في الخطاب الشهير الذي توجه فيه أوباما للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة في أول زيارة له للمنطقة بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة عام 2009 قال فيه:

ورد في الوثيقة الدولية للتعليم العالي للقرن الحادي والعشرين ما يلي :
“The development of entrepreneurial skills and initiatives should become major concerns of higher education in order to facilitate employability of graduates who will increasingly be called upon to be not only job seekers but also, above all, to became job creators”.


ويذكر تقرير منظمة اليونسكو حول التوجهات والتطورات المستقبلية للتعليم العالي في أوروبا م عام 1998-2003م، أن مفهوم الجامعة الرائدة "Entrepreneurial University" بدأ بالتأثير في أوروبا وأمريكا في نهاية التسعينات الميلادية كنتيجة حتمية لرغبة الجامعات بأن تكون عالية الابتكار والفعالية في إجراءاتها وإدارتها الداخلية وفي الوقت ذاته مشاركة بفعالية في برامج التعاون مع بيئة الأعمال. وهذا التوجه نحو الريادة "Entrepreneurship" يأتي متسقاً ومكملاً لطريق التغيير الثقافي في مؤسسات التعليم. فالأكاديميون مقبلون اليوم نحو أسلوب تعليمي يتفاعل بحساسية مع الحالات التطبيقية والعملية، والتحرك كرواد فكريين لتسهيل نقل المعرفة والتقنية والتركيز على الأبحاث ذات الطبيعة التطبيقية المباشرة.
وانطلاقاً من توجه الجامعة الجاد للإسهام في بناء ثقافة المعرفة والتنمية المستدامة في المجتمع لبناء جيل متميز من أبناء وبنات الجامعة في مجالات الإبداع و الابتكار في اقتصاديات المعرفة يأتي هذا المركز الطموح.
وتبرز أهمية ومبررات إنشاء هذا المركز بأنه سيكون المنظومة التي تكمل التميز والريادة في الجامعة والتكامل مع متطلبات وادي المعرفة. كما أن المركز سيكون أداة الجامعة في تعزيز مفهوم الجامعة الرائدة, كما سيسعى المركز إلى تجسير العلاقة الاستراتيجية المستدامة مع قطاعات الأعمال في وطننا الغالي، وسد الفجوة بين التعليم والتطبيق للتحول نحو الاقتصاد المعرفي المنشود.
يعتبر التوجه نحو التفكير الريادي توجهاً عالمياً في مؤسسات التعليم العام والعالي. ووضعت كل الدول المتقدمة في العالم خططاً تنفيذية متلاحقة لتعزيز تطبيقات الفكر الريادي في مجتمعاتها الأكاديمية وغير الأكاديمية. وبحسب الإحصاءات المنشورة فإن جميع أعلى أربعين جامعة Top 40 في أمريكا تدرس مواد "Entrepreneurship" كما لديها مركز ريادة عام 2000م. وفي عام 2005 أصبح حوالي 80% من جامعات أمريكا لديها مراكز ريادة بمسميات مختلفة.
كما أنه في عام 2000 كان 60% من طلاب ماجستير إدارة الأعمال MBA في أمريكا وأوروبا يدرسون مواد "Entrepreneurship" ثم قفز العدد عام 2005 ليصل إلى 85%.
كما بلغ الدعم المالي المستقطب لتعليم ريادة الأعمال في أمريكا 1.4 مليار دولار عام 2000م. ثم تضاعف المبلغ عام 2005م. ليصل إلى 2.3 مليار دولار مخصصة لريادة الأعمال. وكانت مصادر هذه الأموال مقسمة بنسبة 73% من المنظمات غر الربحية مثل Kauffmon Foundation, Coleman Foundation, and Edward Lowe Foundation. وتساهم الأوقاف الخيرية المخصصة للتعليم ما فوق الثانوي بنسبة 27% من هذه الأموال.
وقد أصبح انتشار مركز الريادة في العالم ظاهرة واضحة وصلت حداً من النضج بحيث بدأت تلك المركز تتخصص في مجالات معينة مثل التقنية والاتصالات كما هو الحال في مراكز Stanford Unversity ومركزMIT وهناك مراكز ريادة متخصصة بالطب وأخرى بالهندسة. وتوجهت الشركات والجمعيات إلى إنشاء مراكز ريادة متخصصة مثل مراكز ريادة للمرأة وأخرى للشباب والمراهقين، ومراكز تميز للأطفال كالذي أنشأته ديزني في أورلاندو.
كما يوجد جمعيات مهنية وعلمية عديدة لريادة الأعمال ورأس المال الجريء وهناك مجلة عالمية أمريكية تصنف تلك المركز. فحسب تصنيف عام 2007 كان مركز في تايوان من حيث تحويل الابتكارات إلى مشاريع تجارية هو الأفضل عالمياً متجاوزاً مركز جامعة ستانفورد الرائد، كما حقق مركز جامعة جون شوبنق الذي تتعاون معه جامعة الملك سعود تصنيفاً متقدماً بين أفضل 10 مراكز في العالم من حيث التواصل العالمي للعام 2007.

أ.د. أحمد الشميمري