يتجلى الاهتمام الحقيقي بالأفراد في العمل على الوفاء بمتطلباتهم, وإيجاد السبل والحوافز التي تساعد على تحسين أدائهم الوظيفي, وبالتالي تحقق تلك المنظمات والمؤسسات أهدافها، فترتفع الإنتاجية، ويشعر الموظف بالرضا عن نفسه وعن مؤسسته، ويشعر بالانتماء الحقيقي لها.
ويعد موضوع الحوافز من الموضوعات التي حظيت وما تزال تحظى باهتمام علماء السلوك الإداري, ولعل السبب في ذلك هو أن الحوافز إحدى أهم المتغيرات المستقلة للدافعية، بانعكاساتها وبعلاقتها الإيجابية على الكفاءة الإنتاجية ثم على نتائج النشاط الإداري, وأيضًا نحو الولاء والانتماء التنظيمي.
ونظرًا لأهمية الحوافز ودورها فقد تزايد الاهتمام بها من قبل الباحثين وعلماء الإدارة حيث ظهرت عدة نظريات خاصة بالحوافز من أهمها النظرية الكلاسيكية (ماكس فيبر) التي ظهرت نتيجة التطور الطبيعي لمبادئ الإدارة, وترتكز هذه النظرية أساسًا على أن النقود هي خير دافع للعمل في المنظمات, وأن الإنسان العامل هو اقتصادي بطبعه يسعى جاهدًا لزيادة أمواله, ومن ثم بدأ الاهتمام بربط الأجر بإنتاجية العامل, ويمكن ملاحظة الأهمية القصوى التي أولتها الإدارة الحديثة للحوافز وتأثيرها الواضح على مستوى أداء العاملين, فكلما زادت الحوافز سواء كانت مادية أو معنوية ارتفع معدل الأداء نحو الأفضل.
وتتصف البيئة الإدارية في الوقت الحالي بالتغير المتواصل والمستمر نتيجة للتطور التكنولوجي والفني الذي يفرض على الأجهزة الحكومية اتخاذ كافة التدابير لمواجهة التحديات بشتى أصنافها وصورها ومتابعة ومواكبة تلك التغيرات, وإلا فإن المنظمات لن تكون قادرة على الوفاء بمسوؤلياتها بفاعلية واقتدار.
ومن أهم ما يجب إعطاؤه الأولوية من الاهتمامات، العنصر البشري الذي تقع عليه غالبية الأعباء بما تتضمنه من مسوؤليات, ولما كان ضعف الأداء أو تدنيه من أكثر المشكلات التي تواجه المنظمات كان لابد من إعطاء هذا الأمر المزيد من الاهتمام.
وفي الحقيقة، فإن عدم توفر الحوافز المناسبة ينعكس سلبًا على مستوى الرضا, وهذا بدوره قد يفقد الموظف الحماسة والإحساس بأهمية العمل, فتنخفض روحه المعنوية ورغبته في الأداء بفعالية, وهذا بالطبع ينعكس على كفاءته في العمل نتيجة لعدم الرضا وبالتالي ينخفض مستوى أدائه الوظيفي, وهذا يبرز أهمية الحوافز في تجويد الأداء.
فقد أكدت الدراسات أن هناك علاقة بين تطبيق الحوافز المادية والمعنوية وبين الرضا الوظيفي عن بيئة العمل، حيث تتمثل فاعلية الحوافز المادية تحديدًا في تحسين أداء العاملين من خلال حرصهم على سمعة الإدارة, ورفع مستوى جودة العمل, وسرعة إنجاز العمل, والمحافظة على الممتلكات العامة.
وتدفع الحوافز المادية بالموظف نحو تطوير قدراته الذاتية وتزيد من دقته وانضباطه في أداء العمل وتحمل المسوؤلية, وترفع مستوى الولاء والشعور بالانتماء والالتزام باللوائح والأنظمة. كما تلعب دورًا فعالاً في تنمية العلاقات الإنسانية مما ينتج عنه شعور الموظف بروح الفريق، والعمل نحو تحقيق المكسب الجماعي لا الفردي, والتجديد والابتكار والمشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات.
كما أن هناك حوافز معنوية تتمثل في منح خطابات الشكر والتقدير, وتقديم الثناء الشفوي, وإقامة حفلات التكريم, وإشراك الموظف في اتخاذ القرارات, ومنح الإجازات الاستثنائية, والترشيح للدورات التدريبية، وجميعها تزيد بشكل ملحوظ من معدل الرضا الوظيفي مما يرفع مستوى إجادة العمل.
ختامًا، تنبع أهمية الحوافز من كونها تمثل أهم المحاور الرئيسة للنشاط الإنساني الإنتاجي والوصول بالأداء إلى مستوى عالٍ من الإجادة من خلال تطوير الأداء وتحسينه على المستوى المهني، وفي الوقت ذاته يشعر الموظف بالرضا والولاء لمؤسسته، ويندفع أكثر نحو المسؤولية والابتكار.الحوافز وأهميتها في رفع مستوى العمل
بقلم: ريم المالكي
تاريخ النشر : 01-06-2011 م
يتجلى الاهتمام الحقيقي بالأفراد في العمل على الوفاء بمتطلباتهم, وإيجاد السبل والحوافز التي تساعد على تحسين أدائهم الوظيفي, وبالتالي تحقق تلك المنظمات والمؤسسات أهدافها، فترتفع الإنتاجية، ويشعر الموظف بالرضا عن نفسه وعن مؤسسته، ويشعر بالانتماء الحقيقي لها.
ويعد موضوع الحوافز من الموضوعات التي حظيت وما تزال تحظى باهتمام علماء السلوك الإداري, ولعل السبب في ذلك هو أن الحوافز إحدى أهم المتغيرات المستقلة للدافعية، بانعكاساتها وبعلاقتها الإيجابية على الكفاءة الإنتاجية ثم على نتائج النشاط الإداري, وأيضًا نحو الولاء والانتماء التنظيمي.
ونظرًا لأهمية الحوافز ودورها فقد تزايد الاهتمام بها من قبل الباحثين وعلماء الإدارة حيث ظهرت عدة نظريات خاصة بالحوافز من أهمها النظرية الكلاسيكية (ماكس فيبر) التي ظهرت نتيجة التطور الطبيعي لمبادئ الإدارة, وترتكز هذه النظرية أساسًا على أن النقود هي خير دافع للعمل في المنظمات, وأن الإنسان العامل هو اقتصادي بطبعه يسعى جاهدًا لزيادة أمواله, ومن ثم بدأ الاهتمام بربط الأجر بإنتاجية العامل, ويمكن ملاحظة الأهمية القصوى التي أولتها الإدارة الحديثة للحوافز وتأثيرها الواضح على مستوى أداء العاملين, فكلما زادت الحوافز سواء كانت مادية أو معنوية ارتفع معدل الأداء نحو الأفضل.
وتتصف البيئة الإدارية في الوقت الحالي بالتغير المتواصل والمستمر نتيجة للتطور التكنولوجي والفني الذي يفرض على الأجهزة الحكومية اتخاذ كافة التدابير لمواجهة التحديات بشتى أصنافها وصورها ومتابعة ومواكبة تلك التغيرات, وإلا فإن المنظمات لن تكون قادرة على الوفاء بمسوؤلياتها بفاعلية واقتدار.
ومن أهم ما يجب إعطاؤه الأولوية من الاهتمامات، العنصر البشري الذي تقع عليه غالبية الأعباء بما تتضمنه من مسوؤليات, ولما كان ضعف الأداء أو تدنيه من أكثر المشكلات التي تواجه المنظمات كان لابد من إعطاء هذا الأمر المزيد من الاهتمام.
وفي الحقيقة، فإن عدم توفر الحوافز المناسبة ينعكس سلبًا على مستوى الرضا, وهذا بدوره قد يفقد الموظف الحماسة والإحساس بأهمية العمل, فتنخفض روحه المعنوية ورغبته في الأداء بفعالية, وهذا بالطبع ينعكس على كفاءته في العمل نتيجة لعدم الرضا وبالتالي ينخفض مستوى أدائه الوظيفي, وهذا يبرز أهمية الحوافز في تجويد الأداء.
فقد أكدت الدراسات أن هناك علاقة بين تطبيق الحوافز المادية والمعنوية وبين الرضا الوظيفي عن بيئة العمل، حيث تتمثل فاعلية الحوافز المادية تحديدًا في تحسين أداء العاملين من خلال حرصهم على سمعة الإدارة, ورفع مستوى جودة العمل, وسرعة إنجاز العمل, والمحافظة على الممتلكات العامة.
وتدفع الحوافز المادية بالموظف نحو تطوير قدراته الذاتية وتزيد من دقته وانضباطه في أداء العمل وتحمل المسوؤلية, وترفع مستوى الولاء والشعور بالانتماء والالتزام باللوائح والأنظمة. كما تلعب دورًا فعالاً في تنمية العلاقات الإنسانية مما ينتج عنه شعور الموظف بروح الفريق، والعمل نحو تحقيق المكسب الجماعي لا الفردي, والتجديد والابتكار والمشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات.
كما أن هناك حوافز معنوية تتمثل في منح خطابات الشكر والتقدير, وتقديم الثناء الشفوي, وإقامة حفلات التكريم, وإشراك الموظف في اتخاذ القرارات, ومنح الإجازات الاستثنائية, والترشيح للدورات التدريبية، وجميعها تزيد بشكل ملحوظ من معدل الرضا الوظيفي مما يرفع مستوى إجادة العمل.
ختامًا، تنبع أهمية الحوافز من كونها تمثل أهم المحاور الرئيسة للنشاط الإنساني الإنتاجي والوصول بالأداء إلى مستوى عالٍ من الإجادة من خلال تطوير الأداء وتحسينه على المستوى المهني، وفي الوقت ذاته يشعر الموظف بالرضا والولاء لمؤسسته، ويندفع أكثر نحو المسؤولية والابتكار.

بقلم: ريم المالكي